الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإمارات منطقة جذب.. وكأس آسيا التحدي الأكبر

الإمارات منطقة جذب.. وكأس آسيا التحدي الأكبر
20 يناير 2016 22:54
عبد الله القواسمة (أبوظبي) كشف المنتدى العربي للرعاية الرياضية في دورته الثالثة بحلبة ياس الذي اختتم أعماله أمس الأول، عن حجم عائدات الرعاية في العالم عام 2015، والذي وصل إلى ما يقرب من 45.3 مليار دولار، وهو ما يعكس بوضوح تعاظم حجم الشراكات ما بين الجهات الراعية والمؤسسات والهيئات الرياضية على الصعيد العالمي، ولا يختلف اثنان على أن الإمارات بحكم موقعها الجغرافي وحضورها الاقتصادي القوي وبنيتها التحتية الحديثة أصبحت أجندتها مزدحمة طوال العام بالأحداث الرياضية الكبرى. ويجمع العديد من الخبراء في شتى أنحاء العالم، وكذلك الذين شاركوا في منتدى الرعاية الرياضية على أن استضافة الإمارات لنهائيات كأس آسيا 2019 تمثل التحدي الأكبر أمام الخبرات الرياضية في الدولة، معربين عن ثقتهم بتقديم بطولة استثنائية تليق بسمعة الإمارات العالمية. ويؤكد فرانك سايز الذي يعتبر أحد أهم الشخصيات في مجال تحليل الأعمال الرياضية العالمي، أن منطقة الخليج بشكل عام والإمارات بشكل خاص باتت نقطة جذب للجماهير الساعية إلى متابعة الأحداث الرياضية وبالأخص تلك التي تقام في أبوظبي ودبي، ذلك لأن عدداً كبيراً من المشجعين ومن شتى أنحاء العالمي يحرصون على السفر لحضور الفعاليات الرياضية عن كثب رغم أن بإمكانهم الجلوس أمام شاشة التلفاز لمتابعتها، وهذا الأمر يعكس الأهمية الكبيرة التي باتت تتمتع بها الإمارات كبقعة فريدة في هذا العالم مترامي الأطراف المزدحم بالأحداث الرياضية الأخرى، فيما تشير الاستطلاعات التي أشرف عليها سانز إلى أن 2000 فرد يغادرون المملكة المتحدة يومياً لحضور الفعاليات الرياضية مقابل 1500 فرد من الولايات المتحدة. وتشير الأرقام التي بحوزة سايز كذلك إلى تعاظم حجم المتابعة للنشاط الرياضي في شتى أنحاء العالم، إذ تعتبر قارتا أميركا اللاتينية والشمالية الأعلى في نسب المشاهدة التلفزيونية للأحداث الرياضية، مقارنة بسوق الشرق الأوسط الذي يعتبر ناشئاً في مجال الاستهلاك التلفزيوني، لكنه ورغم ذلك يعيش حالة نمو واضحة وملموسة، لافتاً إلى أن التلفزيون يعتبر المسوق الرئيس للنشاط الرياضي، والذي واكبه بشكل ملحوظ ازدياد المتابعة الجماهيرية للأحداث الرياضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتطور محركات البحث على شبكة الإنترنت، لافتاً إلى أن المستهلك أو المتابع للنشاط الرياضي في الإمارات يستهلك ما يقرب من 3 ساعات يومياً في مشاهدة النشاط الرياضي عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ومقارنة مع وسائل الترفيه الأخرى يحتل النشاط الرياضي المرتبة الثانية عقب الموسيقى على لائحة اهتمامات الجماهير في شتى أنحاء العالم، كاشفاً النقاب عن أن المباراة قبل النهائية لبطولة الكريكت التي أقيمت في الهند العام الماضي حظيت بالمتابعة التلفزيونية الأعلى على الصعيد العالمي، في حين أن ثلاث دول تقدمت الركب العالمي في حجم المتابعة للأحداث الرياضية وهي دول الصين والهند وأستراليا، وذلك عائد إلى عدد السكان الكبير في هذه الدول، ما تسبب في تحقيق عوائد مالية كبيرة لهذه الدول. ورغم هذه الأرقام السابقة إلى أن لعبة كرة القدم ما زالت تتسيد حجم المتابعة الجماهيرية بشكل عام، سواء بشكل مباشر أي من على المدرجات أو عبر شاشة التلفاز، إذ إن الـ 28 دولة التي تتصدر الترتيب في حجم المتابعة الجماهيرية تحتل فيها كرة القدم المرتبة الأولى في حجم المتابعة، تليها الرياضات المائية ثم لعبة الكريكت، فالرجبي، ثم لعبة كرة السلة، وهذا يدل على أن لعبة كرة القدم كانت وما تزال وستبقى على المدى البعيد في المقدمة، فيما تشير الأرقام إلى وجود نمو متسارع في مجال الرعاية رغم الانخفاض الذي طرأ في عام 2009 والعائد إلى بعض النواحي الاقتصادية. ورغم التقدم الكبير الذي حققته الهيئات الرياضية العليا في الدولة على صعيد استقطاب الرعاة المهمين، إلا أن هنالك فجوة واضحة تتمثل في عدم وصول الأندية التي تعتبر العماد الرئيس لأي منظومة رياضية إلى المرحلة التي تكفل لها الحصول على الرعايات المناسبة بالشكل الذي يثري مسيرتها، إذ تفتقر بعض الأندية إلى الخطط التسويقية، إلى جانب عدم القدرة على استغلال الأدوات الإعلامية المتطورة لتقديم منتجها الرياضي على الشكل الأمثل للجماهير، لكن هذا لا يعني أن هنالك جهوداً تبذل في هذا السياق، وهي التي لم تصل إلى الحالة الاحترافية المطلوبة، في حين أن تنظيم فعاليات تثقيفية، كالمنتدى العربي للرعاية الرياضية من شأنه كشف النقاب عن الكثير من الأدوات التي تسهم في تطوير عمل الأندية في الجانب التسويقي مع عدم إغفال أن السنوات الأخيرة، وتحديداً منذ بدء نظام الاحتراف في كرة القدم شهد ازدياداً ملحوظاً في حجم عقود الرعاية التي وقعتها الأندية لكنها ومع ذلك لم تواكب الخطوات التي قطعتها الجهات الرياضية العليا على هذا الصعيد، ذلك لأن النشاط الرياضي أصبح بحاجة إلى أدوات لتحقيق النجاح المنشود، تتمثل بعضها وليس كلها في وسائل الإعلام بشتى إشكالها إلى جانب وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من التقنيات الحديثة، فلا يكفي أن تكون موجوداً في الملعب أو الصالة الرياضية لتلبية تطلعات الرعاة، إذ يجب أن يرافق ذلك استخدام هذه الأدوات لضمان النجاح الأمثل، في حين أن العوائد المالية لا تتوقف على ريع الحضور الجماهيري المباشر أو البث التلفزيوني، بل بات يشمل مجالات لم يكن يتخيلها المرء فيما مضى، منها عوائد استخدام المنصات الإلكترونية الحديثة، كموقع «يوتيوب» على سبيل المثال على الحصر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©