السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

بيت العين جديد رانة نزال

بيت العين جديد رانة نزال
30 يونيو 2008 22:56
صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر حديثا مجموعة شعرية جديدة للشاعرة الأردنية رانة نزال حمل عنوان ''بيت العين'' وتصدرالكتاب الذي يقع في 222 صفحة من القطع المتوسط لوحة غلاف للفنانة التشكيلية اللبنانية سلوى زيدان· ومجموعة نزال على عمق ما فيها من صوفية ومن غوص وانتشار في الكون والأشياء- تبقى بعيدة أجمالا عن أن تكون عملا شعريا ''معديا'' في مشاعره وايحاءاته اذ أن كثيرا من قصائدها يغرق في صوفية ''باردة'' تطل على القارئ احيانا في صورة عمل عقلي مدروس· ولغة رانة نزال وإن كثرت فيها الصور والمجازات والرموز والإشارات تبقى بعيدة عن حرارة التجربة الشعورية دون أن يشفع بهذا كونها ذات طابع صوفي، فالصوفية لا تعني تقريرية و''حسابية'' باردة تخرج الينا في بلاغة هي غالبا ابنة جهد واضح وقدرة لغوية جلية ونسج ينم عن ''هندسة'' بلاغية تحتاج إلى شيء من ''الحرارة''· وتكاد بعض القصائد تتفلت من طريقة الشعر الحر أو ما سمي تعميما قصيدة النثر لتقع في اسر تقفية خفية وإيقاع يحمل الينا -حيث يسجل نجاحا- تأثرا بنصوص دينية أو فلنقل '' بنفس'' ديني· ونقرأ نموذجا يمثل ''روحية'' قصائد المجموعة وأسلوبها وقد حمله غلاف الكتاب· تقول ''اشيع رسائلي'' استجمع طقوسها'' كما لو أنني خلف حجب من زجاج/ أراك ولا اسمعك/ فأفر جامحة/ حروفي فصيحة/ يحفظ الود ايماءها وتنثني عليها سطورها/ تتكور كيما اذيع أسرارها/ لو تحللت من نطاقي/ انا ذات النطاق/ المحاك بالندم· وحملت أولى قصائدها في هذا الكتاب عنوانا هو ''افتتاحية'' وجاءت تمثل أسلوب الشاعرة ونهجها وبعض خيوط تأثراتها ''الاسلوبية''، وتقول: هذا البوح لوردته شوكة/ لنحلته الملكية/ لسعة/ تقرصنا في عز البرد/ ونظل اليها نسعى· وفي قصيدة ''احتفاء'' مراوحة بين وزن وقافية وتفلّت منهما فتأتي القصيدة خليطا من ذلك كله· وتقول: آن الاوان/ ليغسل الحزن جنبي/ وتطفو حروفي على مهلها/ في اتساع المدى/ وسكر الندى/ فعصمتي الآن/ اللامكان/ ومأمول انفاسي/ التي اودعتها في مختصر الفضاء الغارق بي/ قدس نواياي المحرم/ فهل بقصد خطاي/ اخترت صحاريّ الموشومة/ حين تميل قوافيها/ وخيامها/ ونخيلها/ حيث اميل··/ مرصعة بالمعاني/ بالكلام الذي يشبه كل شيء/ عداها· وتحت عنوان ''صوفي'' رئيسي هو ''فسيفساء لابن عربي··الخمسة البيوتات'' نقرأ أول هذه البيوتات وهو قصيدة بعنوان ''بيت العين'' حيث تقول الشاعرة: لتفتح شمسك ظلمتي/ ولتدخل فيها موتا أخضر/ اثرا أبيض لعين طريقها حبائل··/ اظهر سرك فيك/ ولنقتسم الحيرة/ لنغسل في طاسها ارث الشارة/ لنرتد الوجه كله/ لنتمكن من تلوينه/ ولتفهم اتصالك· وتختتم القصيدة الطويلة بقولها :كن جلاء مرآتي/ وكن في اصطلاح القوم ما تكون/ جسم آدم··· جسم شخص··· جسم العيون/ فكن محل هذا الظهور/ عين ظل تلاقح ظلا/ اعطيته اسرارا/ واحد ينور نفسه شمسه عين مسارها لا يلوب واحدا· إن الشاعرة على رغم بقائها في الجو العام المسيطر على المجموعة تبدو أكثر قدرة على ان تطلق في تجربتها روحا حارة حزينة تحمل ايحاءات تتجاوز الصور الصوفية المألوفة وإن صب بعضها في النهاية في بحر عالمها
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©