الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إدارة أوباما تحت ضغط «الوقت» في أفغانستان

إدارة أوباما تحت ضغط «الوقت» في أفغانستان
30 أغسطس 2009 22:31
تسابق إدارة أوباما الوقت من أجل تحقيق تقدم واضح في حربها المتعثرة في أفغانستان، و ذلك إدراكاً منها بأن لديها من الوقت حتى موسم الصيف المقبل للمحافظة على الدعم الشعبي الأميركي للحرب، إضافة إلى كسب المزيد من الوقت للجيش والاستراتيجية الدبلوماسية على أمل إنقاذ مصير الحرب التي استمرت لثمانية أعوام متواصلة. غير أن التحدي الأفغاني يبدو أكثر صعوبة في وجه المكاسب الميدانية التي حققتها حركة «طالبان»، وارتفاع عدد القتلى من الجنود الأميركيين، وضعف الحكومة الأفغانية التي يزداد النظر إليها من قبل الأفغان باعتبارها حكومة «فاسدة». وإلى ذلك كله يزداد شعور كبار المسؤولين العسكريين بأهمية بدء الجهود العسكرية من نقطة الصفر مجدداً هناك، على رغم مرور ثماني سنوات على اندلاع الحرب. كما يرى الاستراتيجيون العسكريون ضرورة إحداث تحول كبير في مسار الحرب. ففي حال العجز عن إظهار الأثر الإيجابي الواضح للخطط العسكرية الجديدة التي تبنتها الإدارة فلن يتسنى للقوات المقاتلة هناك الحصول على المزيد من تعزيزات الجنود الميدانية، على حد رأي المسؤولين والمستشارين العسكريين الأميركيين. وذلك هو ما أكده «ستيفن بايدل» الخبير العسكري الذي يعمل مستشاراً للعمليات التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان بقوله: إن من أهم ما يجب القيام به خلال المدة التي تتراوح بين 12-15 شهراً المقبلة هو إقناع القاعدة الشعبية الأميركية المتشككة في جدوى الحرب، بأن لدى بلادها استراتيجية عسكرية قابلة للتنفيذ، ويمكن تحقيق أهدافها، مع إبراز الدليل الواضح لها بإمكانية نجاح هذه الاستراتيجية. وقد أكد الرأي نفسه عدد من المسؤولين العسكريين والدبلوماسيين الذين تناولوا الحديث عن أهداف الإدارة والجدول الزمني الذي فرضته على نفسها، خلال لقاءات صحفية أجريت معهم في كل من واشنطن وكابول. وقد تحدث غالبية هؤلاء، شريطة عدم الكشف عن هوياتهم لكونهم غير مصرح لهم بالتعليق العلني حول مسار الحرب الدائرة في أفغانستان. غير أن وزير الدفاع «روبرت جيتس» صرح للمرة الأولى علناً خلال لقاء صحفي أجري معه الشهر الماضي عن مدى الحاجة لتحقيق تقدم واضح في الحرب بحلول العام المقبل. ومنذ ذلك التصريح تمحورت أهداف الإدارة حول الجهود الدبلوماسية الدولية التي تبذلها الإدارة هناك، إلى جانب برنامج مساعداتها للحكومة الأفغانية، فضلا عن بلورة استراتيجيتها العملياتية الهادفة إلى مكافحة تمرد «طالبان». وعلى خلاف ما كان عليه الحال في إدارة بوش السابقة، التي ازدادت فيها حدة الصراعات الداخلية، خاصة من قبل وزير دفاعها دونالد رامسفيلد الذي يكاد يكون قد خاض عراكاً مع كل وزير من أعضاء الحكومة، لاسيما مع طاقم وزارة الخارجية، فإن من الواضح أن التقييم الذي توصل إليه «روبرت جيتس» في ظل الإدارة الجديدة، يكاد يوافقه عليه كل فرد من أفراد طاقم إدارة أوباما. فسواء في البيت الأبيض أم في وزارة الخارجية وغيرهما، يسود الاعتقاد بين المسؤولين بضرورة تحقيق تقدم واضح وسريع وملموس في مجالات رئيسية من الحرب الأفغانية. فإلى جانب أهمية وقف التقدم الميداني لمقاتلي «طالبان» ودحرهم، مصحوباً بتعزيز الحكومة المركزية في كابول، فإن المتوقع هو أن يصارع المسؤولون الأميركيون من أجل الحفاظ على وحدة وتماسك قوات حلف «الناتو» في ذات الوقت الذي تجري فيه إعادة نشر الجنود بغية تعزيز المكاسب الميدانية التي تتحقق، لاسيما في الجزء الشرقي من البلاد القريب من الحدود الباكستانية. كما تشمل أهداف الإدارة هناك استئصال شأفة ممارسات الفساد الحكومي، وتحسين مستوى أداء القوات الأمنية الوطنية، خاصة قوات الشرطة، إلى جانب الحد من معدلات العنف بتكثيف الحملات وتوجيه الضربات الموجعة للمتمردين. ويمكن القول جزئياً إن في تفكير وتخطيط الإدارة ما يعكس تنامي ضيق الليبراليين «الديمقراطيين» من هذه الحرب وتزايد تشكيكهم في جدواها. ومن بين هؤلاء دعا السيناتور راسل فاينجولد، من ولاية ويسكونسن، الإدارة الحالية إلى تبني جدول زمني مرن لبدء انسحاب قواتها من أفغانستان، بينما حذر زميله «ديفيد أوبي» رئيس لجنة المخصصات المالية بمجلس النواب من احتمال خفض تمويل الحرب بحلول موسم الربيع المقبل ما لم يحدث تقدم ملموس في سير الحرب وتحقيق أهدافها. وقال مسؤول رفيع المستوى في الإدارة إن تحذير «أوبي» يمثل مؤشراً بالغ الأهمية بالنسبة للإدارة. وفي الوقت نفسه يزداد الشعور في أوساط القادة العسكريين وكبار الجنرالات المسؤولين عن قيادة العمليات الميدانية بضرورة تبني الإدارة لاستراتيجية مختلفة تماماً لحربها الدائرة في أفغانستان. وهذا ما يراه أحد كبار الضباط أو المستشار الأول للجنرال «ستانلي ماكريستال»، الذي تم تعيينه للتو قائداً عاماً للجيش الأميركي في أفغانستان. ومن المتوقع أن يقدم الجنرال ماكريستال تقريره الأولي عن الوضع الميداني في أفغانستان إلى مسؤولي البنتاجون في مطلع شهر سبتمبر المقبل، على أن تعلن أهم الاستنتاجات التي توصل إليها خلال الشهر نفسه. بول ريشتر وجوليان بارنيس- أفغانستان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©