الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمضان عمان.. شعائر روحانية.. وعادات تراثية

رمضان عمان.. شعائر روحانية.. وعادات تراثية
30 أغسطس 2009 22:28
لرمضان نكهة خاصة في حياة كل عماني وينتظرونه بفارغ الصبر وتكثر فيه العبادات والطاعات مثل ما تكثر وجبات الطبخ كما تكثر الزيارات وتواصل الأرحام والأصدقاء. ومن طرق الاحتفال بشهر رمضان في سلطنة عمان إطلاق مدفع الإفطار طلقاته في بعض ولايات السلطنة ويصوم بقية أيام الشهر، ويبقي أذان المغرب وحده معبرا عن موعد الإفطار للصائمين في جميع أنحاء السلطنة. ومن المظاهر الدينية في شهر رمضان في سلطنة عمان، كثرة التردد والتوافد، على بيوت الله المساجد، لأداء جميع الصلوات لوقتها في الجماعات، وإطالة جلسات القرآن الكريم، وحلقات العلم التي تغطي ساحات المساجد وبعض المنازل، كما يشهد شهر رمضان في العادة افتتاح مساجد جديدة في عدد من ولايات السلطنة جاعلين بداية إعمار هذا الشهر المبارك تيمناً وابتهاجاً. ويتجمع الرجال في المساجد لتناول الإفطار معاً، حيث تزدحم ساحات المساجد الخارجية بالعديد من الأطباق المختلفة كما تتجمع النساء في مكان مخصص لهن يجتمعن فيه لتناول وجبة الإفطار في جماعة. تكافل اجتماعي يتميز رمضان في سلطنة عمان بطبيعة حميمية تعبر عن صور جميلة وطيبة من صور التكافل والتضامن الاجتماعي الذي حرصت عليه الشريعة الإسلامية الغراء حيث تستضيف بعض العائلات الثرية أو الأغنياء العديد من الناس من البسطاء، وتتم هذه الموائد الكثيرة طوال شهر رمضان في عدد من المساجد في كل ولاية، حيث توزع أطعمة ومأكولات ومشروبات يتبرع بها الأغنياء، وأهل الخير، وهو ما يعكس صفة الكرم التي تتصف بها الشعوب العربية. ومن الأمور التي تشتهر بها غالبية القبائل في سلطنة عمان تلك المجالس التي يعقدها مشايخ، وزعماء القبائل ويتحدثون فيها في مختلف الأمور الدينية والاجتماعية، كما يلجأون إلى أوقات من السمر يسلون فيها الأطفال، والشباب، ويتسامرون وبصفة خاصة في المساء، وبالتحديد بعد صلاة التراويح التي يحرص عليها الغالبية العظمي من الشباب والكبار على حد سواء في سلطنة عمان. أما في الأندية الرياضية أو مراكز الشباب العمانية فتتحول خلال شهر رمضان الكريم إلى خلية نحل تعج بالنشاط والحيوية، وتمتلئ بالأنشطة الدينية، والثقافية، والروحية، وتعقد فيها الأمسيات الشعرية، كما يلقي فيها الأدباء والشعراء الشباب عددا من قصصهم القصيرة وأشعارهم والتي يتولاها آخرون بالنقد والتحليل من الناحية الفنية. نشاط تجاري تشهد الأسواق العمانية قبل شهر رمضان بأسبوع أو بأسابيع حركة تجارية واسعة ونشاطاً ملحوظاً في كافة الأرجاء، يوحدها دخول الشهر الكريم وما يصاحبه من حركة في الأسواق لشراء الأغذية واحتياجات الصائمين، ومنها ما يطلق عليه في عمان «الأواني الرمضانية» المستخدمة على مائدة الإفطار للفواكه والمشروبات بأنواعها. ويصاحب هذه المناسبة دعم الحكومة لبعض السلع التموينية الضرورية، وعلى رأسها اللحوم، فتقوم بطرح كميات كبيرة من لحوم الأبقار ولحوم الخراف المستوردة والمدعومة، ويتولى عدد من المسؤولين بوزارة البلديات الإقليمية متابعة هذا المشروع في كافة ولايات