الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أين كنيدي «الجمهوريين»؟

30 أغسطس 2009 22:31
من المؤكد أننا سنفتقد كثيراً صوت السيناتور الراحل إدوارد كنيدي وقدراته القيادية، وخاصة في الجهود المبذولة الآن لتمرير تشريع إصلاح الرعاية الصحية. ولكن حين يدعي الجمهوريون افتقار الحزب الديمقراطي لأي شخصية تسد الفراغ الذي خلفه السيناتور الراحل، عندما يتعلق الأمر بتقديم التنازلات الثنائية الحزبية اللازمة لتمرير قانون الرعاية الصحية أو غيره من القضايا التي تتطلب إبرام صفقات ثنائية حزبية، فهؤلاء إنما يفوتهم -أو ربما يتعمدون- عدم الاستفادة من الدرس القيادي الذي يمكن تعلمه من السيناتور كنيدي. وفي الحقيقة أن السيناتور «ماكس باكوس» رئيس لجنة التمويل بمجلس الشيوخ، أمضى شهوراً من أجل التوصل إلى إجماع ثنائي حزبي على القانون في مجلس الشيوخ مدعوماً في ذلك الجهد من قبل البيت الأبيض. ولكن المشكلة أن الجمهوريين لا يزالون يفتقرون إلى الإرادة والشجاعة واستقلالية الرأي والمواقف التي تمكنهم من إبرام صفقة اتفاق على مسودة هذا القانون. فالملاحظ أن زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ «ميتش ماكونيل» لم يدخر جهداً في وضع حد للمفاوضات الجارية بشأن الاتفاق على مشروع القانون. وفيما يبدو فهو على اتفاق تام مع رأي وتقييم «جيم دومينت» القائل إن في وسع قانون إصلاح الرعاية الصحية أن يكون بمثابة معركة «واترلو» بالنسبة للرئيس أوباما. وعليه فإنها فرصة ثمينة لابد من اغتنامها وإلحاق هزيمة سياسية ساحقة به. أما القيادي الجمهوري «تشك جراسلي» فقد بدأ يتحدث مؤخراً عن استعداده للتوقيع على صيغة تنازل ثنائي حزبي بشرط واحد، ألا وهو ضمان موافقة اجتماع حزبه العام عليها. وكما نرى فإن المشكلة ليست غياب بديل في صفوف الديمقراطيين يتمتع بذات القدرات التي تحقق التنازلات والثنائية الحزبية التي تتطلبها قضايا الأمة الكبرى. بل إن المشكلة في واقع الأمر هي غياب قيادي شبيه بالسيناتور الراحل ومواصفاته التي تحدثنا عنها في صفوف الحزب الجمهوري، خاصة فيما يتعلق بالاتفاق الثنائي الحزبي المطلوب على قانون الرعاية الصحية. وبعبارة أدق فإن الغائب في صفوف الجمهوريين هو تلك القيادة الشجاعة التي جسدها السيناتور الراحل كنيدي، التي مكنته من إجازة عدد من التشريعات المثيرة للخلافات في ظل إدارة بوش. فعلى سبيل المثال لم يتحول مشروع قانون «التعليم لكل طفل أميركي» إلى تشريع سارٍ إلا بفضل موافقة السيناتور كنيدي على دعم المبادرة التعليمية الوحيدة التي تبنتها إدارة بوش على رغم المعارضة القوية التي واجهها من قبل عدد لا يستهان به من أعضاء الاجتماع الديمقراطي العام وكذلك شخصيات بارزة في المؤسسة الديمقراطية. وقد بنى هؤلاء معارضتهم لمشروع القانون على الاعتقاد بخطأ المبادرة نفسها لأنها بنيت على أساس سياسي ضعيف أصلا. ولكن على رغم تلك المعارضة كان رأي كنيدي هو أن المبادرة تستحق الدعم والمساندة من جانبه. كما تردد الديمقراطيون أيضاً في دعم مشروع فوائد الوصفات الطبية عبر Medicare، اعتقاداً منهم بأن القانون لا يوفر المكاسب التي يعد بها حقيقة. وهنا أيضاً كان رأي السيناتور كنيدي أن شيئاً أفضل من لا شيء، على رغم أن مشروع القانون ينص على أن يشتري كبار الموظفين تغطيتهم الصحية من الشركات الخاصة، بينما تمتنع Medicare عن التفاوض مع الشركات الدوائية بخصوص أفضل الأسعار الممكنة. وبفضل قدراته القيادية وتساميه الحزبي، ساهم كنيدي في نصرة خصمه بوش، بدلا من أن يدفع به إلى هزيمة واترلو، إيماناً بأن خدمة الصالح العام الأميركي أولى وأكثر أهمية من المماحكات السياسية الحزبية قصيرة الأجل. وهذا النموذج هو ما يفتقر إليه الجمهوريون في صفوفهم ومواقفهم الحالية من قانون إصلاح الرعاية الصحية. جيف جارين خبير استطلاعات رأي واستراتيجي «ديمقراطي» ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©