الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أوباما: تحالف الولايات المتحدة وإسرائيل «أبدي»

أوباما: تحالف الولايات المتحدة وإسرائيل «أبدي»
21 مارس 2013 12:02
علاء المشهراوي، عبدالرحيم حسين، وكالات (غزة، رام الله) - استهل الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس جولته في إسرائيل والضفة الغربية المحتلة والأردن بتأكيده أن التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل «أبدي» وثابت لا يتزعزع. كما منح إسرائيل حرية ضرب إيران دون مراجعة بلاده، فيما رفضت القيادة الفلسطينية استئناف لمفاوضات السلام مع الحكومة الإسرائيلية مقابل بوادر حسن نية إسرائيلية بناء على طلبه ما لم يضغط على إسرائيل للالتزام بمتطلبات السلام. وقال أوباما، خلال استقبال الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إياه في مطار «بن جوريون» قرب تل أبيب: «يجب أن يأتي السلام إلى الأراضي المقدسة. لن نفقد الأمل برؤية إسرائيل في سلام مع جيرانها». وأضاف: «أحتفل معكم بمرور 65 عاماً على قيام دولة إسرائيل. اليهود يعيشون هنا منذ ثلاثة آلاف عام، وأُعرب عن افتخاري بكون الولايات المتحدة أقوى حليف لكم»؛ وتابع «أعتبر هذه الزيارة فرصة لإعادة تأكيد الصلة التي لا تنفصم بين دولتينا وإعادة تأكيد التزام أميركا الذي لا يتزعزع بأمن إسرائيل والتحدث مباشرة إلى شعب إسرائيل والى جيرانكم. أنا واثق من قولي إن تحالفنا أبدي.. إلى الأبد». وأوضح أوباما أن اختيار إسرائيل محطة أولى في أول جولة خارجية منذ بدء ولايته الثانية مطلع العام الحالي «أمر له مغزى». وقال: «إن سبب متانة العلاقات بين الجانبين هو أننا نتشارك قيم الحرية والديمقراطية ونعمل على أن نكون دائماً في المقدمة. الولايات المتحدة تقف إلى جانب إسرائيل لأن ذلك من مصالح أمننا القومي ويجعل كلاً منا أقوى». وأشاد بيريز بأوباما ووصفه بأنه «زعيم عالمي بارز أظهر التزاماً شخصياً عميقاً بحماية إسرائيل. وقال له «إن عالماً دون صداقتكم سيدعو إلى عدوان ضد إسرائيل. في أوقات السلم وفي أوقات الحرب، دعمكم لإسرائيل ثابت. لقد ساعدت على تقوية أمننا بطريقة استثنائية وتقوية الأمن، أفضل وسيلة لتقوية السلام». وتابع «إن اسرائيل تتوق إلى رؤية نهاية للنزاع مع الفلسطينيين، وإلى رؤيتهم يتمتعون بالحرية والازدهار في دولتهم الخاصة بهم». كما امتدحه نتنياهو، قائلاً له نتانياهو «شكراً لك على دفاعك بشكل جلي عن حق إسرائيل في الدفاع عن حقها في الوجود وعلى المساعدات العسكرية السخية والتعاون الأمني غير المسبوق». وتفقد أوباما ونتنياهو بطارية نظام «القبة الحديدية» الصاروخي الإسرائيلي المضاد للصواريخ في المطار قبل أن ينتقلا على متن طائرة مروحية إلى القدس المحتلة، حيث نشرت السلطات الإسرائيلية آلاف الجنود، وعلقت الأعلام الأميركية والإسرائيلية ولافتات عليها شعار «اتحاد لا ينكسر» على أعمدة الإنارة. وقال نتنياهو، في مؤتمر صحفي مشترك مع أوباما في القدس المحتلة، إن إسرائيل لا يمكنها التخلي عن حقها في الدفاع عن نفسها حتى لأقرب حلفائها، في إشارة إلى احتمال ضرب منشآت البرنامج النووي الإيراني. وزعم أنها ما زالت ملتزمة تماماً بمبدأ «حل الدولتين» للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي. وأضاف أنه يأمل في أن تساعد زيارة أوباما في فتح صفحة جديدة بين الجانبين واستئناف المفاوضات. وصرح أوباما بأنه لا يوجد اختلاف كبير بين تقييم الولايات المتحدة