الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

نجاة مكي تلون هواجس الأنثى بالأزرق والأخضر

نجاة مكي تلون هواجس الأنثى بالأزرق والأخضر
30 أغسطس 2009 22:31
احتضنت جمعية الإمارات للفنون التشكيلية مساء أمس الأول في مقرها الرئيسي بمنطقة الشارقة القديمة معرض الدكتورة الفنانة نجاة مكي. وضم المعرض خمسين لوحة شكلت في مجملها امتدادا لتجربة مكي في استنطاق هواجس المرأة المغيبة والمقصية من خلال لغة لونية متوهجة ومتمردة على هذا الإقصاء والنفي. افتتحت المعرض آمنة الناخي مدير إذاعة وتلفزيون الشارقة وحضره خليل عبدالواحد رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفنون التشكيلية وهند درويش مدير متحف الشارقة للفن المعاصر وجمع من الفنانين والنقاد والمهتمين. وصرحت آمنة الناخي ل «لاتحاد» بأن هذا المعرض يعبر عن حوار لوني شيق يجمع بين التراث والحداثة وبين القديم والمعاصر، كما أن ملامح التراث الإماراتي الذي يكاد يختفي من حياتنا كانت حاضرة ومتجسدة في لوحات الفنانة مكي من خلال استجلاب عوالم الأنثى وطفولتها وذكرياتها الموزعة على لون البحر واستقبال شهر رمضان واحتفالات العيد وسط تمازجات لونية رائعة ومدهشة أحيت هذه الحقبة الجميلة والمنسية في حياتنا « من جهتها قالت الفنانة نجاة مكي لـ «لاتحاد»، « هذا المعرض هو امتداد لمعارض سابقة دأبت عل إقامتها في شهر رمضان نظرا لما يحمله هذا الشهر من قيمة روحية خاصة، ومن تجليات داخلية وانتباهات فنية ولونية وتشكيلية متفردة». وفي سؤال عن عدم وضعها عنوانا للمعرض .. قالت مكي « أردته أن يكون عنوانا خفيا ومفتوحا في ذات الوقت على كل التأويلات، وهو على العموم معرض أقمته للتواصل مع الفنانين والنقاد وإقامة حوارات تبحث وتنقب في إشكالياتنا وهمومنا الفنية» وتضيف « اخترت جمعية الإمارات للفنون التشكيلية لعرض أعمالي الأخيرة كنوع من الولاء لهذا المكان الذي احتضن انطلاقاتنا وتجاربنا الأولى في عالم الفن الواسع والمتجدد». وعن جديد معرضها الحالي قالت « أردت أن أخوض تجربة مختلفة مع اللونين الأخضر والأزرق والبحث عن طاقات جديدة لهذين اللونين لم أكن قد عثرت عليها في أعمالي السابقة، بالإضافة إلى ذلك أردت في المعرض أن أجابه تحديات اللون الفوسفوري وما يمكن أن يضيفه هذا اللون من فضاء مختلف لتجربتي». وشهد المعرض إقامة جلسة نقاشية حول الأعمال الأخيرة للدكتورة نجاة مكي وحول تجربتها الفنية بشكل عام، كما تطرقت الجلسة للقضايا والإشكاليات الفنية المختلفة. الدكتور عمر عبدالعزيز كان أول المتحدثين في الجلسة حيث أشار إلى وجود نوع من الموسيقا البصرية في أعمال نجاة مكي وهذه الموسيقا معززة بقدرة الفنانة على الاشتغال البصري والجسدي واللوني وما يرافقها من تجليات زخرفية وشكلية تبوح بلغة تعبيرية وتجريدية في آن واحد. وأكد الدكتور عمر بأن أعمال مكي الأخيرة تأثرت بدراستها لفنون وأسرار صك العملات في التاريخ القديم ما دفعها لاستقراء هذه التميمة السحرية والاشتغال على دوائر الوجود والترسيخ للأسلوبية في إطار من التحول المستمر. وتحدث الدكتور صالح هويدي عن الثيمات الجديدة التي قدمتها نجاة مكي في معرضها الحالي من خلال تصوير النساء الوحيدات والمستوحشات بقامات طويلة وعالية تقفز فوق حاجز المباشرة والوضوح وتخاطب المتلقي بلغة تعبيرية ومجردة. وسردت الشاعرة والقاصة صالحة غابش جانبا من التجربة الكتابية واللونية التي جمعتها بالفنانة نجاة مكي أثناء اشتغالهما في ورشة فنية في القاهرة تضمنت مشروعا أطلقا عليه اسم « بثينة» إشارة إلى بثينة بنت المعتمد بن عباد التي ضاعت في شوارع الأندلس وتحولت إلى رمز للمرأة التي تبحث عن ذاتها بدءا من التاريخ القديم وحتى الآن. أما الفنان الدكتور محمد يوسف فأشار إلى التحول الأشبه بالتمرد في تجربة الفنانة مكي وذلك عندما هجرت فن النحت الذي درسته أكاديميا وتحولت كليا إلى اللوحة واللون. وأشار يوسف إلى أن أعمال مكي أشبه بالدراما اللونية لوجود زخم من الشخوص الغامضين في لوحاتها، شخوص ذات ملامح نسوية ضائعة تذهب نحو أبعاد رمزية حول فكرة المقاومة الذاتية للمرأة الضعيفة حتى ولو كان ذلك من خلال الصمت والتخفي وسط عاصفة من الألوان والظلال والزخارف المشعة.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©