طرابلس : قائد الطائرة المنكوبة لم يبلغ عن أي خلل تقني

أعلن رئيس لجنة التحقيق في حادث تحطم الطائرة التابعة للخطوط الأفريقية في ليبيا أمس، أن قائد الطائرة المنكوبة لم يبلغ عن أي خلل فني في الطائرة قبل تحطمها ومقتل 103 أشخاص كانوا على متنها، بينما أفادت وزارة الخارجية الهولندية أن الطفل الوحيد الناجي من الكارثة والبالغ 9 أعوام، سيعود إلى أمستردام اليوم. وفيما عاد سيف الإسلام القذافي النجل الأكبر للزعيم الليبي الصبي الهولندي أمس، نقل عن الطفل في قوله إنه «بخير» في وقت طالبت هولندا بوضع قيود على الاتصال به وذلك في أعقاب تزايد الانتقادات لقيام صحيفة بإجراء مقابلة هاتفية مع الناجي الوحيد من الحادث. وذكر ناجي ضو رئيس لجنة التحقيق في تصريح صحفي أن «الطيار لم يبلغ بأي خلل. لآخر لحظة كانت المكالمة بين برج المراقبة والطيار عادية ولم يبلغ بأي خلل». وأضاف «كل ما استطيع تأكيده الآن هو أن الطائرة ارتطمت بالأرض» قبل أن تصل إلى المدرج، موضحاً أن المحققين «منفتحون على كل الخيارات». وتضم لجنة التحقيق خصوصاً خبيرين فرنسيين من مكتب التحقيق والتحليل و5 موظفين من شركة الصناعات الجوية «إيرباص» إلى جانب محققين ليبيين ومن جنوب أفريقيا ومراقبين هولنديين اثنين. وقال ضو إن «لجان تحقيق أجنبية أو عالمية تشارك» في التحقيق، موضحاً أن «خبراء من الولايات المتحدة سيصلون في غضون ساعات لأن المحرك والجهاز المنظم داخل الطائرة من صنع أميركي». وكان رئيس مجلس إدارة شركة «الأفريقية» الليبية صبري شادي أعلن أمس الأول، أن النتائج النهائية للتحقيق لن تعرف «قبل عدة أيام وربما بضعة أاسابيع». واستبعدت ليبيا فرضية العمل الإرهابي في تحطم الطائرة التي كانت قادمة من جوهانسبورج وتحطمت صباح الأربعاء الماضي. وأكدت شركة الطيران «الأفريقية» أن الطيار كان يتمتع بخبرة جيدة جداً وكان «من بين أفضل طياري الشركة». من جهة أخرى، أفاد الصديق بن دلة طبيب الصبي الهولندي الناجي الوحيد من الكارثة، أن «حالته الصحية جيدة ومستقرة»، موضحاً أنه ستتم إعادته إلى بلده «السبت أو الأحد». وكان مسؤول طبي ليبي صرح أن عمة الصبي الهولندي وخاله زاراه في المستشفى بعدما حضرا خصيصاً لهذه الغاية من هولندا. وقال الطبيب رداً على أسئلة التلفزيون الليبي الذي بث صوراً للطفل في المستشفى إن «الطفل خضع لعدة عمليات في ساقيه ويعاني من كسور بسيطة وأخرى مركبة». وأكد الصديق بن دلة الذي أجرى العملية أن حالة الطفل «جيدة ويتعافى وبدأ يتكلم وطلب الأكل». لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الهولندية كرستوف برمسبيرجر أكد أمس أن الطفل الذي يدعى روبن وعرفته التقارير الإعلامية بأنه يدعى روبن فان اشوت، سيعود إلى هولندا اليوم على متن طائرة برفقة عمته وخاله والطبيب الذي يشرف على علاجه رافضاً تحديد الجهة التي ستهبط فيها الطائرة. وذكر المتحدث أنه وبناء على طلب من أسرة الطفل، فإن المطار الذي ستهبط فيه الطائرة سيبقي طي السرية وأنه لن يسمح لوسائل الإعلام بتغطية الحدث. وكانت وكالة الأنباء الجماهيرية الليبية أفادت أن «رئيس مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية سيف الإسلام القذافي قام بعيادة الطفل الهولندي روبن فان اشوت الناجي الوحيد في حادث تحطم طائرة الخطوط الأفريقية». وأضافت أن سيف الإسلام «وقف خلال هذه الزيارة على الحالة الصحية للطفل الهولندي والرعاية والعناية الكاملة التي يتلقاها من الأطباء الليبيين». والصبي من مدينة تيلبورغ جنوب هولندا، كان عائداً من رحلة سفاري مع والديه وشقيقه البالغ من العمر أحد عشر عاماً عندما وقع الحادث بحسب ما نقلت الصحف الهولندية. وأفادت صحيفة «تلجراف» الهولندية أن أحد صحافييها تحادث هاتفياً مع الصبي روبن الذي لم يعرف بعد بمقتل والديه وشقيقه. وقال الطفل للصحفي مستخدماً الهاتف المحمول لأحد الأطباء «أنا لا أعرف كيف وصلت إلى هنا» كما روى بعض التفاصيل عن رحلته مع عائلته إلى جنوب أفريقيا. وتابع الصبي «أنا بحالة جيدة لكن رجلي تؤلمانني كثيراً». وقال متحدث الهولندي إنه لا يصح أن يدخل الصحفيون والمصورون إلى حجرة الطفل روبن في المستشفى. وطلبت السفارة الهولندية في طرابلس من المستشفى عدم السماح لأي شخص بالدخول لغرفة الطفل باستثناء الطاقم الطبي الضروري وأقارب الطفل. ونشرت الشركة الليبية أمس، على موقعها على الإنترنت لائحة بأسماء الضحايا وهم 67 هولندياً و13 جنوب أفريقياً و13 ليبياً و4 بلجيكيين ونمسويان وألماني وبريطاني وفرنسية وشخص من زيمبابوي. وأوضحت الشركة أن جنسية راكب واحد لم تعرف بعد. وكانت هولندا أعلنت أمس الأول وجود 70 هولندياً على متن الطائرة.