الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

درهم ودينار المكتئب والمبتهج

درهم ودينار المكتئب والمبتهج
30 أغسطس 2009 22:28
ما بال هذه الأزمة المالية التي أصابت عالمنا البشري بأكمله.. فالأمور لم تعد كما كانت قبل نحو عام، ويبدو أنها لم تترك شيئا دون أن تأكل منه.. حتى الصدقات والانفاق وأموال الزكاة.. لن تكون مثلما كانت عليه. كلما تحدثت مع أحد من الاصحاب عن أمور الزكاة، بدت عليه علامات غريبة.. بل ربما مفارقات غير عادية، أحدهم ما ان أحدثه حتى أجد عليه الكدر والكآبة.. فقد خسر أمواله في البورصات والمضاربات.. ويبدأ في المقارنة بين عشرات الآلاف من الدراهم التي أخرجها للزكاة في رمضان الماضي، وبين المئات التي سيخرجها في رمضاننا الحالي.. فقد خسر الكثير.. ولم يبق معه إلا القليل. أما صديقي الآخر.. فوجدت علامات البهجة والسرور تعتلي محياه ما ان حدثته عن الزكاة.. فهو ينظر للأمر من منظور آخر.. فيه من حب المال ما فيه.. فهو لن يكون مضطرا لمفارقة ذاك الكم الكبير من الدراهم التي دفعها العام الماضي، بل لن يفارق إلا دراهم معدودة.. وهو أمر يشعره بالارتياح..! وبعيدا عن زكاة الأموال.. دعونا ننظر مجددا إلى تلك الازمة الاقتصادية.. سنجدها لم تقصّر مع أحد.. حتى أنها امتدت إلى عالم كرة القدم والرياضة في كل مكان.. فعشاق الكرة يتابعون تطورات الأحداث في الأندية العالمية المعروفة.. فكم من لاعب كان يساوي عشرات الملايين من الدولارات واليوروهات، لكن قيمته تدنت كثيرا اليوم.. وكم من ناد دفع الكثير في العام الماضي من أجل الحصول على لاعب، لكنه يسعى اليوم إلى «البيع بخسارة»، فقد أصبحت حسابات الأموال أهم من حسابات الفوز والهزيمة. عالمنا اليوم يعيش حالة «انكماش».. ومن الواضح أنه بدأ يتكيف مع وضعه الجديد.. ولا مشكلة في ذلك.. فبعد كل نشاط لا بد من هدوء واسترخاء.. وهو أمر حدث وسيحدث في مختلف الأزمان والعصور.. المهم بالنسبة لي أنه ليس بيننا من يعرف ما الذي سيحدث حتى رمضاننا القادم.. إن كتب الله في العمر بقية.. ولست أدري كيف سيكون حال أصدقائي.. وهل سيكون صاحبي المكتئب مبتسما.. أم سأجد صديقي «محب المال» أكثر بهجةً وسرورا.. حسين الحمادي حسين الحمادي hussain.alhamadi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©