اجتمع «آرون جيتلي»، وزير الدفاع الهندي الجديد، ونظيره الياباني «تومومي اينادا» في طوكيو في الثامن من أبريل الماضي لمناقشة سبل تعميق التعاون العسكري بين البلدين وسط التوترات المتصاعدة في المنطقة. وذكرت وزارة الدفاع اليابانية أن «جيتلي»، الذي يشغل أيضاً منصب وزير المالية في الهند، قد زار طوكيو لحضور الاجتماع السنوي لبنك التنمية الآسيوي. وفي بيان مشترك صدر عقب الاجتماع، أكد الوزيران دعمهما للشراكة الاستراتيجية العالمية والخاصة بين اليابان والهند والتي تم الإعلان عنها لأول مرة في عام 2006. وأكد البيان أيضاً على أهمية تعميق العلاقات الاستراتيجية والحاجة إلى تعزيز التعاون الدفاعي من أجل السلام والأمن الإقليميين.
كما ناقش المسؤولان الوضع في شبه الجزيرة الكورية والتوترات المتزايدة بسبب الإجراءات الأخيرة لكوريا الشمالية.
واتفق وزيرا دفاع البلدين على مواصلة التدريبات العسكرية الثنائية ومتعددة الأطراف والتي تشارك فيها القوات المسلحة لكلا البلدين، ورحبا بالتدريبات العسكرية البحرية الثلاثية القادمة في مالابار. جدير بالذكر أنه في عام 2015، أصبحت اليابان عضواً دائماً في التدريبات البحرية السنوية في مالابار، والتي كانت أصلاً تدريبات بحرية ثنائية بين الولايات المتحدة والهند.
وفي عام 2016، أرسلت قوات الدفاع الذاتي البحرية اليابانية سفينة «جس هيوجا»- حاملة الطائرات الرائدة من فئة هيوجا - للمشاركة في تكرار مناورات مالبار لعام 2016. أما مناورات هذا العام فسيتم إجراؤها في خليج البنغال في شهر يوليو المقبل. وسترسل قوات الدفاع الذاتي البحرية اليابانية أكبر سفينة لديها، وهي حاملة الطائرات «جس ايزومو» للمشاركة في المناورات.
وخلال الاجتماع الدفاعي الوزاري بين الهند واليابان، اتفقت الدولتان على بحث إمكانية إقامة حوار استراتيجي بحري والمناورات البحرية الثنائية المشتركة المحتمل إجراؤها في عام 2017. ومع ذلك، لم تتم الإشارة إلى الإطار الثنائي الجديد لمناقشة القضايا البحرية الأمنية ولا التدريبات أثناء اجتماع الوزيرين.
وجدير بالذكر أن حواراً أمنياً متكرراً على مستوى منخفض كان يجري بين مسؤولين من وزارتي الدفاع والخارجية في الهند واليابان منذ سنوات. ومنذ عام 2012، كانت القوات البحرية الهندية وقوات الدفاع الذاتي البحرية اليابانية تجريان تدريبات بحرية يابانية-هندية.
ويتواصل مسؤولو الدفاع في الهند واليابان من خلال عدد من المنتديات الثنائية بما فيها حوار 2+2، وحوار سياسة الدفاع وحوار التعاون بين قوات خفر السواحل. وفي عام 2016، أقامت الهند واليابان أيضاً أول حوار بين القوات الجوية في البلدين.
وخلال الاجتماع الوزاري الدفاعي الذي عقد في العام الماضي، قيل إن اليابان ضغطت على الهند لتوضيح موقفها بشأن النزاعات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي.
وكانت النتيجة هي صدور بيان مشترك من قبل وزير الدفاع الهندي في ذلك الوقت «مانوهار باريكار» ووزير الدفاع الياباني الجنرال «ناكاتاني» وفيه دعا الوزيران كافة الأطراف إلى «إبداء احترام كبير» لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار عقب الحكم الذي أصدرته محكمة التحكيم الدائمة بشأن مطالب الصين البحرية والإجراءات التي تقوم بها في بحر الصين الجنوبي.
كما أكد الوزيران على ضرورة حل النزاع بالوسائل السلمية. وفي بيان مشترك صدر عام 2016، أكد رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي ونظيره الياباني شينزو آبي مجدداً على دعمهما للحل السلمي لنزاعات بحر الصين الجنوبي باستلهام روح اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحر.
وفي حين أن البيانات المشتركة بشأن بحر الصين الجنوبي - فقد أصدرت الدولتان أولاً بياناً بشأن النزاعات البحرية في ديسمبر 2015 - تبدو إلى حد ما مسالمة وغير ملزمة، إلا أنها مع ذلك تؤكد على التقارب المتزايد للمصالح الهندية واليابانية بشأن عدد من القضايا السياسية المتصلة بالأمن.
ورغم ذلك، فإن التعاون الدفاعي والأمني بين الهند واليابان لا يزال عملاً جارياً. ومثال على ذلك أنه على الرغم من التعهد بتعميق علاقات الدفاع الثنائي وإنشاء مجموعة عمل مشتركة معنية بمعدات الدفاع والتعاون التكنولوجي، فإن البيان الذي صدر في مايو 2017 لم يتضمن أي تحديث بشأن اتفاقية للدفاع بقيمة 1.3 مليار دولار لشراء 12 طائرة إنقاذ وبحث برمائية من شركة «شينمايوا» اليابانية للأسطول الهندي.
*كاتب متخصص في الشؤون الآسيوية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون نيوز سيرفيس»
عدد اليوم
