الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مريم الساعدي بين الفقدان والوحدة في الحظ السعيد

مريم الساعدي بين الفقدان والوحدة في الحظ السعيد
30 يونيو 2008 22:56
صدر عن ''دار ملاح'' بالقاهرة مؤخراً المجموعة القصصية الأولى للإماراتية مريم الساعدي بعنوان ''مريم والحظ السعيد'' وتقع في 192 صفحة من القطع الصغير الأنيق وتحتوي على عشرين قصة بعضها تضمن مقاطع ونظرات تأملية تحليلية أقرب لعوالم وشروط قصيدة النثر، وأهم ما يميزها أنها لا تقدم قصصا متفرقة، وانما مجموعة أقرب لمفهوم الكتاب من حيث الترابط والتماسك وتأكيد معان ومآزق بعينها، فالقصص تتميز بالتماسك والتناغم والانشغال بهموم وعوالم وأماكن تكاد تكون واحدة· وتبدو قصص مريم الساعدي أقرب لاشكال متنوعة من الفقد والوحدة، فقد الزمن يبدو جليا وقاسيا في قصتي ''العم خشبة'' و''العجوز'' التي تصور مأزق حياة عجوز بدوية كانت تعيش حياة هانئة سعيدة رغم الشظف وسط الصحاري بين غنماتها قبل البترول وحينما ظهر البترول بحياته وتقاليده وعاداته الجديدة لم تستطع التأقلم لدرجة انها صارت عبئا على الحياة وصارت الحياة عبئا عليها، وفقد الوطن نجده في قصص المغتربين التي تحاول تصوير وتحليل تجارب وشخصيات العمالة الوافدة التي تعتبر ملمحا مهما في المجموعة، وهي تجارب وشخصيات ترصد بعين حانية، مولعة النماذج الهشة الضعيفة والمغلوب على أمرها، ولكن بلغة تبدو محايدة بلا صراخ ومواعظ ولعل أبرزها قصص ''جرادة وفنجان قهوة'' و''توم الإسباني'' و''وفايزة وزينات وسلوى'' و ''عيناوية'' التي تصور برهافة وحنو تجربة فقد الوطن والحب من خلال قصة الحب الفاشلة بين الفتاة السورية الجميلة والشاب البدوي· أما الفقد الوجودي والاحساس العميق بالوحدة والفراغ، فيعتبر عصب المجموعة وقوامها، ويتم تصويره بأكثر من شكل وطريقة وتجربة في عدد من أهم وأبرز قصص المجموعة ومنها ''أنا أحب دندني'' و''مثل كل حي ميت ويحترق'' و''العم خشبة'' و''مرت سنة'' و''أشياؤك التي تبهجك'' و''كوب شاي'' التي تعتبر أبرز وأحكم قصص المجموعة وتصور علاقة في منتهى الحميمية والحسية مع كوب شاي· والمجموعة تعتمد على لغة بسيطة سهلة تنطوي على نكهة رومانسية واضحة وحس ساخر فكه، وهناك ولع بالتأمل والتحليل والتفلسف، وبعض القصص تبدأ مدفوعة بنظرة متأنية ومديدة ووحيدة ايضا، والقصص الا تنشغل إلا في اضيق الحدود بالأحداث والقضايا العامة الكبرى، وجل اهتمامها منصب على رصد التجارب والهموم البسيطة القريبة من الذات كمعظم كتابات الأجيال الجديدة، ومن أقوالها ''لست في خضم الحياة شيئا كبيرا، ولكنني أحب ان أتخيل انني لست شيئا صغيرا، رائحة القهوة تصل انفي، وفوقي القمر يتوهج، تتلالا الى جانبه نجمة أحب أن أتخيل انها والقمر يتوهجان لأجلي حتى أشعر تجاههما بالحب·أحب أن اشعر تجاه الاشياء بالحب حتى استطيع احتمال العالم أكثر''
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©