الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

4 قتلى بإطلاق نار أمام مدرسة يهودية في فرنسا

4 قتلى بإطلاق نار أمام مدرسة يهودية في فرنسا
20 مارس 2012
قتل أستاذ دين وثلاثة أطفال أمس أمام مدرسة “اوزار هاتوراه” اليهودية في تولوز جنوب غرب فرنسا، في عملية أثارت استنكاراً شديداً في فرنسا والعالم ودفعت إلى تشديد حماية الطائفة اليهودية. وأعلن مدعي الجمهورية في تولوز إن أستاذ الدين (30 عاما) وولداه (3 و6 سنوات) وطفلة ثالثة في العاشرة هي إبنة مدير المدرسة قتلوا برصاص مسلح على متن دراجة نارية لاذ بالفرار بعد الهجوم الذي أوقع أيضا جريحاً إصابته بالغة. وقال المدعي ميشال فاليه أمام صحفيين إن منفذ الهجوم “أطلق النار على كل من كانوا أمامه من أطفال وبالغين ولاحق الأطفال إلى داخل المدرسة”. ويعتبر الاعتداء الأول من نوعه ضد يهود في فرنسا منذ الاعتداء الذي أوقع ستة قتلى في باريس في العام 1982 ضد مطعم معروف في الحي اليهودي للعاصمة. وأعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي وصل إلى تولوز ظهراً أن الاعتداء يشكل “مأساة وطنية”. وأعلن عن لزوم دقيقة صمت اليوم الثلاثاء في المدارس مؤكدا أنه سيتم “بذل كل جهد من أجل العثور” على منفذ الاعتداء. وترجح الشهادات وفرضيات المحققين أن تكون تلك ثالث جريمة يرتكبها رجل يتنقل على متن دراجة نارية وذلك بعد استهداف عسكريين في تولوز ومونتوبان المجاورة، أسفر عن مقتل ثلاثة جنود من أصل مغاربي وإصابة رابع بجروح خطيرة. وأفادت مصادر من الشرطة بأن الرجل وصل على متن دراجة نارية واستخدم سلاحاً (ربما من طراز 9 مم) خارج المدرسة وأطلق النار على رجل قبل أن يتعطل سلاحه ثم دخل إلى المبنى حيث استخدم سلاحاً آخر وأطلق النار على أطفال. وفتح تحقيق أمس أوكلت به الشرطة القضائية في باريس بعد أن تلقى كنيسان يهوديان أيضا في باريس رسالتي تهديد. وقال مصدر أمني إن كنيسين في الدائرتين الثامنة والتاسعة عشرة في باريس تلقيا على التوالي صباح أمس وأمس الأول رسالة تتضمن عبارة “أنتم شعب الشيطان الجحيم في انتظاركم”. وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية على الفور تشديد الإجراءات الأمنية حول جميع المراكز الدينية في البلاد خصوصا المدارس اليهودية. وأحد أول ردود الفعل جاء من رئيس المجلس الإسلامي الفرنسي محمد موسوي الذي عبر عن “ذهوله لهذا العمل الإجرامي الذي لا يوصف”. وعبر عن “تضامنه وتضامن مسلمي فرنسا”. وأعربت إسرائيل عن صدمتها للحادث وقطعت قنوات الإذاعة والتلفزيون برامجها العادية لتقديم تفاصيل حول الهجوم. وتبين أن الرجل الذي قتل مع الأطفال الثلاثة يحمل الجنسيتين الفرنسية والإسرائيلية ويتحدر من القدس. وأدان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاعتداء وقال في اجتماع لحزبه الليكود”اليوم في فرنسا وقعت جريمة قتل دنيئة استهدفت يهودا من بينهم أطفال صغار”. وأضاف “الوقت ما زال مبكرا جدا لتحديد السبب ولكننا بالتأكيد لا نستطيع استبعاد خيار أن الدافع كان معاداة السامية العنيفة والقاتلة”. وأعرب عن ثقته في أن ساركوزي وحكومته سيقومان “بكل ما بوسعهما للعثور على القاتل” عارضا مساعدة إسرائيلية لفرنسا. وأدانت واشنطن الاعتداء “المروع” وقال سفيرها في باريس تشارلز ريفكين “أدين بشدة عملية القتل في تولوز وعملية قتل الجنود الفرنسيين في