فلسطينية وابنتها فرقتهما سنوات الصراع تتطلعان للقاء

افترقت ميمنة حمزة البالغة من العمر 40 عاما عن والدتها عندما كان عمرها سبعة أعوام. وكانت المرة الاخيرة التي التقتا فيها قبل تسع سنوات. وميمنة لاجئة فلسطينية تعيش في مخيم صبرا وشاتيلا للاجئين ببيروت الذي كان مسرحا لمجزرة في عام 1982 عندما قتل مئات الفلسطينيين في هجوم شنته ميليشيات مسيحية متحالفة مع اسرائيل. ووالدة ميمنة الشاعرة الفلسطينية رحاب كنعان التي تعيش بقطاع غزة. وليس لدى ميمنة سوى صور والدتها وكتب أشعارها لكي تعطيها السلوى. وتقول إن أمها تعيش في غزة بفلسطين مضيفة أنها تتمنى الذهاب إلى فلسطين لكي تعانق أمها وتقبل يدها مؤكدة أن هذه هي امنيتها. وتوضح انها لم تقابل امها في حياتها بالكامل سوى مرة واحدة. وهناك حوالي 400 الف لاجئ فلسطيني مسجلين في لبنان يعيشون في مخيمات متواضعة ويحرمون رسميا من الحصول على الكثير من الوظائف. وتقول ميمنة إنها تحب فلسطين رغم أنها لم تولد فيها مضيفة “فلسطين خلقت فينا”. وغادرت كنعان لبنان في عام 1982 بعد المجزرة التي قتل فيها والداها وثمانية من أشقائها وابنها ماهر. لكنها تركت ايضا ابنتها ميمنة التي كانت تعتقد أنها لقيت حتفها. لكن بعد سنوات عديدة شاهدت ميمنة أمها على شاشة التلفزيون الفلسطيني وعرفتها. والتأم شملهما لفترة وجيزة في ابوظبي لكن منذ ذلك الحين ترفض الحكومة اللبنانية السماح لرحاب بالعودة إلى لبنان قائلة إن اللاجئين الفلسطينيين الذين يغادرون البلاد لأكثر من ستة أشهر ليس بإمكانهم العودة. وتزوجت رحاب كنعان التي تبلغ من العمر 56 عاما مرة أخرى وتعيش في غزة. وكان والداها لاجئين من قبلها، فرا من منزلهما في حيفا عام 1948. وعاشت كنعان في تونس لسنوات ثم انتقلت الى غزة في عام 1995. وقالت انها عادت “بأحلامي بأحزاني على الشهداء .. على الاحياء”. وتضيف “اذا كان اهلي استشهدوا وهم محتفظون بمفتاح الدار، وكانوا ما زالوا على حلم وعلى موعد” بالعودة إلى الوطن. ومضت تقول “هذا جرح والجرح الثاني ابنتي وابني” اللذان لم تكن تعرف عنهما شيئا. ولدى رحاب طاولة عليها صور ابنتها ميمنة وتطفر الدموع في عينيها عندما تحاصرها الافكار. وتضيف رحاب ان قصتها ليس قصة اسرة واحدة لكنها جزء من التاريخ الفلسطيني بشكل عام. ومضت تقول “كل شعبنا مشتت .. شعبنا متعود على مسلسل النكبات من المجازر من الحروب من الشتات”.”