الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«توست ماستر أبوظبي للخطابة» يؤهل أعضاءه للمسابقة الإقليمية

«توست ماستر أبوظبي للخطابة» يؤهل أعضاءه للمسابقة الإقليمية
14 مايو 2010 21:01
وقفت آنيتا في وسط المسرح المعدّ لمسابقة “توست ماستر” للخطابة على مستوى الإمارات في جامعة زايد، وشرعت بإلقاء خطاب أعدّته مسبقاً بشكل يسمح لها الاستغناء عن الأوراق والتركيز على إيصال الفكرة بالأداء الجيد وباختلاف علو الصوت وانخفاضه في سبيل جذب الانتباه مع اعتماد لغة جسد واضحة وملائمة. سرقت آنيتا، المشاركة في مسابقة “توست ماستر” للخطابة، الأنظار وجذبت الانتباه إليها بمضمون الخطاب الذي اختارته، فهي تحدثت عن حقوق الإنسان. حملت صحيفة إعلانية في يدها لتبرز إعلانات عن توفير خادمات 24 على 24 ساعة، إلى إعلانات عن الشكل واللون والدين والهوية، ورفعت صوتها محذرة من أن ما يقوم به البعض من دون وعي يؤذي أشخاصاً لهم حقوقهم، ولهم ساعات عمل يجب ألا تتجاوز الحدود. إشارات ضوئية على نسق إشارات السير تنبّه الخطيب على المسرح إلى أنه بات في الضوء الأصفر ولم يتبق أمامه إلا عشرين ثانية فيضيء الأحمر معلناً انتهاء مدة الخطاب. وفي الكواليس متسابقون شباب وبعضهم من الشيب، يتحضرون للتنافس. لم يكن موضوع آنيتا موضوع اللقاء الذي عقد في جامعة زايد، فآنيتا تشارك كما سواها من المواطنين والمقيمين في الإمارات، بمسابقة” توست ماستر العالمية” التي تظهر وتعزز قدرات الأفراد على الخطابة بأسلوب ينقل الفكرة إلى الجمهور بوضوح ومن دون البعث على الملل. فئات المسابقة في هذه المسابقة، لم يتمكن عيسى العلي من المشاركة، كون منصبه كمحافظ لمنطقة 26 في أبوظبي في التوست ماستر لا يسمح له بالتباري والتنافس مع الأعضاء تلافياً لتضارب المصالح. ويشرح العلي أن المسابقة على مستوى أندية إمارة أبوظبي بين الأندية الفاعلة في أبوظبي والعين منذ عام 1995، تؤهل الفائزين بالمراكز الأولى للمشاركة في مسابقة الإقليم التي يتنافس فيها فائزو مسابقات المناطق من الخليج والأردن فيما بينهم (تعقد أواخر هذا الشهر في الكويت) وصولاً للمشاركة في المسابقة العالمية التي تعقد في الولايات المتحدة الأميركية حيث المركز الرئيس للتوست ماستر. وتحدث حميد الحمادي إلى “الاتحاد” قبل أن يعلن اسمه فائزاً في فئتين، وهو ناشط في توست ماستر وفاز في مسابقات الخطابة في السابق، ليشير إلى أن هناك أربع فئات في مسابقة الخطابة، هي الخطب الدولية والخطب الفكاهية وخطب مواضيع الساحة الارتجالية وخطب التقييم. وتعتبر الفئتان اللتان فاز بالمركز الأول فيهما ارتجاليتين، فخطب التقييم، كما يشرح نوح الحمادي الذي شارك فيها، تقوم على سماع خطبة أحد الأشخاص الذين تختارهم لجنة التحكيم من دون معرفة المتسابقين، فيؤدي خطبة متفق عليها وعلى المتسابقين تقييمها بخطبة ارتجالية. أما خطب مواضيع الساحة الارتجالية فتقوم على طرح الموضوع على المتسابق وعليه مباشرة إلقاء خطبته على المسرح. وكان تنافس في المسابقة 32 متسابقاً، ثمانية متسابقين في كل فئة، وعدد منهم شارك في أكثر من فئة. كما ضمت