الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أطفال الروضة يكتبون يومياتهم على «تويتر»

20 مارس 2012
تالنس (ا ف ب) -هم في الخامسة من العمر، لا يتقنون الكتابة ولا القراءة، لكنهم يوجهون يومياً رسالة على موقع “تويتر”، عن النشاطات التي يقومون بها في صف الروضة الذي يضم 29 طفلاً في ضواحي مدينة بوردو غرب فرنسا. فمنذ بداية العام الدراسي، يرسل يومياً أطفال الروضة الثانية في مدرسة ألبير كامو في تالنس رسالة مؤلفة من 140 حرفاً، على أقصى تقدير وفق المعايير المعمول بها في موقع المدونات الصغرى، إلى المشتركين التسعة والثمانين في حسابهم، وغالبيتهم من الأهل، ويخبرونهم فيها بإيجاز عن أحد النشاطات التي قاموا بها. وقد كتب الأولاد في 10 يناير “انتهينا من صنع الأكاليل وسنأكل الآن كعكة”. وبعد شهر، كتبوا “جمعنا الثلج لنرى كيف يتحول إلى مياه”. والمسار المتبع لإرسال رسالة يتكرر كل يوم: فيختار الأولاد مواضيع، ويتناقشون فيها بتوجيه من المدرس قبل التصويت عليها. ويساعد الأطفال في صياغة الرسالة التي يضع عليها المعلم لمساته الأخيرة، قبل أن يباشر تلميذان طباعتها بواسطة لوحة المفاتيح، وبمساعدة أحد البالغين. وتقول إيما (5 أعوام) “أحب كثيراً أن أطبع على الكمبيوتر مثل الكبار”. ويتابع يوان الذي سيقوم للمرة الخامسة منذ بداية العام بالطباعة على الكمبيوتر لمدة 20 دقيقة تقريباً “يسعدنا أن يشترك المستخدمون في حسابنا”. ويشرح المدرس غييم قائلاً: “ينتقل الأطفال من الأحرف المكتوبة على الورق إلى الحروف الكبيرة على لوحة المفاتيح ثم الصغيرة منها على الشاشة”، مشيراً إلى أن تعليم الأبجديات المختلفة “يندرج في إطار البرنامج” التعليمي تماماً مثل الانتقال من الشفهي إلى الكتابة. ويعتبر هذا المعلم، الذي يفكر “منذ زمن بعيد في كيفية إدماج التطورات التكنولوجية في الصفوف”، أن الموقع الاجتماعي يتماشى على أكمل وجه مع “المنهج التعليمي” المعتمد للأطفال الصغار أيضاً. فالأطفال يفكرون في جوهر كل رسالة من جهة، مثلاً (هل ينبغي ذكر الحماقة التي ارتكبها نوي، والتي جعلت فريقه يخسر في لعبة البحث عن الكنز في الرسالة الموجهة على “تويتر”؟)، والمرسل إليهم من جهة أخرى (هل سيسمح مثلاً لشقيقة يوان بتتبع الحساب على “تويتر”؟) وتقول كاترين بارو مديرة المدرسة التي هي “دوماً على استعداد لدعم المعلمين في مشاريعهم الجديدة” على الرغم من قلة الموارد “لطالما اعتمدت منشورات تطلع الأهل على النشاطات التي يقوم بها أطفالهم. وقد تغير الشكل مع (تويتر)، لكنْ المضمون بقي على حاله”. ويلفت المعلم غييم إلى أن هدفه هو تعليم الأطفال وأهلهم على حد سواء، موضحاً “شهدنا انحرافات جد خطيرة على (فيسبوك) أو (إم إس إن) عندما لم يكن الأطفال برفقة بالغين”. وقد وافق 80 % من الأهل على تتبع حساب الصف، في حين لم تكن إلا عائلة واحدة مشتركة في “تويتر” في بداية العام، ولم تكن إلا حفنة من الأهالي قد فتحت صفحة على “فيسبوك”. ويقول المعلم “ينبغي أن يحسب الأهل حساباً لأدوات المستقبل، عندما يبدأ أولادهم باستخدامها، وهم في الثانية عشرة من العمر”. ويبدو أن النهج الذي انتهجه هذا المدرس قد أتى بثماره. فعندما سأل تلاميذه في نوفمبر إذا كانوا يريدون الاستمرار في إرسال الرسائل على “تويتر”، أجاب الجميع بالإيجاب، لأنهم “يحبون الكتابة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©