شهد الإسبان ·· و دموع الألمان

عمت فرحة عارمة إسبانيا بعد تتويج منتخب بلادها بلقب النسخة الثالثة عشرة لنهائيات كأس أوروبا لكرة القدم، وتعالت الأصوات مباشرة بعد نهاية المباراة مرددة ''أبطال! أبطال!''، وتم الاحتفال باطلاق الألعاب النارية، فيما اطلقت السيارات العنان لأبواقها في مختلف انحاء البلاد وكذلك عمت الاحتفالات في الحانات حيث تجمع آلاف من الاسبان لمتابعة المباراة على شاشات عملاقة· وانطلق الآلاف من المشجعين حاملين الأعلام الإسبانية وقمصان المنتخب الإسباني الحمراء والذهبية نحو وسط العاصمة مدريد حيث تجمع المشجعون في ساحة كولون للتوجه الى الساحة الشهيرة التي يحتفل فيها ريال مدريد بألقابه· وتتواصل الاحتفالات حتى موعد وصول المنتخب الاسباني الى وسط مدريد متوجا بلقبه الاوروبي الثاني بعد 44 عاما· وقالت روسيو وهي احدى المشجعات الشابات ''واخيرا نحن ابطال اوروبا! ايكر (كاسياس) وتوريس كانا الافضل''· اما الفارو (17 عاما) فقال ''أمر لا يصدق!''، فيما اكد خواكين (48 عاما) الذي جاء من سلمنقة مع عائلته لقضاء عطلة نهاية الاسبوع في مدريد ''نحن الافضل، الآن نحن جاهزون لاحراز كأس العالم عام 2010 في جنوب أفريقيا''· وأصيب ملايين الألمان بخيبة الأمل والحزن بعد هزيمة منتخب بلادهم أمام نظيره الإسباني في النهائي، وأنهى الكثير من المشجعين احتفالاتهم بشكل سلمي في حين وقعت بعض أعمال الشغب في مدن ماجدبورج وشفرين وهاله بشرق ألمانيا إعلان فوز إسبانيا على ألمانيا بهدف نظيف· وفي مدينة ماجدبورج تجمع بعض مثيري الشغب في مركز المدينة وأشعلوا حاويات القمامة وقذفوا رجال الشرطة بالحجارة والزجاجات· وأصيب ثمانية من رجال الشرطة بجروح طفيفة فيما تضرر الكثير من سيارات الشرطة· واستخدمت الشرطة رشاشات الفلفل الاسود لتفريق المشاغبين كما ألقت القبض على بعضهم· وذكرت مصادر الشرطة أن نحو 300 شخص تجمعوا في مركز مدينة شفرين وأضرموا النيران في حاويات القمامة وقذفوا رجال الشرطة بالحجارة مما أسفر عن إصابة ثلاثة من رجال الشرطة بجروح· وفي مدينة هاله وقعت أعمال شغب محدودة بين المشاغبين ورجال الشرطة أسفرت عن إصابة 17 من رجال الشرطة بجروح· وألقت الشرطة القبض على 23 مشاغبا بشكل مؤقت· مهرجان الألوان في فيينا فيينا (ا ف ب) - تحولت العاصمة النمساوية فيينا إلى مهرجان ألوان والمد الأحمر هو السمة الطاغية، وذلك قبل ساعات طويلة من بدء المباراة النهائية مساء أمس الأول، وقد تجمع من أجل هذه المناسبة ''مد'' بشري من جميع الجنسيات في وسط العاصمة التاريخية، حيث الإسبان والألمان الأكثر حضوراً ما فرض واقع صعوبة التمييز بين مشجعي الطرفين بسبب تشارك البلدين باللونين الأحمر والأصفر· ''لا يمكنك التمييز بين الأشخاص سوى عبر النظر إلى وجوههم''، هذا ما قاله المشجع السويدي ماتس لاندمارك الذي لا يزال يحافظ على ''الروح'' التشجيعية والحماسية رغم خروج بلاده من الدور الأول· وإذا كان الرجال وكما جرت العادة يظهرون تشجيعهم لمنتخبات بلادهم عبر ارتداء قميص اللاعبين، فإن النساء التزمن بالموضة والإبداع، بحيث ارتدت الإسبانيات تنانير حمراء وقمصان بلون العلم الوطني (الأحمر والأصفر) فيما ارتدت الألمانيات أحزمة بلون علم بلادهن (أسود وأحمر وأصفر)· ولم تنحصر فسيفساء الألوان بطرفي النهائي، إذ يوجد الكثير من المشجعين الذين ودعت بلادهم البطولة في الأدوار السابقة مثل الكرواتي جون بيكافاتش الذي قدم خصوصاً من اديلاييد (أستراليا) من أجل متابعة منتخب بلاده في البطولة القارية والتي ودعها الأخير من الدور الثاني بعد خسارته أمام تركيا· وقال هذا المشجع الكرواتي ''الجميع يتقدم منا ويقول لنا تستحقون (المنتخب الكرواتي) ان تكونوا في النهائي''· والأمر ذاته ينطبق على المشجعة اليونانية اناستازيا باناريتوس التي تواجدت في وسط العاصمة وهي تحمل علم بلادها التي تنازلت عن اللقب الذي توجت به قبل 4 أعوام، وذلك إثر تلقيها 3 هزائم في الدور الأول· ووسط الحشود الألمانية - الإسبانية هناك ثنائي كندي لم يتوصل إلى حل لمعرفة من يشجع في المباراة، فقرر كل منهما أن يرسم العلمين الألماني والإسباني على وجهيهما· أما النمسوي مانفرد لانسيجر الذي يعتبر من القلائل الذين لا يزالوا يرتدون قميص البلد المضيف بعد خروجه من الدور الأول، فقال ''الأجواء رائعة