شركات السيارات العالمية تتسابق على السوق الصينية

حققت شركة “نورثرن” الصينية للسيارات التي تقوم ببيع سيارات “بي إم دبليو” و”فولفو”والحافلات الصغيرة في بكين إيرادات بنحو مليار دولار في السنة الماضية، وتطمح في بلوغ 2 مليار في العام المقبل. وتتوقع الشركة التي تقع بالقرب من مطار بكين الدولي، أن تحقق مبيعات تصل إلى 3500 سيارة “بي إم دبليو” في 2010، وهذا ما يناهز مبيعات السيارة في معارض ولايتي أوريجون وكلورادو الأميركيتين معاً خلال 2009. ويقول ماك لارتي مؤسس شركة نورثرن “ما لا أعرفه هو لماذا لا تأتي كبريات شركات بيع السيارات إلى هنا”. ويخطط ماك إضافة 25 فرعاً خلال الاثني عشر شهراً القادمة، وكذلك البدء في بيع سيارات “جاكوار”، و”لاندروفر”، وربما “بورش”. وكان ماك يعمل لدى “تي بي جي كابيتال” وهي واحدة من الشركات الاستثمارية الكبيرة التي تعمل في بيع السيارات بالتجزئة في الصين. وتملك هذه الشركة ومقرها بولاية تكساس 50% من أسهم “جراند أوتوموتيف” التي تتكون من سلسلة كبيرة تقوم ببيع عدد من الماركات المختلفة التي تتضمن “بويك”، و”فولكس فاجن”، و”تويوتا”. وتأمل هذه الشركة لمضاعفة فروعها البالغة 230 فرعاً في غضون السنوات القليلة المقبلة. وبإدارة “تي بي جي” لـ”جراند أوتو موتيف”، بلغت أرباحها في السنة الماضية 130 مليون دولار، بمبيعات وصلت لنحو 5 مليار دولار. وتخطط تي بي جي للاستحواذ على “جراند أوتو” في السنوات المقبلة. وبدأت شركات السيارات الأجنبية في زيادة وجودها في الصين منذ أكثر من عقد الآن، حيث تقوم ببناء مصانع تكلف مليارات الدولارات، وصناعة الموديلات الجديدة لتلبية طلب أكثر الأسواق نمواً في العالم. وبدأت مؤخراً هذه الجهود تأتي ثمارها بارتفاع مبيعات السيارات الخاصة والخفيفة بنحو 50% في الصين في السنة الماضية، متفوقة على أميركا بوصفها أكبر الأسواق العالمية للسيارات. ويتوقع مسؤولو “بي إم دبليو” أن تتجاوز سوق الصين نظيرتها في المملكة المتحدة التي تحل ثالثاً هذه السنة من حيث المبيعات. ومن المتوقع أن تبلغ مبيعات “بي إم دبليو” في الصين 100 ألف سيارة العام الحالي. وحاولت شركات السيارات العالمية اغتنام فرصة معرض بكين الدولي، لعرض كل ما عندها من موديلات جديدة. ومن ضمن هذه الشركات “دايلمر”، و”نيسان”. لكن بقي سوق التجزئة وحتى وقت قريب حكراً على الشركات الصينية. وكانت الشركات الأجنبية وحتى 2005 محصورة في عدد قليل من أسهم شركات بيع السيارات. وفي الوقت الذي أحرز فيه عدد قليل من الشركات الآسيوية تقدماً ملحوظاً في سوق بيع السيارات في الصين خلال العقد الماضي مثل لي شينج هونج، تفادت الشركات الأوروبية الكبيرة تلك السوق. واليوم ومع نضوج السوق الصينية ونموها الجاذب، فيمكن لشركات الاستثمار الرائدة أن تتجاوز العقبات المتبقية. ومع هذا الكم الهائل من السكان الذي يبلغ 1,3 مليار نسمة، فلا تزال نسبة ملكية السيارات منخفضة، لكن هُناك احتمال بأن تتضاعف النسبة في غضون الخمس سنوات المقبلة. ويقول جن جوون كيم المدير السابق لشركة ديل والمتوقع لإدارة جراند أوتو في الصين “إذا أدركت شركات بيع السيارات ما تقوم به، فتعتبر السوق الصينية مناسبة للغاية نسبة لضعف منافسة الشركات المحلية”. وتخطط “تي بي جي” التي بدأت استثماراتها في الصين في 2007، لزيادة عدد معارض بيع جراند أوتو من 230 في ديسمبر الماضي، لما بين 500 إلى 600، خلال السنوات المقبلة. عن «وول ستريت جورنال»