قلق دولي إزاء احتلال المدارس في شمال اليمن

عبرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” عن قلقها “الشديد” إزاء تقارير تحدثت عن احتلال مسلحين للمدارس في محافظة صعدة شمال اليمن. وقالت المنظمة في بلاغ صحفي، عبر موقعها الإلكتروني: “يجب أن تبقى المدارس أماكن سالمة لنمو وتعليم الأطفال”، معتبرة استخدامها “لأغراض عسكرية أو سياسية غير مناسبة هو خرق لحقوق الأطفال والقانون الدولي”. وأضافت: “يجب أن يسمح لهؤلاء الأطفال بمتابعة دراستهم فورا”. ودعت المنظمة الدولية “جميع الأطراف” في اليمن إلى “ضمان الحق في التعليم الجيد لجميع الأطفال”، مشيرة إلى أن حرمان الأطفال من هذا الحق “سيؤثر على رفاههم ومستقبل البلاد بشكل عام”. وتقود جماعة الحوثي تمردا مسلحا ضد الحكومة اليمنية في الشمال، منذ عام 2004، إلا أن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أعلن في فبراير الماضي، وقف العمليات المسلحة ضد الحوثيين، بعد أن التزموا بالنقاط الست التي اشترطتها صنعاء لوقف الحرب. وتسببت الحرب الأخيرة في تدمير 5026 منزلا و407 منشآت خاصة، و554 منشأة عامة بينها مدارس ومستشفيات. وكان عضو اللجنة المشرفة على تنفيذ اتفاق وقف الحرب في محور “الملاحيظ” عبدالوهاب الدرة، اتهم الحوثيين، في تصريح سابق لـ(الاتحاد)، الشهر الماضي، باحتلال 11 مدرسة في مديريتي الصفراء وسحار، الواقعتين شرق وغرب مدينة صعدة. من جهة ثانية، أصيب فتى يمني في انفجار لغم أرضي بمنطقة الملاحيظ غرب صعدة. وذكر مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية اليمنية، أن لغما أرضيا أصاب فتى في الخامسة عشرة من عمره أثناء رعيه للأغنام في وادي الحفر بالملاحيظ، مؤكدا أن اللغم من “مخلفات” التمرد الحوثي المسلح. وحسب المصدر ذاته، فإن الألغام قتلت وأصابت أكثر من 15 شخصا من رعاة الأغنام معظمهم من الأطفال. من جانب آخر، أعاد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح تشكيل الخارطة العسكرية للمنطقة الشمالية الغربية في اليمن، لتتكون من أربعة محاور عسكرية بعد أن كانت محورين، في خطوة وصفها مراقبون عسكريون بأنها تهدف إلى “فرض سيطرة” الجيش، في تلك المنطقة التي تشهد تمردا مسلحا لجماعة الحوثي منذ عام 2004. وحسب وزارة الدفاع اليمنية، فإن الرئيس صالح أصدر مؤخرا قرارات جمهورية “بتعيينات جديدة في عدد من المحاور والألوية والمعاهد التابعة للقوات المسلحة في اليمن”. وقضت القرارات بتعيين اللواء الركن الظاهري احمد ناصر الشدادي رئيساً لأركان المنطقة الشمالية الغربية، والعميد الركن علي علي محمد الجائفي قائداً لمحور سفيان، قائداً “للواء 29 مش ميكا”، والعميد الركن علي عمر سعيد الكازمي قائداً لمحور الملاحيظ قائدا للواء حرس الحدود في المنطقة الشمالية الغربية. كما تضمنت القرارات تعيين العميد الركن عبد الإله احمد عاطف قائداً لحرس الحدود، وتعيين العميد الركن عبد الكريم قاسم عبد الله الزومحي قائداً لمحور الحديدة. وأوضح محللون عسكريون تحدثوا لـ(الاتحاد)، أن القرارات الجديدة أعادت تشكيل المنطقة الشمالية الغربية، التي تضم محافظات صنعاء، عمران، الحديدة، صعدة، والجوف، من محورين عسكريين رئيسيين هما “سفيان والحديدة” إلى أربعة محاور عسكرية رئيسية هي “سفيان، الحديدة، صعدة الملاحيظ”. واعتبروا أن تقسيم المنطقة الشمالية الغربية الحديد “سيعزز” من الوضع العسكري لقوات الجيش، وسيمكنها من “السيطرة” بشكل أكبر من السابق، حيث ستكون كل قيادة محور مسؤولة أمام قيادة المنطقة الشمالية الغربية وقائدها العام اللواء علي محسن صالح، عن أي تقصير أو انفلات أمني يحدث في منطقتها.