وإسرائيل للتقدم النووي الإيراني، وأنه يقبل ألا تكون إسرائيل بحاجة إلى مراجعة الولايات المتحدة لضرب إيران. وقال «إن من مصلحة إسرائيل الواضحة (تقتضى إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة». وأضاف «العام الماضي لم يشهد مقتل أي إسرائيلي في هجوم إرهابي في الضفة الغربية، وهذا يذكِّر بأن إسرائيل لها مصلحة في الحفاظ على سلطة فلسطينية قوية ومستقرة». وأعلن أنه سيسعى إلى اتخاذ إجراءات لبناء الثقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وحذر النظام السوري من استخدام أسلحة كيماوية ضد المدنيين. وقال «إن ذلك سيكون خطأ كبيراً ومأساوياً ويجب أن يفهم نظام الأسد أنه سيتحمل المسؤولية، واستخدام الأسلحة الكيماوية سيؤدي إلى تغيير اللعبة ويستحق رداً دولياً». وسيزور أوباما «متحف إسرائيل» ومعرضاً تهويدياً الجديد حول الملك هيرودوس الكبير في القدس المحتلة اليوم الخميس، قبل أن يتوجه إلى رام الله لإجراء محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض، ثم يعود إلى القدس لإلقاء كلمة خاصة أمام شبان إسرائيليين. ويتضمن برنامجه غداً الجمعة زيارة «المقبرة الوطنية» الإسرائيلية في القدس المحتلة لوضع إكليلين من الزهور على ضريحي مؤسس الصهيونية تيودور هيرتزل ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق الراحل إسحق رابين، وزيارة النصب التذكاري لليهود ضحايا ألمانيا النازية في القدس، وزيارة كنيسة المهد في بيت لحم، ثم السفر إلى عمّان للقاء العاهل الأُردني الملك عبدالله الثاني. ووصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الأول إلى المنطقة، حيث أجرى محادثات تمهيدية مع نتنياهو وعباس والملك عبدالله الثاني قبل أن يلتقوا أوباما. وقالت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية «إن كيري مهتم خصوصاً بما يستطيع نتنياهو فعله، علماً بأن غالبية ائتلافه الحكومي الجديد ترفض أي تسوية سياسية وتعارض إقامة دولة فلسطينية». وأضافت أنه سيعود إلى المنطقة مطلع شهر أبريل المقبل. في غضون ذلك، أعلن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الفلسطينيين صائب عريقات أن عباس سيبلغ أوباما رفضه استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، المجمدة بسبب الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية، مقابل بوادر حسن نية إسرائيلية. وقال للإذاعة الفلسطينية «سنطلب من الرئيس أوباما إلزام إسرائيل بما عليها من استحقاقات وليس بوادر حسن نية لأن ما بيننا وبينهم التزامات موقعة. فالخطة السياسية للحكومة الإسرائيلية تقوم على بناء المزيد من المستوطنات، ومن ثم بعد ذلك الوقوف أمام العالم والقول للفلسطينيين: تعالوا نتفاوض لصناعة السلام». وأضاف «نحن على استعداد لتقديم تنازلات مؤلمة، ولكن السلام يحتاج إلى أفعال وليس أقوالاً، وإلى حكومة إسرائيلية تقبل بمبدأ حل الدولتين على الأراضي المحتلة منذ عام 1967، وهذا لم تقبله الحكومات الإسرائيلية طوال 20 عاماً».