ياباني يسخِّر اللعب لتعليم الأطفال

طلب الساحر عشرة دراهم، تدافع الصغار لإعطائه ما يريد، أخذ النقود وأخبرهم أنه سيحرقها، اتسعت حدقاتهم استغراباً وخفتت أصواتهم تحسباً، أخرج عود ثقاب، أحرق الدراهم العشرة متمتماً: “أبراا.. كادابرا..”! احترقت النقود، لحظة.. لم تحترق، خرجت الدراهم العشرة سليمة من بين كفي الساحر بعد انطفاء النار. صفق الصغار للخدعة السحرية، فتبسم الساحر الياباني سوتشي نيشمورا، وقال لهم: ما حدث لم يكن سحراً، استبدلت الدراهم العشرة بأخرى كنت وضعتها في مزيج من 200 ملم من الماء المقطر و100 ملم من الكحول الأثيلي لعدة ثوان، ثم وضعتها على زجاجة لمدة ساعة. يتابع: الكحول أقل كثافة من الماء وفي حالة تعرض المزيج المبلل للورقة، فإن الكحول سيكون في الأعلى وسيلتهب لأن درجة اتقاده منخفضة وما أن تنتهي كميته يكون الماء قد عمل غطاء حول الورقة تمنع من وصول درجة الحرارة إلى الدرجة اللازمة لحرق الدراهم العشرة، إنها الكيمياء يا صغاري وليس السحر. سوتيشي نيشمورا اختصاصي ياباني معروف في التعليم عبر الترفيه، ويمتلك خبرة واسعة في هذا المجال، وهو من القلة الذين جالوا العالم كله لتعريف الأطفال بالعلوم التطبيقية. هذه الأيام يوجد سوتيشي نيشمورا في الإمارات، يقدم عروضاً لطلاب الصف الرابع التأسيسي في كبريات مدن الدولة، وقبل نهاية الشهر سيقدم سوتيشي عرضاً في أبوظبي على مدى يومين متتاليين. يقول سوتيشي: “أثبتت البحوث أن الطفل يستوعب الحقائق المغلفة باللعب أكثر من الحقائق العادية، إن أسلوب التعلم باللعب هو استغلال أنشطة اللعب في اكتساب المعرفة وتقريب مبادئ العلم للأطفال وتوسيع آفاقهم المعرفية”. يتابع: “هذه العروض تم تصميمها بحرفية عالية لتبدو أشبه بالألعاب السحرية، لكنها حقائق في الفيزياء والكيمياء التي تحيط بنا، وعبر تقديمها بأسلوب الترفيه الذي يحبه الأطفال تساهم هذه العروض بإثراء معارف الأطفال العلمية وتشجعهم على التعرف إلى الظواهر الطبيعية ذات الدلالات العلمية”. تقول فاطمة المري، الرئيس التنفيذي لمؤسسة التعليم المدرسي في دبي: “تلعب مثل هذه الفعاليات العلمية دوراً كبيراً في تعزيز ثقافة المعرفة في المنطقة. ونحن نشجع المدارس على المشاركة في هذه المبادرات التعليمية، التي تساعد الأطفال الصغار على تطوير اهتمامهم في مجال العلوم”. في عروضه، يقدم سوتيشي لطلاب الصف الرابع فرصة جيدة لإجراء مجموعة واسعة من التجارب التفاعلية، وتبرز أهمية هذه الألعاب التعليمية في أنها تساعد على تفاعل الطفل مع عناصر البيئة وإنماء شخصيته والسلوك خصوصاً أنها تعتمد بشكل كبير على استعمال اللعب الذي يعتبر وسيلة تعليمية تقرب المفاهيم وتساعد على إدراك معاني الأشياء، كما تعمل الألعاب على تنشيط القدرات العقلية وتحسن الموهبة الإبداعية لدى الأطفال.