لجنة التحكيم ثمانية محكمين معتمدين بينهم ممثلون عن توست ماستر إقليم الخليج العربي والأردن. معايير التقييم لدى سؤال حميد عن مقدار التحدي في إيجاد خطبة متكاملة بالمقدمة والمتن والخاتمة في وقت محدد ومن دون تحضير مسبق، يشير إلى أن التدرب في إطار النادي على الخطب والقراءة والارتجال، بالإضافة إلى الدورات التدريبية ذات المستوى العالمي والتي تشارك فيها أندية التوست ماستر في الإمارات تلعب دوراً في اجتياز التحدي. وفي خطبته الارتجالية، حول إساءة الشخص لذاته بشكل يقف دون نجاحه، تحدث حميد على المسرح عن موظف ناجح في مهنته وقد طرح اسمه لترقية حال دونها تحدثه بالسوء عن أحد الأشخاص، فاعتبر ذلك علامة سيئة في شخصيته فأزيح اسمه من لائحة من يستحقون الترقية. وحين عاد مراجعاً المسؤول عنه ومعتذراً عما قاله عن زميل له، قال له مديره “إذا مزقت مخدة ريش سيتطاير الريش وإن طلب منك جمعه ستجمعه ولكن سيبقى هنالك ريش متطاير، وهكذا هو الخطأ الذي ارتكبته”. أما معايير التقييم فتعتمد، كما يوضح العلي، على لغة الجسد والتواصل بالبصري، والحركة على المسرح ومعايير الصوت واللغة والمحتوى. ويلفت إلى أن المحتوى يحوز نصف العلامة لأهميته القصوى في الخطابة، إذ لا يجوز إهماله في مقابل المعايير الأخرى، فإن نجح الخطيب في كل المعايير ولم يتحدث عن موضوع مهم فحظه في النجاح ضئيل جداً. وتنوه سلوى المرزوقي، من بين أعضاء لجنة التحكيم الثمانية، إلى أن عملية تعيين المحكمين لا تتم اعتباطياً، إذ يخضع المحكم لدورات تدريبية في التحكيم كي يصبح محكّماً معتمداً، كما يجدر به أولاً التحكيم على مستوى الأندية قبل التحكيم على مستوى المجموعات والأقاليم. وتقول إن المتسابقين لا يعرفون من تم اختياره عضواً في لجنة التحكيم، إلا حين تبدأ المسابقة، كما لا يعرفون موضوع الخطبة الارتجالية المستقاة من مواضيع الساعة. وينسحب ذلك على موضوع وطريقة أداء الخطبة المخصصة كي تكون للتقييم من قبل المتسابقين في خطب التقييم. وتشير المرزوقي إلى أن ثمة معايير عامة معتمدة في التحكيم، وثمة معايير إضافية يشرحها رئيس المحكّمين لأعضاء اللجنة، وأنه لا يتم التباحث في العلامات بين أعضاء اللجنة، إنما يتم جمعها فقط. اللغة الإنجليزية يشير نوح الحمادي، الذي لم يحالفه الحظ في الفوز هذه المرة، إلى أن الخطب بكل الفئات تلقى باللغة الإنجليزية لأن المسابقات النهائية على المستوى العالمي والتي تعقد في أميركا، ستلقى بالإنجليزية. ويوضح العلي أن شباب وشابات الإمارات سعوا إلى تعزيز اللغة العربية عبر إنشاء نادٍ في أبوظبي للخطابة باللغة العربية، اسمه “نادي الغرفة”، كما تم إنشاء ناد مماثل في دبي. ولم يمض على انتماء حصة الكعبي شهران منذ دخولها نادي توست ماستر، وهي ألقت خطاباً واحداً على مستوى النادي، وبالتالي لم تتأهّل بعد للمشاركة في المسابقات، وتقول “دفعني للالتحاق بالنادي الحاجة التي لمستها في ضرورة تمثيلنا للإمارات في الفعاليات الرسمية، إذ لا يصح أن نلجأ إلى الآخرين لنقدم الاحتفاليات التي نقوم بها”. وتضيف “لقد شعرت أنه على الفتاة الإماراتية التعوّد على