الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بريطانـيا تفاجئ أوروبا وتختار الخروج من «الاتحاد»

25 يونيو 2016 10:46
لندن (وكالات) خرجت بريطانيا أمس، من الاتحاد الأوروبي، محدثة زلزالاً في أوروبا تردد صداه في العالم أجمع. ويشكل الخروج البريطاني ضربة قوية للبناء الذي تأسس قبل ستين عاماً، كما أحدث يوم جمعة أسود في أسواق المال، ودفع برئيس الوزراء ديفيد كاميرون إلى إعلان استقالته. وبموجب النتيجة النهائية صوت 51,9% من الناخبين لمصلحة المغادرة مقابل 48,1 بالمئة عبروا عن تأييدهم للبقاء فيه، في الاستفتاء التاريخي الذي نظم أمس الأول، وبلغت نسبة المشاركة فيه 72,2%. والضحية الأولى للاستفتاء هو ديفيد كاميرون الذي أعلن استقالته، مشيراً إلى أن عملية الخروج من الاتحاد سيقودها رئيس وزراء آخر. وبينت النتائج انقسام المملكة المتحدة إذ صوتت لندن واسكتلندا وايرلندا الشمالية مع البقاء في حين صوت شمال انجلترا وويلز مع المغادرة. وسرعان ما أعلن كاميرون الذي كان وراء قرار تنظيم الاستفتاء، وفي مقدمة حملة البقاء استقالته في تصريح أدلى به أمام مقر الحكومة. وقال، إن «البريطانيين اتخذوا قراراً واضحاً، وأعتقد أن البلاد بحاجة لقائد جديد حتى يسير في هذا الاتجاه»، موضحاً أنه سيبقى في منصبه حتى الخريف إلى حين تعيين من سيخلفه خلال مؤتمر حزب المحافظين في أكتوبر. وفي مؤشر على الانقسام العميق في بريطانيا عبر البريطانيون عن صدمتهم لتأييد الخروج من الاتحاد الذي اتخذ بفارق ضئيل سواء من رحبوا بيوم «الاستقلال» أو من أفزعتهم النتيجة. وبعد حملة مريرة قسمت البلاد على أسس متباينة ومنها كبار السن في مواجهة الشباب وإنجلترا وويلز في مواجهة اسكتلندا وأيرلندا الشمالية ومعاناة سكان شمال إنجلترا من مصاعب اقتصادية مقابل سكان المدن الأغنى في الجنوب. وفي لندن التي صوت سكانها بأغلبية ساحقة لمصلحة البقاء في التكتل الذي انضمت إليه بريطانيا قبل أكثر من 40 عاما بدا التجهم على الكثير من الموظفين الذاهبين لأعمالهم في الحي المالي قلقا على وظائفهم. وقال ستيف جونز «ماذا بعد؟ هذا هو المجهول الأكبر ويبدو الآن قاتما للغاية». وفي مانشستر قالت المتقاعدة جانيت هارتلي التي صوتت لمصلحة الخروج من الاتحاد إن الحملة التي أفضت للاستفتاء كانت فوضوية مشيرة إلى أن السياسيين كانوا يتحدثون «بأمور تافهة» لكنها ترى أن بريطانيا الآن ستكون في وضع أفضل. وحصل المعسكر المؤيد للخروج على دعم ملايين الناخبين الذين يشعرون بالتهميش نتيجة العولمة ويلومون قوانين الهجرة التي فرضها الاتحاد الأوروبي في تدني الأجور والضغط على الخدمات العامة. ورغم التحذير من كارثة اقتصادية تحدث عنها المعسكر المؤيد للبقاء في الاتحاد والمؤسسات الدولية، فضل البريطانيون تصديق الوعود باستعادة استقلاليتهم إزاء بروكسل ووقف الهجرة من دول الاتحاد الأوروبي، والتي كانت المواضيع الرئيسية في الحملة المضادة. وهكذا انسحبوا من مشروع رأوا فيه بشكل أساسي سوقاً موحدة كبرى، لكن دون الانخراط في المشروع السياسي. وقال البروفسور ايان بيج من «لندن سكول اوف ايكونوميكس» إن العاطفة هي التي غلبت. ويشكل قرار البريطانيين تنكراً للاتحاد الذي يعاني أزمة الهجرة والتباطؤ الاقتصادي. وتطرح استقالة كاميرون تكهنات حول خليفته، بعد أن دار الحديث عن تطلع زعيم حملة الخروج المحافظ بوريس جونسون رئيس بلدية لندن السابق للمنصب. ولدى خروج جونسون من منزله استقبله حشد من نحو مئة شخص من مؤيدي البقاء بهتافات «أحمق». وقال لاحقاً للصحفيين، إن الخروج من الاتحاد الأوروبي يجب أن يحدث «من دون استعجال». وقال زعيم حزب «يوكيب» المناهض لأوروبا نايجل فاراج إنه بدأ «يحلم ببريطانيا مستقلة»، مؤكداً أن النتيجة تشكل «انتصاراً للناس الحقيقيين والناس العاديين». ودعا فاراج إلى العمل فوراً على تشكيل حكومة تعكس تطلعات معسكر«الخروج». واستقبل أنصار «تحرير» بريطانيا من اتحاد أوروبي «يحتضر»، بفرح كبير نتائج الاستفتاء، مؤكدين أنه «يوم استقلالنا». وقالت جورجينا ثوبرون، الناشطة في حزب الاستقلال (يوكيب) ومديرة شركة، «قمنا بحملة طويلة. قلة من الذين التقيتهم يؤيدون البقاء. لا يمكن تصور إلى أي درجة ضاق ذرع الناس بالاتحاد الأوروبي». وكانت الأمسية في هذا المبنى البسيط القريب من ويستمينستر، مقر البرلمان البريطاني، بدأت بهدوء، خصوصا بعدما أبدى زعيم حزب الاستقلال نايجل فاراج تشاؤمه في فرص تأييد الخروج من الاتحاد بعد إقفال صناديق الاقتراع. لكن مع إعلان النتائج تدريجيا، تحسنت الأجواء إلى أن أصبحت حامية جدا مع إعلان نتائج التصويت في باسلدون، إحدى دوائر لندن الكبرى. وفتح المؤيدون زجاجات شمبانيا بينما اقترح آخرون قطع كعكة بشكل زجاجة شمبانيا أعدت للمناسبة وزينت بألوان العلم البريطاني. وأكد فاراج بحماس «الاتحاد الأوروبي انتهى، الاتحاد الأوروبي مات» وسط تصفيق مؤيديه الذين عبروا عن غبطة عارمة عندما أعلنت «بي بي سي» فوز الخروج من الاتحاد. ومن جانبه، قال حزب «شين فين» القومي الايرلندي إن الحكومة البريطانية خسرت «أي تفويض» لتمثيل مصالح الشعب في إيرلندا الشمالية بعد أن اختار البريطانيون الانسحاب من الاتحاد. وقال ديكلان كيرني رئيس الحزب إن الاستفتاء أسفر عن «أصوات إنجليزية أسقطت رغبة الشعب هنا في شمال إيرلندا حيث صوت الجمهوريون والوحدويون والكاثوليك والبروتستانت لمصلحة البقاء». محمد بن راشد: نحترم خيارات الشعب البريطاني وملتزمون بعلاقات قوية مع المملكة المتحدة أبوظبي (الاتحاد) قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في تغريدات عبر موقعه في «تويتر» «مع التصويت البريطاني للخروج من الاتحاد الأوروبي، نؤكد احترامنا لخيارات الشعب البريطاني تجاه علاقته مع الاتحاد الأوروبي»، وأضاف سموه «كما نؤكد التزامنا بتطوير علاقاتنا التاريخية القوية سياسياً واقتصادياً مع المملكة المتحدة والتي استمرت تنمو بقوة على مدار العقود الأربعة الماضية». ونشر سموه على حسابه الرسمي في «انستجرام» صورة تجمعه مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وملكة بريطانيا إليزابيث الثانية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©