سعيد ياسين (القاهرة)
«الراجل ده حيجنني حيجنني، طير مفاتيح عقلي مني، ييجي رمضان وخناقه يزيد، عايز طباخة سكة حديد، اللحمة 3 أشكال، وطيور بجنيه وريال، ويوماتي رز ومكرونة، وكنافة باللوز وعلب تونة، غير السلطات والمحشيات والمشويات والحلويات».. مقدمة إحدى أيقونات شهر رمضان الكريم التي جمعت بين صباح وفؤاد المهندس كدويتو غنائي يثبت حضوره في كل رمضان.
واسم الأغنية الأصلي هو «رمضان قال احمدوه»، وهي من كلمات الشاعر حسين السيد ولحن محمد الموجي وأخرجها محمد سالم بين عامي 1961 و1962، وهي تنتقد سلوكيات الزوج الصائم الذي يشتري فوق احتياجاته، وكانت صباح ذكرت في أكثر من حوار ذكرياتها عن الأغنية، وقالت إنها كانت تزور فريد الأطرش في إحدى المرات، وقابلت عنده الشاعر حسين السيد، وأبلغها أن لديه أغنية جديدة عن رمضان، وأنها ستنال قبولها، وأعجبت بها، فأعطتها للموجي ليلحنها، وتم الاتفاق مع محمد سالم لإخراجها، وطلبوا من فؤاد المهندس أن يشارك فيها، ونجحت نجاحاً هائلاً، وهو ما دفع سالم إلى استغلال هذا النجاح في إسكتش «الجلابية» الذي قدمته صباح مع المهندس على نفس اللحن وبتغيير الكلمات في فيلم «القاهرة في الليل» الذي ألفه وأخرجه سالم عام 1963.وأظهرت الأغنية مهارة حسين السيد في قدرته على التعبير عن بعض تفاصيل رمضان بسهولة ويسر وجمال، فالزوجة من البداية على وشك الجنون من تصرفات وأفعال زوجها التي تتناقض تماماً مع روح رمضان، وحين تبدأ في بث ملاحظتها البسيطة جداً والعميقة أيضاً «الأكل كتير وبلاش بعزقة وبلاش تبذير»، يصرخ الزوج: يا اخواتي صايم وراجل شقيان، ومراتي عايزة تجوعني حتى في رمضان. ويتساءل في غضب وتعجب: طب فين اللحمة المشوية والفتة فين والتقلية، والسمك البوري اللي أنا جايبه راح فين والشوربة فين هيه. وحين تضع الزوجة المائدة لا يأكل إلا الفول الذي يشبع منه. ويروى أن الجمهور طلب في حفلة لصباح أقيمت 1962 أن تغني الأغنية، ولأن فؤاد المهندس كان غائباً، حل محله المنولوجست والممثل أحمد غانم، وقام بدور المهندس، وأضاف جواً من المرح والفكاهة والسخرية عليها، رغم انه لم يكن يحفظ الكلمات بشكل جيد.
عدد اليوم
