السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

هيتو: الحكومة المؤقتة ستقيم في 100 ألف كلم مربع «محررة»

هيتو: الحكومة المؤقتة ستقيم في 100 ألف كلم مربع «محررة»
21 مارس 2013 17:35
أكد غسان هيتو رئيس الحكومة المؤقتة للمعارضة السورية، بدء وضع برنامج وخطة للحكومة المرتقبة، لافتاً إلى ضرورة تقليل عدد الحقائب الوزارية، لأن التركيز سيكون على خدمة المواطن السوري في المناطق «المحررة» بالداخل. واعتبر ذلك «الواجب الأول»، بما يمثل عاملاً في تقوية الحاضنة الاجتماعية للثورة. وأوضح هيتو في أول لقاء صحفي له خص به وكالة أنباء الأناضول التركية أمس، أن الائتلاف الوطني يمثل مرجعية الحكومة المؤقتة، وهو من يصادق على الحقائب ومن يشغلها وبرنامج الوزارة وميزانيتها، كما أنه سيراقب عمل الحكومة ودرجة تنفيذها للبرنامج. ولفت رئيس الحكومة المعارضة إلى أن الخطة العامة لإدارته هي التوجه إلى الداخل، ما يعني التواصل مع كافة الأطياف السياسية والاجتماعية، ومع الجهاز العسكري والكتائب وتشكيلات المعارضة الأخرى، مشدداً على أن الخطة لن تنجح إلا بالتواصل مع جميع شرائح المجتمع. وعن مقر الحكومة بالداخل السوري، أفاد هيتو أن هناك نحو 100 ألف كيلومتر مربع محرر لاختيار مكان منها، وسيتم الكشف عن المكان لاحقاً، مع السعي قدر الإمكان لتجاوز الخطر وتجنبه، وقد يساعد الخبراء العسكريون في تحديد الموقع الملائم. كما شدد هيتو على أن الحكومة المؤقتة ستنطلق من التأكيد على مبدأ وحدة سوريا أرضاً وشعباً، لكن هذا لايمنع أن تبدأ عملها من المناطق المحررة، كخطوة مبدئية، لافتاً إلى أن الحكومة لها أهداف عديدة، أولها وأهمها إسقاط النظام، ومن ثم يصبح مجال عمل هذه الحكومة في كامل سوريا، مشدداً على أنها ستحارب التجزئة، وأي شكل من أشكال التقسيم. وعن آفاق الحل السياسي للأزمة، قال هيتو «كما أكد الائتلاف دائماً، المعارضة ليست ضد أي حوار، وتفضل أن يكون الحل سياسياً، ولكن ليس مع هذا النظام، الذي رفض الحوار مع إصراره على القتل اليومي بالصواريخ القصف، ما يدل بشكل قاطع على أنه رافض للحوار». إلى ذلك أعلنت 12 شخصية رئيسية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية تعليق عضويتها في الائتلاف غداة انتخاب غسان هيتو أول رئيس لحكومة سورية مؤقتة، منوط بها إدارة المناطق الخاضعة لسيطرة المقاتلين المناهضين للنظام الحاكم في دمشق، ومن بينهم سهير الأتاسي نائبة رئيس الائتلاف ووليد البني المتحدث باسمه، فيما تحدثت مصادر مطلعة عن أن شخصيات أخرى تعتزم اتخاذ الموقف نفسه في وقت لاحق. ويأتي قرار تلك الشخصيات وسط خلاف مرير بشأن انتخاب هيتو رئيساً لحكومة المعارضة. ومن بين الشخصيات الأخرى التي أعلنت «تجميد» عضويتها في الائتلاف كمال اللبواني ومروان حاج رفاعي ويحيى الكردي وأحمد العاصي الجربا، فيما توقعت مصادر انشقاق عدد آخر من أعضاء الائتلاف. ورغم أن تلك الشخصيات أوردت أسباباً مختلفة لقرار الانشقاق عن الائتلاف، إلا أن بعضهم أعرب عن معارضته لانتخاب هيتو والطريقة التي انتخب بها. وقال اللبواني لفرانس برس إن «الائتلاف هو هيئة غير منتخبة، ولذلك فليس له الحق في اختيار