الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«الأنابيب» تشعل صراع «مركز الطاقة» بين تركيا وروسيا

«الأنابيب» تشعل صراع «مركز الطاقة» بين تركيا وروسيا
21 مارس 2015 21:05
إسطنبول (أ ف ب) تأمل تركيا أن تتحول إلى مركز ترانزيت مهم انطلاقا من خطي أنابيب جديدين لضخ الغاز من أذربيجان وروسيا إلى أوروبا، إلا أن تحقيق الطموحات المعلنة لا يبدو بسهولة التباهي بإعلانها. وبدأت تركيا وأذربيجان رسميا الأسبوع الماضي بناء خط أنابيب غاز جديد عابر للأناضول بطول 1850 كيلومترا سيضخ الغاز من حقل شاه دينيز 2 الأذربيجاني، ومن المقرر أن ينتهي العمل به في العام 2018 على أن يضخ عشرة مليارات متر مكعب من الغاز سنويا للزبائن الأوروبيين وستة مليارات متر مكعب للزبائن الأتراك. وفي الوقت ذاته، يجري المسؤولون الروس والأتراك مفاوضات مكثفة للاتفاق على بنود المشروع الجديد لمد أنبوب غاز بين البلدين يمر تحت البحر الأسود. وفيما يدعم الاتحاد الأوروبي أنبوب الغاز العابر للأناضول، تقف روسيا خلف مشروع «توركيش ستريم»، أما تركيا، فتجد نفسها في موقع استراتيجي مهم في إطار المنافسة بين بروكسل وموسكو على إمدادات الغاز. وتطمح تركيا إلى أن تحول المنطقة التي تحد اليونان وبلغاريا في غرب البلاد إلى مركز للغاز، حيث تلتقى عدة أنابيب لضخ الغاز إلى الزبائن في الاتحاد الأوروبي. ويبدو أن مشروع أنبوب الغاز العابر للأناضول والمدعوم من الاتحاد الأوروبي في طور التنفيذ، إذ إن عائدات الاستثمارات ما بين 40 و45 مليار دولار في حقل شاه دينيز2 الأذربيجاني الضخم تعتمد على أنبوب الغاز. أما مشروع «توركيش ستريم» فيواجه صعوبات أكثر، ولا يبدو مستقرا حتى الآن. وتدور التساؤلات حول قدرة تركيا على أن تتحول إلى مركز حقيقي للغاز، الأمر الذي يتطلب اكثر بكثير من مجرد إنشاء بنية تحتية من الأنابيب. وفي هذا الصدد يقول ادوارد شو، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إنه «من أجل التحول إلى مركز للطاقة، هناك العديد من العناصر الضرورية، ولا يوجد أي منها في تركيا». وهو يشير إلى غياب نظام مصرفي متمكن دوليا ونظام قانوني محكم لحل النزاعات التجارية العادية، فضلا عن منشآت تخزين كافية. و»تملك تركيا أفضلية من حيث الموقع، فهي تقع على مقربة من دول منتجة للغاز والنفط. ولكن التحول إلى مركز يتطلب وقتا»، بحسب قوله. ويدعم الاتحاد الأوروبي بقوة مشروع أنبوب الغاز العابر للأناضول، والتي تبلغ تكلفته عشرة مليارات دولار. وعلى الأمد الطويل، إذا نجح مشروع أنبوب الأناضول في ضخ كميات أكثر، فإن «أهميته الكبرى ستتضح، وهذا أمر من المرجح أن يحصل، ولكن ليس في وقت قريب»، وفق ما يقول لوران روسكاس، المستشار في شركة «اي اتش اس انرجي» العالمية. وفي مقابل موافقتها على مرور الأنبوب، ضمنت تركيا من روسيا تخفيضا بنسبة 10,25 % على وارداتها من الغاز. وأفادت صحيفة كومرسانت الروسية الأسبوع الماضي، أن المباحثات النهائية وصلت إلى «طريق مسدود» في ما يخص الأسعار، فيما أصر وزير الطاقة التركي تانر يلديز على أن الطرفين متفقان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©