الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«مرض الزهايمر» تناقش أزمة المثقف الهامشي مع السلطة

«مرض الزهايمر» تناقش أزمة المثقف الهامشي مع السلطة
20 مارس 2012
انطلقت مساء أمس الأول على خشبة المسرح الرئيسي في قصر الثقافة بالشارقة، برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، فعاليات الدورة الثانية والعشرين من أيام الشارقة المسرحية التي تنظمها دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة في منتصف مارس من كل عام بعرض المسرحية التونسية “مرض الزهايمر” من إخراج وتأليف مريم بوسالمي وتمثيل صلاح مصدق، بدور الأب، وقابيل السياري بدور الابن ومن إنتاج المسرح الوطني التونسي. حكاية العرض ويمكن القول إن “مرض الزهايمر”، على مستوى الحكاية هي تكثيف للعجز الذي يشلّ حركة المجتمع وتقدمه، ويتم تقديمها عبر علاقة الأب بالابن، هذه العلاقة غير السوية التي هي أيضاً تكثيف لراهن السلطة، وكذلك المسرحية توصيف لحال المثقف الهامشي ليس في المجتمع التونسي وحده بل عربياً أيضاً، من هنا قد نجد الكثير من التعاطف مع العمل الذي لا يتحقق لهذا السبب وحده فقط، بل لمقدرة المخرجة على تفكيك مسألة السلطة العاجزة في مجتمعات هي بدورها عاجزة عن تحقيق أي فعل باتجاه تحسين شروط أوضاعها وعيشها اليومي. والأرجح أن تفكيك هذه السلطة يبدأ من ما يمكن توصيفه بإصابة سلطة ما في بلد ما بالزهايمر، تفكيك مرجعية فقدان الذاكرة الجماعي إنما في إطار صراع إرادات بين جيلين لا يتقاسم أحدهما مع الآخر أي قَدْر من الذاكرة الخاصة أو العامة، وذلك وجه آخر لأزمة الوعي لكنها في العمل تشكل أساسا للتوتّر الدرامي بكل ما ينطوي عليه من شدّ وجذب وتصاعد ثم انخفاض فتصاعد وهكذا. اللافت هنا، على مستوى تفكيك آليات عمل السلطة، أن المخرجة لا تقدمه من خلال الحوار، الذي ظلّ مبهما للكثير من المتفرجين بسبب استغراق الحوار في اللهجة الدارجة التونسية، بل من خلال السينوغرافيا، التي هي عبارة عن إضاءة مركّبة البناء بالإضافة إلى قطع عديدة من الديكور ودورها في توجيه حركة الممثل لجهة علاقة هذه الحركة بحركة الممثل الآخر على نحو يبرز التناقض بين جيلين لا ينظر أحدهما باتجاه الآخر من دون أن تخسر الحركة إيقاعها الخاص، أي من دون أن يفقد جسد الممثل، أداء وملفوظا، حواره الدرامي مع الجسد الآخر. الإضاءة الإضاءة عبارة عن طبقتين أضاءتا مربعاً ينقسم إلى مربعات ومستطيلات موازية ومتقابلة على خشبة المسرح، غلب عليها شكل الإضاءة الذي يتخذ شكل الحرف (ال) بالانجليزية ليحتفظ كل من الممثلين بطريقته الخاصة في الأداء، إنما ليقترب هذا الأداء كثيرا من الطريقة السينمائية في التمثيل، خصوصا في الحركة التي تؤول دائما باتجاه عمق المسرح والاستفادة منه على هذا الصعيد. بالتأكيد، لم يخل “مرض الزهايمر” من هنّات هنا أو هناك سواء في التمثيل التي من الممكن أن خللاً ما في الإضاءة قد تسبب بها، أو في توظيف موسيقي لأغنية لم تكن موفقة تماما. لكن ما كانت تراهن عليه مريم بو سالمي وفريق العمل إجمالا لا يتحدد باللهجة أو يقف عندها بل يتجاوز ذلك إلى العناصر الأخرى من العمل لتصل روحه أو مقولته الكبرى ودلالاته الواسعة عبر السينوغرافيا والتمثيل مع الاعتناء الشديد بكافة التفاصيل المتعلقة بذلك. أخيرا، يبقى القول ان أيام الشارقة المسرحية تستمر حتى الثامن والعشرين من هذا الشهر حيث تشارك فيها اثنتا عشرة فرقة مسرحية محلية تسع منها تتنافس على جوائز المهرجان وثلاث تعرض أعمالها على هامشه إلى جانب ثلاثة عروض مسرحية عربية من تونس وسوريا. وذلك فضلا عن العديد من ورش العمل والندوات واللقاءات الفكرية المتخصصة بالفنون المسرحية. يعرض اليوم يعرض اليوم في السابعة مساء بمسرح معهد الفنون بالشارقة القديمة مسرحية بهلول لفرقة مسرح بني ياس تأليف جمال سالم وإخراج الدكتور حبيب غلوم.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©