الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«قول فصل» يحمل نبأ الماضي وحكم الحاضر وخبر المستقبل

«قول فصل» يحمل نبأ الماضي وحكم الحاضر وخبر المستقبل
24 مارس 2011 21:21
«القول» أحد أسماء القرآن الكريم وورد في كتاب الله تعالى سبع مرات منها: «أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين» سورة المؤمنون- الآية 68 وقوله سبحانه: «ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون» سورة القصص- الآية 51 وقوله عز وجل: «الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه» سورة الزمر -الآية 18، وقوله: «إنه لقول رسول كريم» سورة التكوير- الآية 19 ونفسها وردت في سورة الحاقة الآية 40 والمرة السادسة: «إنه لقول فصل» سورة الطارق- الآية 13 والمرة السابعة: «إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا» سورة المزمل - الآية 5 وبعد أن جاءت هذه الآيات لتؤكد ان القول اسم من أسماء القرآن الكريم يقول ربنا تبارك وتعالى: «ومن أصدق من الله قيلا» سورة النساء الآية122 . جاء في تفسير أصحاب «المنتخب» رضوان الله عليهم: هل جهل المغرضون فلم يتدبروا القرآن ليعلموا انه حق، ام كانت دعوة محمد صلى الله عليه وسلم لهم غريبة عن الدعوات التي جاء بها الرسل الى الاقوام السابقين الذين أدركهم آباؤهم، ولقد أنزل الله القرآن عليهم متواصلا بعضه إثر بعض حسبما تقتضيه الحكمة ومتتابعا وعدا ووعيدا وقصصا وعبرا ليتدبروا ويؤمنوا بما فيها. حق ثابت والذين اجتنبوا الاصنام والشياطين ولم يتقربوا اليها ورجعوا الى الله في كل أمورهم لهم البشارة العظيمة فبشر الذين يستمعون القول من القرآن الكريم فيتبعون الأحسن والأهدى الى الحق وأولئك يوفقهم الله الى الهدى فهم أصحاب العقول النيرة، فإنا أنزلناه لجميع الناس مشتملا على الحق الثابت. فالقرآن كلام الله المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم للتحدي والاعجاز المتعبد بتلاوته والمنقول الينا تواترا والمجموع بين الدفتين من أول سورة الفاتحة الى اخر سورة الناس انزله الله تعالى على خاتم رسله ليكون آخر الكتب المنزلة الى الناس كافة فيه اسعاد البشرية واصلاح حالها في عاجلها وآجلها ودنياها وآخرتها وفيه اصول العقائد من الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والعبادات والفروع والاحكام الشرعية. هدى وبيان وإرشاد ويقول د. محمد داوود عميد معهد معلمي القرآن الكريم بالقاهرة: القرآن فيه نبأ من قبلنا، وخبر ما بعدنا وحكم ما بيننا، نبأ من قبلنا من الأمم السابقة والقرون الماضية فيه قصص الانبياء والمرسلين والأمم والجماعات والاشخاص والحوادث والكائنات والمسيرة التاريخية للجماعات البشرية ما فيه عبرة لمن اعتبر، وذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، وينطق بسنة الله التي لا تتخلف في إهلاك الضالين الظالمين، ونجاة المهتدين الراشدين وأن دنيا الناس على طول العصور والدهور لا تصلح بغير دين الله وان الانسانية اينما كانت لا تتحقق سعادتها المنشودة إلا اذا استضاءت بهدى الله ورسالاته. وفيه خبر ما بعدنا من أحوال اليوم الاخر وحياة الدار الاخرة يوم يقوم الناس لرب العالمين وفيه حكم ما بيننا من المشاكل والمسائل التي نحتاج فيها الى بيان وارشاد من المسائل الاعتقادية والفكرية والاخلاقية والسلوكية والمعاملات المالية وفروع العبادات والاحكام الشرعية شخصية وغير شخصية، فما من حكم شرعي ديني أو قضية او مشكلة تلامس دنيا الناس وحياتهم، إلا وله في كل ذلك عرق ينبض، أو معين لا ينضب وله هدى وبيان وإرشاد إما بالنص أو الاستنباط «يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا» سورة النساء - الآية 174، «ونزلنا الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين» سورة النحل- الآية 84، «قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم» سورة المائدة - الآيتان 15و16. لقد كان هذا القرآن العظيم مشعل هداية على طريق الانسانية اضاء لها، فأخرجها من الظلمات الى النور، وأخذ بأيديها الى الحق وصراط مستقيم، وكان نقطة تحول في تاريخها الطويل، وانتقل بها من حياة الإثم والفساد والضلال الى حياة الخير والحق والرشاد، وأحدث في العالم كله من القيم والمفاهيم والمعايير ما صعد بالانسانية من دركها الاسفل الى أبهج صورها وأبهى كمالاتها. آيات مفصلة ويضيف داوود كان القرآن ولايزال محورا للثقافة الاسلامية والحركات الفكرية وسائر النشاطات العقلية وقد حرضت آياته على النظر فيه والتأمل فقال تعالى: «كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب» سورة ص- الآية 29 ومن مقاصد القرآن بيان التوحيد والوعد والبشرى للمحسن والوعيد والانذار للكافر والمسيء وبيان العبادة وطريق السعادة في الدنيا والاخرة وقصص الذين أطاعوا الله سبحانه وتعالى ففازوا وقصص الذين عصوه فخابوا. والقرآن معجزة محمد صلى الله عليه وسلم التي تخاطب الاجيال ويراها ويقرؤها الناس في كل زمان ومكان ومن ثم فهي مناسبة للرسالة الخاتمة لعمومها في الاجيال ولمكانة رسولها بين الرسل ومقامه في الوجود الانساني الى يوم القيامة ومع ذلك فإن معجزات الأنبياء السابقين لا يعلم وقوعها على وجه اليقين إلا من القرآن الكريم. وعجز العرب عن ان يأتوا بقليل من مثل ما جاء به والذين جاءوا من بعدهم أعجز، وغيرهن من الامم اشد عجزا فلم يستطع معاصرو نزوله ان يحاكوه لا هم ولا غيرهم فأسلوبه فريد في اداء المعاني لم يأتهم شعرا ولا نثرا وانما بمذهب مقصور عليه وفي اسلوب ونظم خاص به لم يسبق اليه ولم يلحق به ولا يقيد بالقيود التي عرفها الكتاب وانما هو آيات مفصلة يبقى أثره في قلوب الناس وعقولهم واذواقهم على تتابع القرون واختلاف الاجيال. نمط فريد ومعجز القرآن العظيم فاجأ العرب بأسلوب لا عهد لهم به، فظلوا حائرين يلمسون سحره الغالب وتأثيره الخالب من دون ان يستطيعوا معارضته، إذ انه نمط فريد ومعجز ينصب في قالب متفرد يدركون حلاوته ويحسون روعته لا يشبهه مثيل في القول وعباراته متلائمة وأحكامه متلاحمة وله في كل عصر عطاء جديد يقنع العقل ويمتع العاطفة ويخاطب الخاصة والعامة يهدي القلوب ويفتح العيون. ولأن القرآن الكريم قول الله فسيظل معينا فياضا لا ينفد عطاؤه ولا يغيض فيضه على كثرة ما ينهل منه الناهلون، منذ ان نزل به الروح الأمين على قلب رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم والى يوم الدين.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©