الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الشركات الكورية الجنوبية تخرج أقوى من الأزمة

الشركات الكورية الجنوبية تخرج أقوى من الأزمة
30 أغسطس 2009 00:03
استفاد المصدرون في كوريا الجنوبية بضعف عملة «الوون» وتنوع المنتجات وتنافسية التكلفة وبشكل مكنهم من تحدي تداعيات التباطؤ الاقتصادي العالمي الذي ألحق الأضرار الجسيمة بالعديد من منافسيهم الأجانب. ورغم ذلك إلا أن العديد من التساؤلات ما زالت تثار بشأن المدى الذي يمكن أن يستمر فيه مثل هذا الأداء. ومع نمو الصادرات الكورية، أعلنت كبريات الشركات في كوريا الجنوبية مثل «سامسونج الكترونيكس» و«ال جي الكترونيكس» و«هيونداي موتورز» خلال الربع الثاني من 2009 عن إيرادات قوية وزيادة مقدرة في حصتها السوقية مستغلة ميزة تجنبها للعاصفة المالية التي أطاحت بالعديد من المنافسين العالميين. وذكر تقرير صدر مؤخراً من وكالة «موديز» أن «ضعف الوون وقوة تنافسية السلع المصنعة أصبحتا بمثابة عجلتي الدفع للأداء المفعم بالنشاط في كوريا الجنوبية». وكان أداء الشركات الكورية خلال العام الحالي جيد وبوجه خاص في قطاعي الإلكترونيات والسيارات، حيث أدى ضعف الطلب والفائض في السعة وتجمد الائتمان إلى دفع العديد من المنافسين الآخرين إلى هاوية الإفلاس. فقد أعلنت شركة «سامسونج» عن أعلى مستوى ربعي للأرباح طيلة فترة تزيد على عامين على خلفية النشاط الذي شهدته مبيعات هواتف المحمول وأجهزة التلفزة ذات الشاشات المسطحة «ال سي دي». وظلت شركة «سامسونج» تقود سوق الشاشات المسطحة بحصة سوقية بمعدل 21.5 في المئة، في الوقت الذي أعلن فيه منافسوها في اليابان مثل «سوني» و«شارب» عن خسائر لكل منهما طيلة فترة الأرباع الثلاثة الماضية. أما شركة «هيونداي موتور» فقد أعلنت من جانبها عن أرباح ربعية قياسية بفضل قوتها في مجال انتاج السيارات الصغيرة بعد أن عمدت إلى تحسين الجودة وترقية أساليب التسويق، وتمكنت أكبر شركة مصنعة للسيارات في كوريا الجنوبية من زيادة حصتها في السوق العالمية من 4.3 في المئة قبل عام من الآن إلى مستوى 5 في المئة حالياً. وتأتي المكاسب الكورية على حساب جارتها اليابان التي ساعد فيها ارتفاع قيمة الين على تراجع حجم الصادرات بمعدل بلغ 40 في المئة في هذا العام وبشكل جعل منتجي الإلكترونيات والسيارات في اليابان يعانون الأمرين كنتيجة لذلك. فقد أعلنت شركة «تويوتا» عن أول خسائر تتكبدها في ستة عقود خلال العام المنتهي في مارس الماضي بينما، أعلنت شركة «باونير» من خسارة بقيمة 131 مليار ين (1.4 مليار دولار) في العام الماضي قبل أن تلجأ إلى إغلاق أعمالها التجارية في أجهزة التلفزيون في فبراير المنصرم، أما شركة «سوني» فقد عانت هي الأخرى من خسائر في قطاع الأجهزة التلفزيونية وانخفاض عام في الأرباح. وتقريباً فإن كل شركة من شركات إنتاج سلع المستهلك الإلكترونية في اليابان قد عمدت إلى إغلاق أحد مصانعها على الأقل. وهنا تجدر الإشارة إلي أن الوون الكوريفقد 34 في المئة من قيمته مقابل الدولار وبنحو 67 في المئة من قيمته أمام الين الياباني في العام الماضي، مما ساعد شركات «سامسونج» و»هاينكس» لاشباه الموصلات على زيادة حصتهما في سوق الرقائق إلى 55.5 في المئة من مستوى 50.76 في المئة في الربع الرابع من العام الماضي. ولكن المحللين أشاروا إلى أن ضعف العملة ليس العامل الوحيد الذي يقف خلف الأداء القوي للصادرات الكورية. ويعزو يون سيوك رئيس إدارة البحوث في مصرف «كريديت سيوسيه» هذا الأمر إلى الاستثمارات المكثفة التي أنفقتها شركات تكنولوجيا المعلومات الكورية في خلال فترة السنوات الأربع الماضية في ذات الوقت الذي لم تتمكن فيه منافساتها في اليابان وتايوان وأوروبا من الاستثمارات بسبب محدودية ميزانياتها. وبذلك فقد باتت الشركات الكورية الآن تجني ثمار ما زرعته في سابق الأيام، وحذر يون من أن إمكانية أن تواجه صادرات كوريا الجنوبية منافسة شرسة من وراء البحار بمجرد أن يتمكن الاقتصاد العالمي من التقاط أنفاسه مرة أخرى وبخاصة بعد عودة الانتعاش إلى أسواق الائتمان. (عن فاينانشيال تايمز)
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©