للغاية، هذه المرة الأولى التي نستقبل فيها حدثاً من هذا الحجم، إنه أمر مذهل''· من بينهم أمير قطر حضور رسمي رفيع المستوى فيينا (د ب أ) -كان العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس وزوجته الملكة صوفيا والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريجيث ثاباتيرو في مقدمة الحضور في ستاد ''إرنست هابل'' لمتابعة النهائي· وضمت قائمة الضيوف أيضا الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر ووزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسينجر وهاريسون فورد نجم هوليوود· كذلك حضر المباراة السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) والفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) وأسطورة كرة القدم الألماني فرانز بيكنباور والمدرب يورجن كلينسمان الذي كان مدربا للمنتخب الألماني ويتولى منصب المدير الفني لبايرن ميونيخ ابتداء من الموسم المقبل· وشهد ستاد ''إرنست هابل'' أيضا حضور الرئيس النمساوي هاينز فيشر والمستشار النمساوي ألفريد جوزينباور والأمير ألبرت أمير موناكو ورئيس الوزراء السلوفيني يانيس يانسا في مقصورة كبار الشخصيات· تهدئة الجماهير بـ العيارات التحذيرية مدريد (ا ف ب) - اضطرت شرطة العاصمة مدريد إلى اطلاق ثلاثة عيارات نارية تحذيرية من أجل تهدئة الجماهير المحلية التي كانت تحتفل بفوز منتخب بلادها بلقب كأس اوروبا· ولم يتعرض أي مشجع إلى الإصابة لأن الهدف من هذه الطلقات التي لم تعرف اذا كانت مطاطية او فارغة من الرصاص، كان تهدئة الجماهير التي كانت تحاول اثارة الشغب عبر رمي الزجاجات الفارغة قرب متحف ثيسن في وسط العاصمة مدريد· واحتفل الآلاف في العاصمة والمدن الأخرى بعد فوز المنتخب الإسباني باللقب الاوروبية للمرة الثانية في تاريخه بعد عام 1964 · إغلاق ساحة برلين برلين (د ب أ) - أغلقت الساحات المخصصة للجماهير في العاصمة الألمانية برلين بعدما امتلأت عن آخرها حيث شهدت حضورا كبيرا بلغ نحو 500 ألف مشجع قبل نحو ساعتين على المباراة· وأكدت متحدثة فى برلين أن المنطقة المحيطة ببوابة براندنبورج لا يمكن أن تستوعب المزيد من المشجعين حيث أن الزائرين يقفون بصعوبة· وتم الاستعانة بنحو 1600 شرطي في برلين لتعزيز النواحي الأمنية· جنون كروي هامبورج (د ب أ) - أهال تيو تسفانتسيجر رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم بالثناء والمديح على منتخب بلاده وجماهيره المخلصة قبيل المباراة النهائية، وصرح تسفانتسيجر لشبكة تلفزيون ''دي اس اف'' التليفزيونية الألمانية قائلا ''الفريق كان عاقد العزم منذ اليوم الأول·· تحياتي للفريق وجميع من حوله ''· وأضاف ''كنت أتابع المنتخب الوطني لسنوات عديدة ولكنني نادرا ما شاهدت وحدة متجانسة كالتي شاهدتها في البطولة''· وسادت نوبة من الجنون الكروي المؤقت ألمانيا بعد تأهل الفريق للمباراة النهائية· وأوضح تسفانتسيجر أن حالة الانسجام في صفوف المنتخب الألماني مشابهة لما حدث في كأس العالم 2006 التي استضافتها البلاد· وأشاد تسفانتسيجر بالجالية التركية الكبيرة التي تعيش في ألمانيا والتي لم تغضب كثيرا لهزيمة فريقها· أمام ألمانيا في الدور قبل النهائي للبطولة· رقصة العرائس في الختام فيينا (د ب أ) - أحيا المطرب الإسباني إنريكى إجلاسيس وبعض العرائس الراقصة الحفل الختامي للنهائيات باستاد ''ارنست هابل'' بالعاصمة النمساوية فيينا· وأدى إجلاسيس الأغنية الرسمية للبطولة تحت عنوان ''هل يمكنك سماعي'' بينما حملت العرائس الراقصة الـ16 بالونات بألوان أعلام الدول المشاركة في البطولة· ورقصت العرائس سويا مذكرة بالمباريات التي لعبها كل فريق قبل أن يتم إطلاق البالونات في الهواء وهي تحمل ألوان المنتخبات التي خرجت من البطولة· احتفالات في أستراليا سيدني (د ب أ)- سادت حالة من البهجة والاحتفالات الصاخبة الجالية الإسبانية في أستراليا أمس بعد إحراز المنتخب الإسباني اللقب· واحتشد مئات المشجعين الإسبان في النادي الإسباني وشاهدوا المباراة التي حقق من خلالها الفريق الإسباني الإنجاز الأول منذ سنوات طويلة ونزح المشجعون إلى الشوارع عقب انتهاء المباراة للاحتفال بالفوز الثمين· وقال أحد المشجعين ويدعى خافي ''بعد 44 عاماً نحن الآن أفضل فريق في أوروبا·· كان عرضاً رائعاً وفوزاً غالياً''·