الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مهرجان أبوظبي 2011» يقدم باليه«PUSH» على أنغام الخيال والظل

«مهرجان أبوظبي 2011» يقدم باليه«PUSH» على أنغام الخيال والظل
24 مارس 2011 21:02
كان عرضاً مختلفاً، استقبله جمهور مختلف أيضاً، امتلأ المسرح إلى آخره، لكن الناس كأنهم شخص واحد، لا صوت له حين بدأ العرض، فقد سمع واستمتع بعرض متفرد، صفق له الكل، لوحات قد يكون لها معنى واحد عند صاحبها، لكن كلاً فسره بطريقته الخاصة ليظل مفتوحاً على كل التأويلات الفكرية والثقافية للمتلقي، إنه العرض الأول للباليه المعاصر PUSH للثنائي سيلفي جويليم وروسيل ماليفان، من إنتاج سادلرز ويلز لندن للإنتاج الفني، والذي يعتبر من أكثر العروض المبتكرة إثارة وسحراً في العصر الحديث والذي أقيم أمس الأول بفندق قصر الإمارات، ووحد الحضور بلغته الراقية، لغة الإبداع والفن التي لا حواجز لها. يدخل هذا العرض ضمن فعاليات «مهرجان أبوظبي 2011»، الذي يقام تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث افتتحت أمسية الباليه المعاصر المكونة من أربعة عروض بعرض Solo وهو أداء منفرد قامت به المبدعة سيلفي جويليم التي تعد عالمياً أعظم راقصة باليه في عصرها، فقد حبست الأنفاس، بحركاتها التعبيرية، التي انسابت مع الإضاءة، وحملت عدة رسائل للمتلقي، أما اللوحة الثانية من العرض المنفرد الثاني Shift أداه روسيل ماليفان الحاصل على جائزة أوليفر الدولية في تصميم رقصات الباليه، وعرضه أبهر الحضور بتعابيره ومضامينه أيضاً. فقد شاهده الكل، لكن كل متفرج فسره بطريقته الخاصة، لعب هذا الفنان على ظله، حيث نصبت لوحة كبيرة عكست عليها الإضاءة، في حين عرفت باقي جوانب الخشبة ظلاماً، ما سمح للفنان برسم لوحات بخياله، بدأ بظل واحد، ثم ظلال كثيرة، وهذاربما يفسر على أن الإنسان يولد بظل واحد، صافياً طاهراً، ولكن مع تجاذبات الحياة، فإنه ينقسم إلى عدة ظلال، وتختلف أيضا رؤاه من موقف لآخر، وفي حركة إبداعية انقلب روسيل ماليفان على رأسه وانعكس ذلك في ظله، ربما أراد القول إن الإنسان حتى ولو انقلب رأساً على عقب يرى نفسه هو الأقوى، وفي آخر صور من الصور الرائعة التي قدمها ظل وحيداً بدون ظل حيث اختفت كل ظلاله. صراع الخير والشر تعود بعد ذلك سيلفي لأداء عرض Two المنفرد، حيث بدأت حركاته في عتمة الخشبة، وضوء ملقى على أطرافها ويركز على جوانب الحركة فيها، بموسيٍقى خفيفة، وحركات تعبيرية، وتصاعد الموقف وتصاعدت الموسيقى وارتفعت، تتحدث عن الخير والشر وعن الصراعات الخارجية أو النابعة من دواخل الإنسان نفسه، وأخيراً كان العرض الكبير PUSH الذي جمع الثنائي سيلفي جويليم وروسيل ماليفان معاً في حركات ساحرة وأداء باليه معاصر ممتع أبهر الحضور الذي أشاد بشكل كبير بالعرض. فن عالمي وفي هذا السياق قالت هدى الخميس كانو، مُؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسِّس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي «يسعدنا أن نقدم هذا العمل للمرة الأولى في الإمارات والمنطقة العربية، تأكيداً على التزامنا تقديم وإبراز أهم الفنانين العالميين وأجمل عروض الفنون المعاصرة وفنون الأداء، كجزء من رسالة مهرجان أبوظبي 2011 الذي يهدف إلى تعريف الجمهور الإماراتي والعربي بالتجارب الإبداعية العالمية للإطلاع على مستجدات الفنون من مختلف أرجاء العالم وبخاصة ما يتعلق بالباليه بنوعيه الكلاسيكي والمعاصر». وأضافت كانو: «نرحب في عاصمة الثقافة والفنون والإبداع أبوظبي، بالثنائي الرائع سيلفي جويليم وروسيل ماليفان، فمشاركة فنانين على هذا القدر من الاحترافية لتأدية هذا الإنتاج المبدع يعني الكثير بالنسبة للمهرجان، ويعبّر أيضاً عن قدرات الفنون على عبور جميع الحواجز والوصول إلى أحاسيس ومشاعر الناس في أي مكان في العالم، الأمر الذي يتوافق تماماً مع رؤيتنا في مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون والتي تعمل على تعزيز الوعي بأهمية وقدرة الفنون في التواصل الثقافي وبناء جسور التبادل المعرفي للتقريب بين الناس على اختلاف ثقافاتهم». جمال ساحر وقد عُرض PUSH للمرة الأولى عام 2005 لسادلرز ويلز في بريطانيا، وقد أثار حينها ضجة كبيرة بين النقاد والجمهور وأثار حماستهم على متابعته والإشادة به، حيث جمع الجماليات الخلاقة والمبهرة التي مكّنت أعمال روسيل من إحراز هذه الشهرة العالمية من الجمال الساحر إلى القوة الهادئة وقد أتاح أيضاً لشريكته سيلفي الفرصة الأهم في مسيرتها الفنية، وتتدافع الحركات في عرض PUSH في مختلف الاتجاهات، ويبدو الراقصان منجذبين بصدقية اللغة الغنية التي تعكسها حركاتهما على المسرح، حيث يشعر المشاهد أن ثمة شيئاً يخيم على ترابطهما الحسي البطيء، وكأن حركات ماليفان تم تصميمها في مكان منعدم الجاذبية، ويأتي التناقض بين حركته الراسخة البطيئة وحركات سيلفي المحلقة والمتصاعدة لتضفي مزيداً من الروعة على العرض، ويلعب شركاء ماليفان في هذا العرض دوراً أساسياً في نجاحه، حيث تتعانق موسيقى آندي كوتون مع الحركات الراقصة في انسجام تام، بينما تضفي إضاءة مايكل هالز مزيداً من الوهج والألق على أجسام المؤدين. رقصات معبرة قالت بطلة العرض سيلفي جويليم: «يسعدني كثيراً أن أكون هنا في أبوظبي للمرة الأولى، وأتوق إلى رؤية تفاعل الجمهور وردود أفعالهم عما يشاهدونه في عرض PUSH». وفي ردها على سؤال حول عملها مع مؤلف الرقصات وشريكها في العرض روسيل ماليفان، قالت سيلفي «يبرع روسيل في تأليف الرقصات المعبرة كشاعرٍ يهيم في معاني الكلمات عند نظم الشعر، وهذا ما يمتعني كثيراً أثناء العمل معه».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©