رئيس وزراء على أساس حصوله على تصويت الأغلبية. كان يجب أن يتم ذلك بالتوافق». وانتخب هيتو رئساً للحكومة المعارضة المؤقتة في اسطنبول فجر أمس الأول بحصوله على 35 صوتاً من ضمن 50 مقترعاً من أعضاء الائتلاف حضروا التصويت، وذلك بعد 14 ساعة من المشاورات، فيما انسحب بعض الأعضاء المعارضين له قبل إجراء عملية الاقتراع. وأضاف اللبواني «نحن أعضاء الائتلاف لم يتم انتخابنا كممثلين للشعب السوري. لذلك، فإن هيتو لا يمثل إلا الـ 35 عضواً الذين صوتوا له. هذه الحكومة ما هي إلا هدية لنظام الرئيس بشار الأسد». وأوضح البني «القضية الجوهرية هي التوقيت والأسلوب الذي جرى فيه الاقتراع. الائتلاف دفع باتجاه الحصول على أغلبية ميكانيكية من مجموعة غير منتخبة». وأضاف «كل واحد منا لديه أسباب لتجميد عضويته. وسنصدر بياناً يمثلنا جميعاً قريباً». وأعلنت الأتاسي قرارها على صفحتها على موقع فيسبوك، قائلة «لأنني مواطنة سورية، فإنني أرفض أن أكون رعية ولا زينة. أعلن تجميد عضويتي في الائتلاف الوطني». ولم يتسن الاتصال بالأتاسي أمس، للحصول على تعليق على ذلك. وكانت الأتاسي، الناشطة العلمانية، قد حصلت على الإشادة لدورها الرئيسي في الائتلاف عند تشكيله في الدوحة في نوفمبر الماضي، وسط مخاوف من هيمنة الرجال والإسلاميين عليه. ويتوقع أن يشكل هيتو، المدير السابق في تكنولوجيا المعلومات، حكومة من التكنوقراط ستنتقل إلى داخل سوريا في محاولة إلى فرض النظام وتقديم الخدمات لمناطق واسعة يسيطر عليها المعارضون المسلحون. من جهتها، شنت صحيفتا «تشرين» السورية الرسمية و«الوطن» المقربة من النظام الحاكم أمس، هجوماً لاذعاً على رئيس حكومة المعارضة معتبرة أنه «أميركي من أصل سوري» و«عين» بدعم تركيا وقطر. وقالت الوطن «بعد خلافات على المناصب استمرت لأشهر، نجحت جماعة الإخوان المسلمين مدعومة من العثمانيين (تركيا) وقطر في تعيين الأميركي من أصل سوري غسان هيتو لرئاسة حكومة مؤقتة (بلا وزراء)، لإدارة ما يسمى بالمناطق المحررة التي لا يزال السوريون يجهلون مكانها». وتابعت «إنه شخص تم إسقاطه بالمظلة ولا يعرف شيئاً عن سوريا التي غادرها بعمر الـ17 هارباً من أداء واجبه الوطني في الخدمة العسكرية». كما اعتبرت «تشرين» أن الاجتماع عقد «ليوزعوا (المعارضون) الأدوار من جديد وفق الرؤية القطرية»، معتبرة أن الدوحة «تدفع فواتير السفر والإقامة في الفنادق التي تفوح منها رائحة التآمر». وأضافت الصحيفة أن «حكومة الائتلاف مولودة من خاصرة التآمر التي لا تستطيع أن تفعل شيئاً إلا التغطية على أعمال الإرهابيين فوق الأراضي السورية»، في إشارة إلى مقاتلي المعارضة. كما اعتبرت «الوطن» أنه لم تمر ساعات على انتخاب رئيس الحكومة «حتى بدأت مساعي هيتو الهادفة إلى زيادة العنف في سوريا وإطالة أمده، بإعلانه رفض أي حوار لحل الأزمة بشكل سلمي ومطالبته بدعم المسلحين (مالياً وعسكرياً)». وكان هيتو قال في خطاب ألقاه بعد ساعات من انتخابه «لا يمكن لأي قوة في العالم أن تفرض على شعبنا خيارات لا يرتضيها.. ونؤكد لشعبنا السوري العظيم أن لا حوار مع النظام الأسدي».
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©