الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ديون هيلاري

1 يوليو 2008 22:43
الآن وقد عادت المرشحة الرئاسية السابقة ''هيلاري'' إلى وضعها السابق كسيناتورة لولاية نيويورك، ما هي خطوتها المقبلة يا ترى؟ الواقع أنه بعد الدعم القوي والمتأخر في آن واحد الذي أعربت عنه لأوباما، وعودتها إلى مقر الكونجرس، قد يكون من الصعب عليها التأقلم من جديد مع الأجواء هناك، مثلما يحدث عادة مع من خسروا السباقات الرئاسية من قبل، فلم تعد ''هيلاري'' اليوم سوى واحدة من أعضاء مجلس الشيوخ الثلاثة عشر الحاليين الذين حاولوا الوصول إلى المكتب البيضاوي ولكنهم فشلوا وهم ستة ديمقراطيين، وستة جمهوريين· من بين هؤلاء، ظل ''تيد كينيدي'' متميزا لا ينازعه منازع، وذلك على الرغم من هزيمته الرئاسية في ،1980 وباعتباره ضمير الحزب والمشرِّع الأكثر نشاطا وفعالية فيه، فقد تميز بتعاونه وعمله البناء مع الجانب الآخر من مجلس الشيوخ في الوقت نفسه الذي لم يسلم فيه الجمهوريون من خطابه الحزبي· أما جو بيدن، وكرئيس للجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ، فلديه برنامج خاص، وبخاصة في ضوء الحروب المتواصلة في العراق وأفغانستان، وقد تم تداول اسمه كرفيق محتمل لأوباما في سباقه الانتخابي، غير أن ''بيدن'' حرص على ترك الأمر غامضا وملتبسا حيث صرح بأنه سيقبل بالوظيفة إن عُرضت عليه، بينما شدد في مناسبات أخرى على أنه لا يرغب في أن تُعرض عليه· من جانبه، ترك ''جو ليبرمان'' -المستقل الوحيد- نفسه تحت الأضواء نوعا ما بمرافقته للمرشح الجمهوري المقبل ''جون ماكين'' في أسفاره داخل الولايات المتحدة وخارجها حيث يقوم مقام مساعده الشخصي الذي يصحح المعلومة حين يخطئ ''ماكين'' الكلام بخصوصها كمسائل الشرق الأوسط، غير أن ''ليبرمان'' يجعل نفسه بذلك منبوذا سياسيا بسبب احتضانه الواضح لـ''ماكين''، وأغلب الظن أنه في حال تمكن الديمقراطيون نوفمبر المقبل من الفوز بأغلبية كبيرة بما يكفي في مجلس الشيوخ للاستغناء عن صوت ليبرمان، فمن غير المستبعد طرده من المؤتمر الحزبي الديمقراطي وفقدان مهامه داخل لجنته المختارة· أما بالنسبة لـ''هيلاري''، فإن الـ18 مليون صوت ونيف التي حصلت عليها أثناء سباقها الرئاسي، يفترض أن تؤمن لها صوتا أكثر تأثيرا داخل مجالس الحزب في مجلس الشيوخ، حتى في حال لم تتمكن من الحصول على دور قيادي رسمي· ومن جهة أخرى، يتوقع أن تكون ''هيلاري'' مشغولة جدا خلال الأشهر الأربعة المقبلة، ليس بسبب ما تعهدت به من بذل كل ما في وسعها في سبيل انتخاب ''أوباما'' رئيسا فحسب، وإنما أيضا بسبب سعيها لتخفيض الدين الكبير المترتب على تمويل حملتها -ما يناهز 23 مليون دولار - والذي أقرضت هي نفسها نصفه تقريبا للحملة، وفي هذا السياق، نشر أنصارها مناشدة في الإنترنت لجمع التبرعات جاء فيها: إنكم وهيلاري تستطيعون كتابة الفصل المقبل من تاريخ أميركا سويا، فمن خلال مساعدتنا على تسديد دين الحملة، فإنكم تمكِّنونها أيضا من بذل كل ما في وسعها بخصوص المواضيع التي نهتم بها· خلال دعم ''هيلاري'' الأخير لـ''أوباما'' كان واضحا الأمل غير المعبر عنه في أن تساهم المهارات التي أظهرها المرشح الرئاسي الديمقراطي في جمع التبرعات في المساعدة على محو ديون هيلاري، وهو ما استجاب له ''أوباما'' الذي لم يتردد عن حث أعضاء فريق تمويل حملته الوطنية على مساعدة منافسته السابقة· والواقع لو أن ''أوباما'' وفى بوعده القاضي بخفض حجم إنفاق حملته الانتخابية -إلى المعونات المتاحة لمرشحي كلي الحزبين الرئيسيين والبالغة 84 مليون دولار بمقتضى قانون تمويل الحملة الفدرالي- لكان أسهل عليه المساعدة على حل مشاكل هيلاري المالية، بيد أن أول اهتمامات ''أوباما'' هو المكتب البيضاوي، ذلك أنه من خلال سعيه لجمع مبالغ مالية لا حد لها، يستطيع ''أوباما'' توسيع وتكثيف حملته الإعلانية في القنوات التلفزيونية، وزيادة أسفاره بشكل كبير على حساب ''ماكين''، الذي يأخذ المعونة، بحكم الحاجة، ويشن هجوما شرسا على ''أوباما'' بسبب تغييره لموقفه من مسألة حدود الإنفاق خلال الحملة· الآن وقد باتت هيلاري خارج السباق، ربما يكون جمع التبرعات لتصفية ديونها مهمة أصعب وأشد، وبخاصة حين يكون الكثير منها مستحقا لامرأة تسبح اليوم، رفقة زوجها الرئيس السابق، في ثروة شخصية تقدر بالملايين· جولز ويتكفر كاتب ومحلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة تريبيون ميديا سيرفيسز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©