«آبل» تطلق نظام التشغيل «النمر الثلجي»

أصبحت تجارة السوفتوير شبيهة بتجارة الملابس الجاهزة؛ وحيث يتوجب على الزبون متابعة «الموضة» حتى لا يبدو متخلفاً عن الركب أو غير مبالٍ بتطور الذوق العام. ومن لا يتابع عمليات التحديث التي تشهدها صناعة أنظمة تشغيل الكمبيوتر، يكون قد حرم نفسه نعمة التعامل والتفاعل مع الكثير من التطبيقات الجديدة والضرورية من أجل التواصل مع الآخرين. وفيما تستعد شركة مايكروسوفت لإطلاق قنبلتها المدوّية في أسواق السوفتوير في شهر أكتوبر المقبل عندما سيظهر نظام التشغيل الجديد «ويندوز 7» الذي يحمل الكثير من التطبيقات الجديدة، أعلنت شركة آبل يوم الجمعة الماضي عن إطلاق نظامها الجديد للتشغيل ذي الاسم الطويل «ماك أوس إكس 10.6 سنو ليوبارد» Mac OS X 10.6 Snow Leopard لتستبق بذلك موعد إطلاقه الذي كان مقرراً في بداية شهر أكتوبر. ولا شك في أن إضافة اسم «سنو ليوبارد» أو «الفهد الثلجي» يرمي إلى تبسيط هذا الاسم الطويل. ويأتي النظام الجديد ليخلف النظام السابق «ليوبارد». ويبدو من الواضح أن شركة «آبل» أرادت من إطلاق نظامها في هذا التوقيت بالذات، قطع الطريق على شركة مايكروسوفت التي تحضّر العالم إعلامياً لموعد إطلاق نظام التشغيل «ويندوز7» في شهر أكتوبر المقبل والفوز بسباق الوصول إلى الأسواق بالرغم من الاختلاف الكبير في نوعية أجهزة الكمبيوتر التي يستخدم كل من النظامين لتشغيلها. ويتحدث خبراء «آبل» عن أهم ميزات نظام التشغيل «سنو ليوبارد» فيقولون إنه خالٍ تماماً من الفيروسات ويتميز بالسرعة الفائقة في فتح الملفات وتصفح الإنترنت. وبدلاً من إضافة أعداد ضخمة من البرامج الجاهزة، فلقد فضل الخبراء التركيز على تصغير حجم النظام وزيادة سرعة ودقة الأداء. ووضعت «آبل» سياسة غير مسبوقة في تسعير «نمرها الثلجي» الجديد عندما حددت سعر النسخة بمبلغ 30 دولاراً فقط بشرط أن يمتلك المشتري على جهازه نظام ليوبارد السابق. وهذا سعر لا يصدق في عالم صناعة أنظمة التشغيل. إلا أن من لا يمتلك نسخة ليوبارد الأصلية، يكون عليه دفع مبلغ 170 دولاراً ثمناً لنظام «ماك بوكس سيت» الكامل الذي يضم إلى جانب «ليوبارد» كلاً من برنامج «آبل آي لايف» و»جاراج باند ميوزيك ستوديو» و«آي وورك». ويقول الخبير دافيد بوج الذي قام باختبار النظام الجديد «سنو ليوبارد» إنه أسرع بكثير من نظام «ليوبارد» الأصلي؛ ويكون فتحه أسهل ويستغرق 72 ثانية في النظام الجديد مقابل 100 ثانية للنظام السابق. وتتجلّى السرعة أيضاً في فتح بقية الملفات والتطبيقات ومنها متصفح الإنترنت «ويب براوزر» الذي يتطلب فتحه 3 ثوانٍ، و»الرزنامة» التي يتطلب فتحها 5 ثوانٍ، وآي تيونز الذي يتطلب 7 ثوانٍ. وفي كل عملية تشغيل يتم فيها توجيه الأمر بفتح ملف ما للمرة الثانية، فإن زمن فتحه ينخفض إلى النصف. ومن الضروري الإشارة إلى أن «سنو ليوبارد» لا يمكن أن يعمل إلا في أجهزة «ماك» التي تتضمن رقاقات «إنتيل»؛ وهي التي طرحت في الأسواق منذ بداية عام 2006. وإذا كنت تمتلك جهاز ماك أقدم من ذلك، فسوف تبقى محروماً من نعمة تشغيل «سنو ليوبارد»، وستضطر للاكتفاء بتشغيل النظام القديم «ليوبارد». ويستخلص بوج من خلال اختبار النظام الجديد «سنو ليوبارد» إنه يمثل إضافة كبيرة الأهمية لصناعة أنظمة التشغيل. عن صحيفة إنترناشونال هيرالد تريبيون