عنوانها يجذب القراء الألمان الصيني تدور في أربع جهات

صدرت حديثاً باللغة الألمانية رواية بعنوان ''الصيني'' للكاتب السويدي هيننج مانكل، والتي حققت أعلى المبيعات منذ صدور النسخة باللغة الألمانية· وانجذب القراء الألمان إلى هذه الرواية نظراً لعنوانها الذي بمجرد أن يقع عليه البصر تنتقل الأفكار بشكل تلقائي إلى الأوضاع في الصين، حيث اثيرت انتقادات واسعة النطاق بمناسبة تنظيم الألعاب الأوليمبية فيها هذه السنة، ولكن المؤلف يؤكد أن العنوان اختير بمحض الصدفة ولا علاقة له بتاتاً بالأوضاع الراهنة في الصين، فأحداث الرواية البوليسية الجديدة تنقل القارئ عبر فترة زمنية مديدة وتدور في أربع قارات· وتبدأ القصة مثل أي قصة بوليسية تقليدية بجريمة قتل تسعة عشر شخصاً، يقتلون في ضاحية سويدية نائية بطريقة شنيعة، وكانوا جميعاً ذوي صلة قربي ببعضهم بعضاً، ويكتشف رجال الشرطة جريمة قتل لا مثيل لها في تاريخ الإجرام السويدي، ويدرك المحقق بسرعة أن دوافع القتل هو الثأر، ولكن السرد لا يوصل القارئ إلى كشف الستار عن الغموض، والشرطة لا تتوصل للكشف عن أي شيء، إنما الذي يتمكن من ذلك هي القاضية برجيتا روسلن، وبمحض الصدفة أيضاً، لأنها ذات صلة قرابة بعيدة ببعض المقتولين· وقصة '' الصيني'' هي عبارة عن سرد شائق مثير بالغ التعقيد، والكاتب ينقل القارئ عبر مراحل زمنية متباعدة، يكون فيها تارة أيام عام 1864 م في صحراء نيفادا لدى بناء الخط الحديدي في شمال أميركا، وتارة أخرى في أفريقيا حيث يرافق وفداً اقتصادياً صينياً، مما يزيد من عنصر التشويق والإثارة، والألغاز التي يصبو القارئ إلى معرفة أجوبتها هي على غاية من الغرابة وإلى الدرجة يبدو معها أن إيجاد الحل مستحيل· الأسلوب الذي يتبعه الرواي هو عدم رسم مسيرة واضحة للأحداث، بل التركيز على وصف الشخصيات وحياتها الخاصة من أمثال الصيني ''يارو'' أحد أكبر رجالات الاقتصاد نفوذاً وفساداً، و'' يارو'' هذا ضاق فجأة ذرعاً بأخته بعد أن كان يأنس لأحاديثها، فهي ذكية وتستخدم لغة مؤثرة، لكن آراءها كانت تقليدية وتمجد أبطالاً لم يعد لهم أي وزن، ويستشف القارئ من طريقة السرد أن عبارة التضامن كانت سلعة تجارية، وأن الشيوعية التقليدية لم تمكن من الصمود أمام تحديات الواقع·