السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

واشنطن: استهداف النظام مجدداً إذا استخدم «الكيماوي»

واشنطن: استهداف النظام مجدداً إذا استخدم «الكيماوي»
15 ابريل 2018 01:09
عواصم (وكالات) حذرت الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا من التدخل العسكري مجدداً ضد نظام الأسد في حال وقوع هجوم كيميائي جديد في سوريا، جاء ذلك بعد ساعات على ضربات عسكرية شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا فجر أمس على أهداف للنظام السوري رداً على هجوم كيميائي نفذه النظام في مدينة دوما بالغوطة الشرقية راح ضحيته عشرات المدنيين. وقالت نيكي هيلي، مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، خلال جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي دعت روسيا لعقدها أمس، إن بلادها لن تسمح للحكومة السورية باستخدام الأسلحة الكيماوية مجدداً. وذكرت هيلي أنها تحدثت مع الرئيس دونالد ترامب بعد الضربات ضد منشآت الأسلحة الكيميائية السورية، فقال: «إذا استخدم النظام السوري هذا الغاز السام مجدداً، فإن الولايات المتحدة مستعدة». وقالت إن المجلس فشل إلى حد كبير في واجبه في محاسبة من يستخدم الأسلحة الكيماوية، وقالت إن «هذا الفشل عائد بشكل رئيسي إلى روسيا». بدوره، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أنه سيكون هناك «تدخل عسكري آخر» في حال وقوع هجوم كيميائي جديد في سوريا. وقال لودريان في تصريح صحفي إن «هناك خطاً أحمر لا ينبغي تجاوزه، وفي حال تم تجاوزه مجدداً سيكون هناك تدخل آخر»، مضيفاً «لكنني أعتقد أنه تم تلقينهم درساً». وأكد أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى روسيا في مايو لا تزال على جدول الأعمال. هذا وشنت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا فجر أمس، ضربات عسكرية على أهداف للنظام السوري رداً على هجوم كيميائي في مدينة دوما. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في خطاب توجه به إلى الأمة من البيت الأبيض «تجري عملية عسكرية مشتركة مع فرنسا وبريطانيا»، مضيفاً «أمرت القوات الأميركية المسلحة بتنفيذ ضربات محددة على قدرات الدكتاتور السوري بشار الأسد في مجال الأسلحة الكيميائية». وندد ترامب بـ«وحشية» النظام السوري، كما وجه تحذيراً إلى إيران وروسيا على خلفية صلاتهما بالنظام السوري، داعياً موسكو إلى الكف عن «السير في طريق مظلم»، واعتبر بأن روسيا «أخلت بوعودها في ما يتعلق بأسلحة سوريا الكيميائية». وقال إن «مصير دول المنطقة بين أيدي شعوبها، ولا يمكن لأي تدخل عسكري أميركي وحده أن يقدم سلاماً دائماً». في الوقت ذاته، تردد دوي انفجارات متتالية في العاصمة السورية، وأعلن الإعلام الحكومي السوري بعد وقت قصير أن «الدفاعات الجوية السورية تتصدى للعدوان الأميركي البريطاني الفرنسي على سوريا» حسب وصفها، فيما أفاد شهود عيان بأن سحباً من الدخان تصاعدت في شمال شرق دمشق، وسمع صوت تحليق الطائرات. وبعد أكثر من ساعة على خطاب ترامب، أعلن رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال جو دانفورد انتهاء الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ضد برنامج الأسلحة الكيميائية السوري. وقال الجنرال دانفورد الذي كان موجوداً في مقر وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» إلى جانب وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، إنه ليس هناك في الوقت الحالي خطط لشن عملية عسكرية أخرى. وتابع دانفورد إن حلفاء الولايات المتحدة حرصوا على عدم استهداف القوات الروسية المنتشرة في سوريا. وقال إن روسيا لم تتلق تحذيراً مسبقاً قبل شن تلك الضربات. وقال ماتيس من جهته إن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وجهت «رسالة واضحة» إلى بشار الأسد. وتابع ماتيس خلال مؤتمر صحفي «هذه المرة، ضربنا مع حلفائنا بشكل أقوى، وجهنا رسالة واضحة إلى الأسد ومعاونيه: يجب ألا يرتكبوا هجوماً آخر بالأسلحة الكيميائية لأنهم سيحاسبون». ولم تسجل أي خسائر في صفوف قوات النظام بحسب البنتاغون. في لندن، قالت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي في بيان «لم يكن هناك بديل عن استخدام القوة لمنع النظام السوري من استخدام الأسلحة الكيميائية»، مضيفة «بحثنا في كل الوسائل الدبلوماسية، لكن جهودنا تم إحباطها باستمرار». واتهمت رئيسة الوزراء البريطانية «النظام السوري بأنه لجأ إلى استخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعبه بأبشع وأفظع طريقة»، مشيرة إلى أنه تم اتخاذ القرار بالتدخل العسكري من أجل «حماية الأشخاص الأبرياء في سوريا». وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن 4 من مقاتلاتها من طراز «تورنيدو جي ار 4 اس» شاركت في العملية العسكرية في سوريا. وأكدت الوزارة في بيان أن المقاتلات التي انطلقت من قاعدة «اكروتيري» بقبرص أطلقت عدداً من صواريخ «ستورم شادو» على أهداف قريبة من مدينة حمص. وأوضحت أن الأهداف تشمل قاعدة عسكرية استخدمها النظام السوري لتخزين أسلحة كيميائية. في باريس، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الضربات الفرنسية تقتصر على قدرات النظام السوري في إنتاج واستخدام الأسلحة الكيميائية. وأعلن ماكرون إعطاءه الأوامر للقوات المسلحة الفرنسية للتدخل كجزء من العملية الدولية مع الولايات المتحدة وبريطانيا ضد القدرات الكيماوية السرية للنظام السوري. وقال «لا يمكننا أن نتحمل التساهل في استخدام الأسلحة الكيماوية»، مؤكداً أنه تم تجاوز الخط الأحمر الذي وضعته فرنسا. ولاحقاً، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن الضربات العسكرية قد أصابت كل أهدافها بنجاح. واعتبر المتحدث باسم الوزارة أن الضربات كانت دقيقة وساحقة وفعالة، مضيفاً أنها هدفت إلى إيصال إشارة واضحة إلى نظام الأسد لردعه عن استخدام الأسلحة الكيميائية في المستقبل. وفي السياق، أكد الجيش الروسي أن الضربات العسكرية لم تتسبب بوقوع قتلى بين المدنيين والعسكريين. وصرّح الجنرال سيرغي رودسكوي في مؤتمر صحفي «بحسب المعلومات الأولية، ليست هناك أية ضحية في صفوف المدنيين أو الجيش الروسي». وأوضح الجيش الروسي أن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا أطلقت بالإجمال 103 صواريخ عابرة، منها صواريخ توماهوك، وأن الدفاع الجوي السوري المزود بمنظومات سوفييتية الصنع، قد اعترض 71 منها. وشملت الأهداف التي تم استهدافها مركزاً في دمشق لأبحاث وتطوير وإنتاج واختبار أسلحة كيميائية وبيولوجية ومطار المزة العسكري واللواء 41 قوات خاصة ومواقع قرب الرحيبة بالقلمون الشرقي ومستودعات عسكرية في حمص، وأشار مصدر في المعارضة السورية إلى أن هذه المواقع كان النظام يتوقع استهدافها على قائمة الأهداف الأميركية وقام بإخلائها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©