إسرائيل: فتح المعابر كاملاً مستحيل دون شاليط

قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية أميرة أورون: إن المعابر التجارية في قطاع غزة ''لن ترجع إلى نشاطها الطبيعي إلا حين إغلاق ملف جلعاد شاليط'' الجندي الأسير في قطاع غزة، ''ودون إنهاء هذه القضية فسيكون ذلك مستحيلاً''· وقد رفضت حركة ''حماس'' هذا التصريح، مشددةً على أن التزامها والفصائل الفلسطينية باتفاق التهدئة مع إسرائيل ''مرهون بثمن يجب على الاحتلال دفعه خاصة على صعيد رفح الحصار وفتح المعابر· وفي الوقت نفسه، أكد أحمد يوسف مستشار وزارة الخارجية في حكومة هنية المقالة، أن مصر ستستضيف وفديْن من ''حماس'' والحكومة الإسرائيلية في وقت واحد، لكن دون مفاوضات مباشرة، بهدف تسريع العمل لإيجاد تفاهمات فيما يتعلق بقضية تبادل شاليط باسرى فلسطينيين· واعتبر أبو زهري: ''أن هذه التصريحات (الإسرائيلية) تعكس سوء نوايا الاحتلال ومحاولته التلاعب بشروط التهدئة''، مؤكداً حرص حركته مع الفصائل الفلسطينية الأخرى على الالتزام باتفاق التهدئة وإنجاحه، ''إلا أن هذا الالتزام هو مقابل ثمن يجب أن يلتزم به الاحتلال''· وشدد الناطق باسم ''حماس'' على أن حركته ''لا تسمح بأن يبقى شعبنا رهينة لصلف الاحتلال ومماطلته، وستواصل تقييم الوضع وتحديد آلية التعامل وفق ذلك''، داعياً الأطراف المعنية إلى ''التدخل لإلزام الاحتلال بشروط التهدئة ضماناً لاستمرار الاتفاق وإلزام كلا الطرفين به''· وكانت أميرة أورون قد قالت أيضاً إن وضع التهدئة بعد مرور عشرة أيام على بدء سريانها ما زال ''حساساً وهشّاً''، مؤكدة أن حركة ''حماس'' تتحمل مسؤولية أي خرق يرتكبه أي فصيل في قطاع غزة ضد أهداف إسرائيلية، وقالت: ''يتم خرق مستمر لما تم الاتفاق عليه بوساطة مصر، نحن لا يهمنا من يطلق النار، لكن الأمر في النهاية مسؤولية حركة ''حماس''، ونتمنى أن تتوقف هذه الخروقات''، رابطة بين رفع الحصار وإطلاق شاليط أولاً· من جهة أخرى، قال المتحدث باسم ''حماس'' فوزي برهوم، إن حركته ترى في استجابة حكومة الاحتلال لشروط المقاومة اللبنانية وموافقتها على إنفاذ صفقة التبادل مع ''حزب الله'' انتصاراً لمعادلة التوازن النوعي الذي فرضته قوى المقاومة اللبنانية، وأضاف برهوم:'' أن الكلمة الأولى والأقوى هي للإرادة والمقاومة، معتبراً ذلك إنجازاً لصمود وإرادة المقاومة اللبنانية، وأن الحقوق تنتزع انتزاعاً ولا تستجدى''· وأكد برهوم في بيان أصدره، أن ''الاحتلال يجب أن يفهم الرسالة ويعي الدرس جيداً، ويعرف أن الصلف والتعنت والإجحاف لن تجدي نفعاً أمام الإرادة والعزيمة والإصرار، ويجب أن يكون هذا الدرس مدعاة للاحتلال، بأن يستجيب لشروط الفصائل الفلسطينية الآسرة للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وعلى رأسها حركة ''حماس''، وأن يسرع في إتمام إبرام هذه الصفقة، وأن ينتهي عن سياسة المماطلة والمراوغة والتعطيل والتضليل التي يمارسها في التعامل مع هذا الملف''· وقال برهوم: ''ليعلم الاحتلال أن إطلاق سراح الجندي شاليط مرهون بمدى استجابة وموافقة الاحتلال على هذه الشروط''· إلى ذلك، قالت مصادر أمنية إسرائيلية: إن مصادقة الحكومة الإسرائيلية على صفقة تبادل للأسرى مع ''حزب الله'' ستنعكس ''بشكل إيجابي'' على مفاوضات عقد صفقة تبادل مماثلة مع ''حماس''· وعلل وزير المال الإسرائيلي روني باراون، معارضته لصفقة التبادل مع ''حزب الله'' خلال جلسة مجلس الوزراء يوم الأحد، بوجوب عدم الإفراج عن ''قتلة أحياء مقابل جنود موتى''، وأضاف أنه يعارض أيضاً ''إطلاق سراح مخربين فلسطينين في إطار الصفقة مع حزب الله''، معتبراً أن الإفراج ''عن المخرب سمير القنطار قد يؤثر على الاعتبارات لإطلاق سراح أمين سر حركة ''فتح'' في الضفة الغربية مروان البرغوثي''· وتابع الوزير بار اون يقول في حديث إذاعي صباح أمس: إن ''الصفقة مع ''حزب الله'' قد ترفع الثمن الذي ستضطر إسرائيل الى دفعه لقاء الإفراج عن الجندي المخطوف جلعاد شاليط''· ودعت فصائل فلسطينية عدة، القيادة المصرية إلى العمل السريع من أجل تطوير اتفاق التهدئة ليشمل الضفة الغربية، ''حرصاً على عدم ترك المجال أمام الاحتلال في مواصلة جرائمه تحت ستار التهدئة''· جاء ذلك خلال اجتماع ضم ممثلي: حركة ''حماس'' و''منظمة قوات الصاعقة'' و''حركة الأحرار'' و''الجبهة الشعبية- القيادة العامة'' و''جبهة النضال الشعبي'' و''ألوية الناصر صلاح الدين'' مساء الأحد· ودعت الفصائل إلى استمرار تفعيل الدور المصري الضاغط على الاحتلال، لإلزامه بتنفيذ بنود التهدئة والالتزام بها، من خلال عدم استفزاز مشاعر الشعب وقواه، والتعامل بجدية وإيجابية مع موضوع فتح المعابر والإنهاء الفعلي للحصار''، كما دعت الفصائل، الحكومة المصرية للإسراع في ''الإجراءات التي تكفل إنهاء إغلاق معبر رفح وفتحه أمام حاجات الشعب الفلسطيني وتحركاته بشكل عام''·