محمد حامد (دبي)
لم يتجاوز جوزيه مورينيو المدير الفني السابق للريال الحقيقة، حينما قال إن كريم بنزيمة أقرب ما يكون إلى القط، ولكنه لم ينفِ امتلاكه مقومات الأسد، فهو يدرك جيداً أن قدراته الكامنة تفوق كثيراً ما يقدمه من مستويات في غالبية المباريات، ويبدو أن تركيبة النجم الفرنسي لا تتغير، فهو يبدو هادئاً طول الوقت، لا يهتم بالضغوط التي تقع على عاتق الجميع في ريال مدريد، فهو من بين الأندية الأكثر توتراً في العالم، نظراً لرغبة جماهيره في أن يظل الأفضل محلياً وقارياً.
يرى البعض أن هدوء بنزيمة أقرب إلى البرود الذي يمنعه من القتال لإظهار قدراته الكبيرة، فيما يرى البعض الآخر أن هذا الهدوء هو الذي يمنحه القدرة على التألق والإبداع في مواقف بعينها، وهو ما ظهر في المراوغة التاريخية من بنزيمة على الخط لثلاثي أتلتيكو مدريد، ليصنع هدف تأهل الريال إلى نهائي دوري الأبطال.
مراوغة بنزيمة كانت غلافاً للصحف المدريدية، وأكثر ما ألهب مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية، بل هي دون مبالغة قد تكون مجرد مراوغة ولكنها أعادت إلى بنزيمة مكانته وهيبته، وجعلته ينتزع اعترافاً تأخر كثيراً بأنه لاعب موهوب، ويمكنه أن يصنع الفارق حينما يريد.
بنزيمة لديه أرقام جيدة، ولكنها لا تجذب الأنظار، قياساً بما يقدمه البرتغالي المتوهج دائماً كريستيانو رونالدو، فقد سجل بنزيمة 20 هدفاً على الأقل في كل موسم من المواسم الستة الماضية مع الريال، وبلغ مجموع أهدافه مع الفريق الملكي 178 هدفاً في 360 مباراة، وهو رقم جيد، كما أنه أفضل هداف فرنسي في تاريخ دوري الأبطال، متفوقاً على الأسطورة تيري هنري، ويبلغ رصيد بنزيمة في «الأبطال» 51 هدفاً منها 39 هدفاً مع الريال.
كما أحرز بنزيمة 120 هدفاً مع الريال في الليجا، وحصد مع الفريق 10 بطولات، أهمها دوري الأبطال عامي 2014 و2016، والليجا 2012، مما يؤشر إلى أنه أحد أفضل نجوم الريال في السنوات العشر الأخيرة على الأقل، وهو ما يبرر رؤية رئيس النادي بيريز، الذي لم يدافع عن لاعب مثل دفاعه عن بنزيمة ووقوفه الدائم إلى جانبه.
عدد اليوم
