«الفصل الذكي» نموذج تعليمي متطور يتيح أداء الامتحان من أي مكان

دشنت كليات التقنية العليا للطلاب في أبوظبي نموذجاً متطوراً للفصل الدراسي يطلق عليه «الفصل الذكي» وهو عبارة عن كرسي إلكتروني مرتبط بشبكة معلومات داخلية وخارجية عبر الإنترنت، ويمكن تثبيت هذا الكرسي في أي مكان يراه الطالب مناسباً للدراسة ومراجعة تقاريره العلمية والبحثية. وتعتمد تقنية تشغيل «الفصل الذكي» على استخدام الطالب لرقم هويته الجامعية وأيضاً لكلمة سر تمكنه من التواصل مع أستاذه في الفصل الدراسي التقليدي وأيضاً الارتباط إلكترونياً مع مكتبة الكلية وغيرها من المكتبات العالمية وشبكة الإنترنت، ويُـمّكن «الفصل الذكي» الطالب من أداء الامتحان إلكترونياً حتى لو كان خارج الكلية أو يعاني من ظرف مرضي أو حالة طارئة. وأكد الدكتور طيب كمالي مدير كليات التقنية العليا على أن الكليات سباقة دائماً في تطبيق نماذج تعليمية وطرق تدريس متطورة تهيئ الطالب للتفاعل مع المستجدات العلمية والتقنية التي يشهدها العصر، وفي هذا الصدد تم الاستعانة بتقنية «الفصل الذكي» وهي تقنية مكملة لما حدث من تطور في قاعات التدريس داخل الكليات والتي أصبحت قاعات إلكترونية من حيث تجهيزاتها التقنية والتطبيقية ووجود سبورات ذكية بها وأيضاً شاشات عرض إلكترونية وغيرها من العناصر التي تعزز من بيئة الإبداع داخل قاعة التدريس. وأوضح كمالي أن الكليات استقطبت نموذج «الفصل الذكي» كمرحلة أولى في مكتبة الكلية بحيث يتعود عليه الطالب وقد دلت نتائج متابعة أداء الطلبة من خلال «الفصل الذكي» على وجود استجابة عالية، بل وتنافس عدد كبير من جانبهم على استخدام هذا النموذج العلمي المتطور الذي يضمن خصوصية الطالب، ويزوده بقوائم لا محدودة من قواعد المعلومات الإلكترونية العالمية ويمد جسراً من التواصل الإلكتروني بين الطالب وأساتذته في مختلف أنحاء العالم. وقال الطالب خالد الحوسني: «الفصل الذكي» مزود بنظام سمعي وبصري يتيح للطالب مراجعة المادة الصفية، والتمتع بالدراسة في بيئة تعليمية متطورة، حيث يجلس الطالب داخل كرسي يطلق عليه «السونيك» ومن حوله الأجهزه السمعية وأمامه شاشة بحجم 19 بوصة تعمل بواسطة اللمس، ويستطيع الطالب اختيار مادة علمية من بين أكثر من 260 مادة صفية تتنوع من بين لغة إنجليزية، رياضيات، هندسة، إدارة أعمال، علوم صحية، وتكنولوجيا، وللطالب الخيار بين مشاهدة المادة الصفية كاملة ولمدة خمسين دقيقة أو بشكل مختصر ومقتضب ولمدة تتراوح بين 7 و10 دقائق، إذ يتمكن الطالب من مراجعة المادة الصفية. وأشار الطالب سعيد جاسم الجنيبي إلى أن الطالب يستطيع مشاهدة أي قرص مدمج عبر شاشة «إل أي ماك» ذات التقنيات العالية والتي تعمل بواسطة اللمس والمجهزة بجهاز الماكنتوش و»ال أي ماك فيديو»، كما يستطيع الطالب استخدام الإنترنت بواسطة هذا الجهاز داخل مكتبة الكلية التي تضم أجنحة تعليمية متنوعة منها: المكتبة العامة، مركز التعليم الذاتي، مركز التعليم الجماعي والكمبيوتر، وجناح «السونيك» ويعتبر كل من المراكز السابقة جناحاً مستقلًا ليؤمن افضل الخدمات الدراسية والموارد الثقافية والأجهزة المتطورة في المواد السمعية والبصرية التي يستفيد منها طلاب كليات التقنية العليا. وأكد الطالب محسن صالح: أن استخدام النموذج الجديد يمثل أحد الركائز الأساسية التي تقود الطالب نحو التميز العلمي، حيث يحرص الطلاب خلال وجودهم في مكتبة الكلية على تطبيق هذا النموذج في عدد من المساقات الدراسية خاصة اللغة الإنجليزية والرياضيات، حيث يقدم «الفصل الذكي» للطالب قوائم متنوعة من المحتويات الأكاديمية لمختلف المساقات الدراسية والتي يمكنه مراجعتها والتواصل مع أستاذه من خلال «الفصل الذكي» والذي لا تتجاوز مساحته 80 سم طولاً وعرضاً. وأشار الدكتور سايمون جونز مدير الكلية إلى أن النموذج الجديد يتكامل مع الخدمات التي تقدمها المكتبة والتي تشمل أيضاً مركز التعليم الذاتي، قاعات علمية متخصصة من حيث المدرسين والأجهزة الموجودة، إذ يتضمن جناحاً خاصاً يشرف عليه اختصاصيون في مجال التعليم الذاتي وهو لتقوية الطلاب في مجالات اللغة الإنجليزية، والرياضيات وإعداد الطالب للامتحانات الجامعية محلياً وعالمياً، ومنها:TOFEL وIELTS و PET وغير ذالك من مواد التقوية في الرياضيات واللغات. ويستوعب هذا الجناح ما يزيد على 250 طالباً وأغلبيتهم من طلاب السنة الأولى، إذ يقومون بزيارة هذا المركز للتقوية في قواعد اللغة، وأساليب النطق في اللغة الإنجليزية، إذ يقوم المدرسون على تخصيص برامج معدلة لكل طالب لتتلاءم مع حاجته وتقديم أفضل سبل الدعم للتقوية في مجال اللغة. وأضاف د.جونز بالنسبة للمكتبة العامة بشكل عام تقوم بتقديم الخدمات من الساعة السابعة والنصف صباحاً إلى منتصف الليل يومياً وذلك لتلبية حاجات الطلاب من مواد تعليمية، مراجع ثقافية، كتب ومجلات، إضافة إلى أقراص الـ DVD، والأشرطة السمعية والبصرية التي تخول الطلاب تحسين أساليب النطق والاستيعاب. الأول من نوعه في الشرق الأوسط أكدت سوزان بولتر مشرفة المكتبة على أهمية «الفصل الذكي» الذي يعتبر الأول من نوعه على مستوى مؤسسات التعليم العالي في الدولة والشرق الأوسط، ويترجم هذا النموذج حرص كليات التقنية العليا على أن يكون الطالب الدارس بها «هو الأكثر وعياً بالتطور الذي يشهده قطاع الصناعة وتقنية المعلومات في العالم»، ومن هنا جاءت تلك المبادرة من جانب الكليات لتفتح آفاقاً جديدة أمام مختلف الطلبة لتحقيق التميز العلمي.