وأكد عريقات أنه لا جدوى للحديث عن طرح أفكار أو مبادرات لاستئناف مفاوضات السلام؛ لأن إسرائيل لم تنفذ أكثر من 82% من التزاماتها تجاه عملية السلام ومرجعيتها. إلى ذلك، رأى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف أن زيارة أوباما «ليست إيجابية». كما رأى عضو المجلس الثوري لحركة «فتح» ومسؤول ملف القدس فيها حاتم عبدالقادر أن تلك الزيارة تشكل «فرصة أخيرة» لإحياء عملية السلام. وقال، في تصريح صحفي، «إن الإدارة الأميركية طالبت الفلسطينيين بالانتظار حتى زيارة الرئيس أوباما للمنطقة لممارسة الضغط على إسرائيل، وهذه الزيارة تعتبر الفرصة الأخيرة أمام الإدارة الأميركية لوضع حد لجرائم الحرب المنظمة التي ترتكبها إسرائيل في القدس المحتلة والضفة الغربية». وأضاف «إذا إذا لم تتدخل الإدارة الأميركية، فسوف تستخدم السلطة الفلسطينية كل حقوقها في التوجه إلى لمؤسسات الدولية لمحاكمة إسرائيل على جرائمها المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني». وتابع «إما أن تتحمل الإدارة الأميركية مسؤوليتها وإما التوجه للمؤسسات الدولية لمحاكمة إسرائيل على جرائمها». وقال رئيس حركة «المبادرة الوطنية الفلسطينية» مصطفى البرغوثي لصحفيين في رام الله إن جولة أوباما في المنطقة لا تحمل أي مشروع سياسي لحل القضية الفلسطيني، بل إنه جاء من أجل تحسين علاقاته مع إسرائيل ودعمها، ولا يحمل أي شيء يؤدي إلى تغير الوضع. أضاف «أوباما يرفض ممارسة الضغط على إسرائيل، ويواصل سياسة الانحياز لإسرائيل فيما تقوم إسرائيل بقتل خيار حل إقامة الدولتين وتصفية إمكانات قيام دولة فلسطينية مستقلة، في ظل حكومة إسرائيلية أكثر عنصرية وتطرفاً». وتابع البرغوثي قائلاً: «إن الفصائل الفلسطينية تطالب القيادة الفلسطينية بنقل رسالة واحدة للرئيس الأميركي: إنك عانيت أنت وأجدادك من نظام التمييز والفصل العنصري، انظر إلى الأرض لترى ما تقوم به إسرائيل على الأرض بناء نظام فصل وتمييز عنصري هو الأسوأ في تاريخ البشرية». وأوضح أنه إذا لم يضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان، ستنتهي فكرة إقامة الدولة المستقلة، وسيصبح من واجب السلطة الفلسطينية استكمال معركتها بالمقاومة الشعبية السلمية وتوحيد الصف الوطني الفلسطيني، واستنهاض أوسع حملة لفرض العقوبات دولية على إسرائيل واستئناف معركة الأمم المتحدة. وعلى إسرائيل أن تعرف أنها ستُجلب إلى محكمة الجنايات الدولية إذا واصلت باستيطانها في الأراضي الفلسطينية. وانتقد البرغوثي جمود المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، قائلاً. نحن في وضع طارئ. ليس لدينا وقت: إما أن يتم إيقاف الاستيطان فوراً أو نستطيع أن نودع حل الدولتين. هذا هو الواقع وعلى كل قائد مسؤول إخباره (أوباما) بذلك». وأضاف «بعد مغادرة أوباما يجب أن يدخل الفلسطينيون في حملة دولية، أولاً يجب إرسال رسالة إلى الرئيس السويسري ليطالبوا بتطبيق اتفاقيات جنيف في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وثانياً يجب علينا الانضمام إلى منظمات الأمم المتحدة كافة وبالتأكيد المحكمة الجنائية الدولية». وتابع «قد يعتقد بعض الناس أنه بسبب حاجتنا إلى الدعم الخارجي، سنتخلى عن مبادئنا. لكن غالبية الناس لا يستفيدون من العم الخارجي بأي شكل». وقال عضو المجلس التشريعي الفلسطيني قيس عبدالكريم لصحفيين في رام الله أيضاً، إن أوباما الأميركي لا يحمل أي خطة لتدخل فاعل من أجل حل القضية الفلسطينية، داعيا السلطة الفلسطينية إلى مواصلة جهودها الدولية والإقليمية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة المستقلة. وقال: «إن زيارة الرئيس الأميركي المنطقة تهدف إلى دعم حكومة نتنياهو سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، أما بالنسبة للفلسطينيين فهي زيارة رفع عتب وشكل من أشكال المجاملة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©