التواصل مع الجمهور والوقوف على المسرح لتقدم بلادها وكي تكون قدوة للأخريات في هذا التمثيل”. وترى الكعبي أن النشاطات التي تقوم بها نواد مثل نادي توست ماستر في الإمارات، مفيدة جداً للشباب والشابات كي يبذلوا طاقاتهم في المسائل المفيدة لوطنهم. من جهته، يوضح العلي أن نوادي توست ماستر في الإمارات تنظم دورات تعليمية تثقيفية عن التوست ماستر وعن الخطابة وعن بعض القيم والمبادئ والحس القيادي. وتفتح نوادي توست ماستر في الإمارات أبوابها لكل المواطنين والمقيمين في الإمارات، دون تمييز في الجنس واللون والجنسية والعمر. وقد تنافس في المسابقة أشخاص من مختلف الأعمار، بينهم طبيب جراح وأستاذة جامعية، كما شارك فيها شباب يختارون لأنفسهم هوايات مفيدة قد تحقق لهم الشهرة على المستوى العالمي في القدرة على التواصل مع الجمهور. أهداف وإنجازات اعتبر القيمون على المؤتمر السنوي للقسم “هـ” لـ”التوست ماستر” في أبوظبي، أنهم تمكنوا من النجاح في عقد المؤتمر للجهة التنظيمية ولجهة اختيار الفائزين في المسابقات الأربعة والذين تأهلوا للمشاركة في الاجتماع الإقليمي السنوي الذي يعقد في العشرين من هذا الشهر في الكويت. ويقام هذا المؤتمر على مستوى الخليج والأردن. حضر مؤتمر أبوظبي الأخير في جامعة زايد نحو 186 شخص من مشاركين وضيوف ومتنافسين مع أهاليهم ولجنة تحكيم و”التوست ماستر” الأعضاء من أبوظبي ودبي. رصد النجاح لم يكن فقط على مستوى المباراة في الخطابة، إذ إن كل مؤتمر يشارك في تنظيمه والإعداد له ومتابعته حتى اختتامه، أعضاء من “التوست ماستر”، وبالتالي يعتبر نجاح التنظيم من ضمن متابعة حلقات التدريب للأعضاء من مختلف النوادي، سواء أكانوا مشاركين في المسابقات عبر تأهلهم من مسابقات النوادي والمجموعات، أو عدم تأهلهم. ويعتبر ذلك تدريباً للمشاركة فيما بعد في المؤتمرات الدولية التي تقام في الخارج، سواء على مستوى الإقليم الذي يضم الخليج والأردن، أو على المستوى الدولي الذي يقام في الولايات المتحدة الأميركية. الفائزون في مسابقة الخطابة ويشارك الأوائل فقط في فئاتهم في لقاء الكويت، ليتنافسوا مع نظرائهم في الخليج العربي والأردن، هم: في مسابقة موضوع الساعة الارتجالي: الأول - حميد الحمادي الثاني - ساتوش شيتي الثالث - رمشان راجان في مسابقة الموضوع الفكاهي: الأول- مونيس واران الثاني - براتيما ميشرا الثالث - فيجاي سوبرامانيام في مسابقة خطاب التقييم: الأول - حماد الحمادي الثاني - ديلفال ساهاديفان الثالث - كات راك في مسابقة الخطاب الدولي: الأول - كات راك الثاني - شوكلا داتا الثالث - أنيتا روي. أرقام حول توست ماستر يقول حميد الحمادي إن النادي المركزي لتوست ماستر يقع في كاليفورنيا وأسسه الدكتور رالف إس. سميدلي في أكتوبر 1924، مشيراً إلى أن توست ماستر العالمية تهدف إلى تحقيق التواصل الشفوي بين العالم. ويضم توست ماستر العالمي نحو عشرة آلاف وخمسمائة ناد وأكثر من 200 ألف عضو في 90 دولة من العالم، ويعتبر الرائد دولياً في التدريب على الخطابة وأساليبها وفنونها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©