السلطنة. ويواصل المصلون في العشر الأواخر من رمضان صلاة القيام قبل السحور بالإضافة إلى صلاة التراويح عقب صلاة العشاء. وتزدحم المساجد بالمصلين خلال هاتين الفترتين وتقدم لهم المأكولات والمشروبات الباردة والساخنة والقهوة العمانية التي يقدمها جيران المسجد للمصلين. ويشعر البعض بعد تناول طعام الإفطار، وتأدية الصلوات بالحاجة لبذل المجهود، بعد يوم مليء بالراحة والدعة، فيلجأ البعض إلى السير على الأقدام على طريق الكورنيش أو على امتداد أسواقها القديم المشهورة بالمنسوجات والعطور ولعب الأطفال والمأكولات، فيكون لتجوالهم هدفان، أولهما التجول في الحدائق العامة للتنزه والاستمتاع بالمناظر الخلابة على شاطئ خليج عمان، والثاني التسوق وشراء المستلزمات المختلفة. ومنهم من يكمل يومه بالجلوس والسمر. وفي المساء وتحت الأضواء الكاشفة يمارس الشباب والأطفال ألواناً عديدة من الرياضة مثل كرة القدم والسلة والطائرة، وسباق الجري، والعدو، وغيرها. موائد حافلة تتنافس المطاعم منافسة قوية، في العاصمة العمانية لجذب الصائمين إلى تناول طعام الإفطار الذي تتعدد أنواعه وأسعاره ومنها ما يقدم المأكولات الشامية كالحمص والمسبحة والسبع دول أو المصرية كالكباب والأرز المدسوس (المعمر) الذي يطهى باللبن ومنها المتخصص بالأكلات العمانية. وتحفل المائدة في البيت العماني بأنواع من الأطعمة الشهيرة في شهر رمضان والتي تحرص على تناولها الأسر العمانية «ومنها الثريد» وهو الخبز المرقق المخلوط مع المرق واللحم واللقيمات، وأنواع الأرز العاني «كالقبولي» و»المكبوس» والمحمر والأبيض بالإضافة إلى الشوربات بأنواعها. ويعتمد كثير من العمانيين في فطورهم على التمر والماء إلى جانب بعض الفواكه والخضار والمشروبات الباردة التي تريح الجسم، ومن أهم الفواكه التي تقدم على مائدة الإفطار المانجو والشمام، والجح (البطيخ الأحمر ويعقب الفطور تقديم المشروبات الساخنة مثل الشوربة بالشعير وأيضاً السمن والكستر. وينشد الأطفال في داخلية عمان مجموعة من الأهازيج والأناشيد التي تتناسب مع قدوم الشهر الفضيل، ومن الكلمات الشائعة التي تغنى بها الأولون وتوارثها الأبناء: «رحب رحـــب يا رمضان شهر العبادة شهر الصيام وحله من صلى وصام على نبينا أفضل الصلاة والسلام» وهي من الأناشيد التي يفضلون ترديدها قبيل شهر رمضان بعدة أيام وفي هذا الصدد يقول سعيد بن ربيع المخيني موظف في جهة حكومية: «إن مظاهر، وعادات شهر رمضان في السلطنة تكتسب طبيعة خاصة ومميزة حتى وإن اتفقت أو تشابهت مع غيرها من البلدان العربية والإسلامية في هذه المظاهر والعادات فلدينا المسحراتي في بعض الولايات الذي يوقظ الناس بعد الثانية من منتصف الليل تمهيدا لتجهيز، ثم تناول طعام السحور، ويتكون هذا الطعام من اللبن والأرز، وغيرها من المأكولات، أما طعام الإفطار فيبدأ كالعادة بالتمر ثم يؤكل «الهريس» وهو مكون من القمح، ويؤكل معه اللحم بالأرز، ويلي الإفطار مباشرة تناول أنواع كثيرة من الحلويات مثل «الكراميللا» ويرافقها من الفواكه كل من المانجو والبرتقال والموز والأخيرة فاكهة محببة ومفضلة عند الكثيرين»
المصدر: مسقط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©