الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

4 فنانين يتقاطعون بأشكال متعددة في التعبير عن الإنسان

4 فنانين يتقاطعون بأشكال متعددة في التعبير عن الإنسان
20 مارس 2013 23:34
جهاد هديب (دبي)- يبدو النضج الفني في اللوحة أو العمل النحتي هو العامل المشترك في الأعمال المشاركة في معرض «رؤى تشكيلية كويتية» الذي افتتح مساء أمس الأول في صالة عرض الفنون التشكيلية التابع لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية. ففي هذا المعرض الذي يشارك فيه الفنانون الكويتيون: محمود شريف اشكناني وعلي نعمان، في الرسم، وحميد خزعل، وفاضل سليمان العبّار في النحت، يعرض ثمانية وخمسون عملا فنيا. وفي أعمال الفنان محمود اشكناني الذي نحت أغلب أعماله باتجاه التجريدية، إذ أن الصانع والملوّن والرائي هو الذي يطفو على السطح التصويري باحثا عن جماليات اللون أكثر مما يريد قول شيء ما أو يريد لعمله مضمونا آخر سوى ما يريده المتلقي الناظر إلى أعماله، وبالمقابل، تبدو التعبيرية بما هي عليه لدى علي نعمان مجاورة لرسالة ما تقبل التقلب على أوجه التأويل لدى هذا الصانع الباحث عن جماليات خاصة في اللون تمنح الشكل معنى ليس مباشرا بل يتعلق بمستوى التجربة الجمالية التي من الممكن لأي ناظر لأعماله أن يمارسها. وهذه التعبيرية نجد صدى لها في العديد من أعمال حميد خزعل النحتية خاصة تلك التي يجد فيها المرء أشكالا بشرية، أما أغلب أعمال فاضل العبّار فتبدو وكأنما هي تعبير حداثي عن أشكال وشخوص تخصّ الأسطورة أو تتصادى معها أو تذكّر بها، في حين يبدو جزءا آخر منها تعبيرا فنيا عن ألم الإنسان المعاصر في اللحظة الراهنة. لكن الواضح تماما لدى الفنانين الأربعة أن الانشغال التشكيلي يذهب باتجاه تحويل المشاعر والأفكار، التي يعايشونها وتشكل وعيهم الفني، إلى خبرات فنية. ويبدو أن اللوحة لدى الفنان محمود اشكناني هي بناء لوني في الأساس، يشعر المرء أمام أعماله أن لديه توقاً إلى أزرق لم يحدث من قبل، أزرق هو الرغبة أو الشغف بما هو أعلى وأبعد من طاقة الإنسان على الخيال، وفي الوقت ذاته ليست الألوان الأخرى وتحديدا سوى تلك الذريعة التي تُحدث التوازن في العمل أو تقنع العين، على مستوى بصري، بالتوازن الذي يقيمه الفنان اشكناني على السطح التصويري. إنما بالمقابل، وفي تلك الأعمال التي يكسر اشكناني تجريديتها بشخوص داخل مربّعات أو مستطيلات لونية، فقد يصح القول بأن ذلك الشغف إلى الأزرق واحد من مصادره هو معاناة من نوع ما هي مأزق وجودي، ربما، خاص وفردي تماما، لكن أن يقرأ الناظر إلى هذه الأعمال جوهر التجربة الإنسانية فيها في أفق من التلقي يجمعه إلى الفنان في هذه التجربة، فإن هذه النقطة بالذات تشكل نقطة تقاطع في الرؤية مع أعمال الفنان علي نعمان. تتركز شخوص علي نعمان في منتصف اللوحة، غائمة ودون ملامح تشير إلى ما هو أنثوي أو ذكوري، باستثناءات نادرة، لكنها، مع ذلك، هي شخوص تجسد الألم. ينتقل هذا الإحساس إلى متلقي أعمال نعمان من خلال تلك الأوضاع التي عليها الشخوص، أضف إلى ذلك أن معالجة السطح التصويري لا تخلو من الملمس الخشن، كأنما هي ضربات منفعلة وقوية على السطح من الممكن لمسها عبر الإحساس باللون أولا فالشكل تاليا. أما منحوتات حميد خزعل، فهي في جانب منها كما لو أنها إدانة لكل ما يُمارس ضد إنسانية الفرد، إنها أشبه بنشيد مرفوع إلى روح الشخص العادي الذي يتعرض للمهانة والتعذيب، هي أعمال مؤلمة بحق وتذّكر المرء بما لا يودّ أنْ يتذكره من حال البشر بوصفهم أفرادا في المجتمعات الإنسانية كلها. وفي أعمال أخرى ثمة تجسيد جماجم لرؤوس حيوانات غالبا هي الحصان، فإذا صحّ التاويل عن الأعمال السابقة لخزعل فإن الأمر ذاته ينطبق على هذه الأعمال أيضا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©