مونتوبان”. وبحسب كل الشهادات التي جمعت فإن رجلا على دراجة نارية أطلق النار على الأهالي وأطفالهم. وبحسب شرطي في المكان فإن الأطفال والمراهقين الذين يرتادون المدرسة أدخلوا سريعا إلى داخل المدرسة. وأعربت الجالية اليهودية في فرنسا التي تعتبر الأكبر في أوروبا حيث تعد ما بين 500 إلى 700 ألف شخص، عن روعها وأعلن رئيس المؤسسات اليهودية في فرنسا (كريف) ريشار باسكييه أنه سيتوجه لاحقا إلى تولوز. وصرح كبير حاخامات فرنسا جيل برنحايم قائلاً “إنني مصدوم مما جرى هذا الصباح في تولوز أمام مدرسة يهودية”. ومنذ نهاية الأسبوع الماضي كانت الشرطة تخشى وقوع هجوم جديد يشنه مطلق النار المجهول الذي يتحرك على دراجة نارية ولا يتردد في إطلاق النار في وضح النهار في أماكن مكتظة. وفي شارع دالو حيث يوجد المعهد ينتظر العديد من الأولياء وأهاليهم وبعضهم يجهش بالبكاء، أخبارا عن أبنائهم وقال أحدهم يدعى شارل بن سيمون “ما هذا؟ إنها معاداة سامية عنيفة وشنيعة”. وطوق الشارع الذي وقع فيه الهجوم وانتشر فيه العديد من الشرطة. وأدانت السلطة الفلسطينية الاعتداء بشدة واعتبرته “عملاً إرهابياً”. كما عبر الفاتيكان عن “استنكاره الشديد وروعه وإدانته الأشد حزماً”. وقال الأب فديريكو لومباردي “إن الاعتداء عمل مريع ودنيء يضاف إلى أعمال عنف عبثية أخرى جرحت فرنسا”. مخاوف من وقوف «سفاح» وراء الهجمات باريس (أ ف ب) - ربط المحققون الفرنسيون ما بين حادث إطلاق النار أمام مدرسة يهودية أمس وبين هجومين دمويين آخرين ضد جنود في نفس المنطقة الأسبوع الماضي، ما يثير مخاوف من أن سفاحا هو منفذ هذه الهجمات. ويرى سياسيون ومسؤولون قضائيون تشابها بين حادث إطلاق النار على المدرسة اليهودية في تولوز ومقتل جندي في نفس المدينة في 11 مارس الجاري، وحادث إطلاق نار آخر بعده بأربعة أيام أطلق فيه مسلح النار على 4 جنود قتل منهم 3 في مدينة مونتوبان على بعد 46 كلم من تولوز. ونفذ الهجمات الثلاث شخص يركب دراجة قوية داكنة باستخدام سلاح من عيار 11,43 ملم، وصفه شهود عيان بأنه يطلق النار على ضحاياه من مسافة قريبة بأعصاب باردة. وفي موتوبان، وصف شهود عيان كيف أن القاتل قام بتحريك جريح حاول الزحف بعيدا وأطلق عليه ثلاث رصاصات أخرى قبل أن يعود إلى دراجته ويفر من المكان. وكان الضحية الأول، وهو ضابط عمره 30 عاما، يرتدي ملابس مدنية عندما قتله المسلح قبل ثمانية أيام. أما في هجوم أمس، فقد أطلق راكب الدراجة النار أمام المدرسة اليهودية بسلاح من عيار 9 ملم. وبعد ذلك أخرج سلاحا ثانيا هو مسدس من عيار 11,43 ملم يشبه الذي استخدم في الهجمات السابقة وطارد الأطفال إلى داخل المدرسة وواصل إطلاق النار. وجميع ضحايا الهجمات من الأقليات الاتنية: فضحايا حادث المدرسة هم من اليهود، والجنود الثلاثة من أصل مغاربي. أما الجندي الرابع الذي نجا من الهجوم ولا يزال في غيبوبة، فهو من أصل كاريبي. وتم تشديد الأمن حول قاعدة عسكرية الأسبوع الماضي، وتم منع الجنود من ارتداء الزي العسكري خارج الثكنات. ومارين لوبان مرشحة الرئاسة الفرنسية اليمينية المتشددة هي الوحيدة التي أشارت إلى أن سفاحا هو وراء عمليات القتل. وقالت “نحن ننتظر، والبلاد كلها تنتظر بفارغ الصبر العثور على هذا السفاح حتى نستطيع جميعا أن نتنفس الصعداء”.
المصدر: تولوز، فرنسا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©