صندوق خليفة يمول مشروعات إنتاجية تدر دخلاً على مواطنين

خرجت كلمة ''مستحيل'' من قاموس تحقيق الأحلام بالنسبة للكثير من المواطنين المبدعين بعد أن فتح صندوق خليفة لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ذراعيه أمامهم مقدما لهم حلولا تمويلية مكنتهم من استغلال مواهبهم وإقامة مشاريع انتاجية تكون مصدر رزق لهم وتساهم في تنمية الاقتصاد الوطني· واستطاع الكثير من المواطنين، من نساء وشباب، إقامة مشاريع جديدة صغيرة ومتوسطة، أو توسعة مشاريعهم القائمة من خلال ثلاثة برامج يقدمها الصندوق وهي برامج ''بداية'' و''زيادة'' و ''خطوة''، إذ بلغ عدد المشاريع التي تم تمويلها من قبل الصندوق 95 مشروعا لغاية الآن· وكان الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي أمر الشهر الماضي برفع رأس مال صندوق خليفة لدعم وتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة من 300 مليون درهم الى مليار درهم· وتقول ربة المنزل فاطمة المنصوري إنها استطاعت من خلال صندوق خليفة أن تجد بابا للرزق لها ولأبنائها ''اليتامى'' من خلال إنشاء مشغل للتمور· وتورد المنصوري، التي أخذت رخصة ''مبدعة'' من غرفة التجارة قبل ثلاث سنوات، الحلويات المصنوعة من التمور الى المنازل خصوصا في مناسبات الأعراس في الوقت الحالي، وتسعى لتوسيع دائرة عملها لتشمل الفنادق· وتضيف ''أين كنا وأين أصبحنا الآن بعد الدعم الذي قدمه صندوق خليفة''· واستطاعت المنصوري، التي اشتركت في برنامج ''خطوة'' وحصلت على تمويل يبلغ 176 ألف درهم، أن تحصل على المعدات اللازمة للمشغل كجهاز مراقبة التغذية وعلى سيارة لنقل الحلويات، وتصف قرض صندوق خليفة بأنه ميسر وأفضل من القروض المعطاة من قبل البنوك التي تقدم قروضا بفوائد مرتفعة''· وترغب المنصوري في توسعة مشروعها وتم عرض عليها توسعته من خلال إقامة مصنع في إحدى المناطق الصناعية لكنها تفضل توسعته في المنزل لتبقى بجانب أطفالها الخمسة لرعايتهم· وانتقلت المنصوري الى منزل أفضل بعد ان أسست مشروعها لتستطيع في بداية العام المقبل البدء بسداد قيمة القرض بدفعات شهرية· أما أم محمد، فحولت فكرة تصوير المواليد في المستشفيات إلى مشروع بدأ يلقى نجاحا من خلال اشتراكها في برنامج خطوة، إذ تقوم بتصوير المواليد في المستشفيات ووضع الصور في ألبومات من تصميم خاص مميز· ولم تكن تلك الخدمة موجودة في المستشفيات، إذ وجدت أم محمد صعوبة في تقبل المستشفيات لتلك الفكرة لكن مع تدخل الصندوق ودعمه تمكنت أم محمد من الدخول الى المستشفيات وتقديم خدمة التصوير· وتملك أم محمد مكتبا إداريا لهذا المشروع وتعاقدت مع شركة تصميم لتقوم بتصميم ألبومات الصور· ويقدم صندوق خليفة خدمات مساندة من تسهيلات خاصة بالتسويق وبرامج تدريبية وخدمات استشارية في المجالات الإدارية والمحاسبة القانونية وغيرها ومعلومات خاصة بالسوق، إضافة إلى إنهاء كافة إجراءات الترخيص في مكان واحد وحاضنات الأعمال وخدمات تتعلق بتطوير الأعمال· أما هند الشامسي، فاستطاعت إقامة محال ''للجلابيات'' منذ أقل من عام، ويلقى رواجا كبيرا لتحقق دخلا يتراوح من 15 الى 20 ألف درهم شهريا· وتقول ''حققت ربحا لم أكن اتوقعه فأصبح هذا المشروع مصدر دخل إضافي للعائلة إضافة الى دخلها من المزرعة التي تملكها العائلة، وتعلمت الشامسي التسويق والتجارة من خلال هذا المشروع، وتشجع النساء على القيام بمشاريع ممولة من الصندوق· وتعرض الشامسي في محلها، جلابيات من تصميمها الخاص، بألوان وتصاميم مختلفة تتراوح بين القديم والجديد لتناسب كافة الأذواق· أما الدكتور الخليفة الحسيني، وهو طبيب باطني، فقرر الاستفادة من صندوق خليفة من خلال برنامج بداية ليس بهدف الربح بل للعمل الإنساني والتنمية الاجتماعية من خلال إقامة مركز صحي عام يقدم خدمات صحية شاملة ويتخصص في أمراض القلب والحساسية· ويدخل المشروع الآن في مراحله النهائية بعد أن قام الحسيني في البداية بعمل دراسة جدوى وتسليمها للصندوق· ويرغب الحسيني أن يقدم الخدمات الصحية لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن والأطفال· ويدعم صندوق خليفة، الذي تأسس في شهر حزيران (يونيو) العام الماضي، لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتمويل الشباب من خلال ثلاثة برامج وهي برنامج زيادة والذي تم تصميمه لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة القائمة والتي يرغب أصحابها في توسيعها وتنميتها إذ يتم توفير قروض لأصحاب هذه المشاريع بمبلغ يصل الى 5 ملايين درهم كحد أعلى· ويدعم برنامج ''بداية'' المشاريع الصغيرة والمتوسطة الجديدة إذ يتم توفير قروض لأصحاب هذه المشاريع بمبلغ 3 ملايين درهم كحد أقصى· أما برنامج خطوة، فصمم لدعم المشاريع متناهية الصغر إذ يتم توفير قروض لأصحاب هذه المشاريع بحد أعلى يصل الى 250 ألف درهم· ويستهدف المشروع الخريجين الجدد من مواطني الدولة والمتقاعدين من الخدمة المدنية والعسكرية والراغبين في توسيع مشاريعهم الصغيرة والمتوسطة القائمة حاليا وأصحاب المشاريع المنزلية والحرف· ويوفر الصندوق برامج متكاملة وشاملة تلبي احتياجات ومتطلبات المستثمرين أثناء سعيهم لتأسيس أو توسيع النشاط الاستثماري لتهيئة المناخ الاستثماري الملائم وتعزيز قدرات المستثمرين المحتملين· كما يوفر صندوق خليفة برامج تدريبية وتطويرية لدعم موظفين ملتزمين من ذوي الكفاءات العالية وتمكينهم من إنجاز العمل والتميز في أداء الخدمة·