قوات التحالف تعلن مقتل 33 متمرداً في أفغانستان

أعلنت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في أفغانستان أنها قتلت عشرات المسلحين في غارات جوية على ولاية خوست شرقي البلاد، فيما قصفت قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في هجوم منفصل بالتعاون مع الجيش الباكستاني مسلحين من ''طالبان'' في منطقة حدودية بنفس الولاية مما أسفر عن قتل عدد منهم· وتأتي هذه التطورات فيما تكبدت القوات الأجنبية في أفغانستان في شهر يونيو الماضي أفدح خسائر لها منذ غزو أفغانستان أواخر عام 2001 بمقتل 49 من جنودها، ليكون بذلك أكثر دموية لتلك القوات من خسائرها في العراق للشهر الثاني على التوالي· وأشار بيان لقوات التحالف أمس إلى أن مقاتلات ومروحيات تابعة لها قصفت بكثافة مسلحين أمس الأول بعد رصد مجموعة كبيرة منهم تحمل أسلحة ثقيلة على بعد ثمانية كيلومترات من الحدود الباكستانية مما أسفر وفق البيان عن مقتل نحو 33 مسلحاً· وفي هجوم منفصل تعرضت قوات تابعة للقوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن في أفغانستان (إيساف) بقيادة الناتو لهجوم من مسلحي حركة طالبان بالصواريخ والقذائف الصاروخية مما دفع قوات الحلف للرد والتنسيق مع القوات الباكستانية لملاحقة المهاجمين داخل الأراضي الباكستانية وقتل عدد منهم وفق بيان إيساف· ويعد هذا التنسيق عرضاً نادراً للتعاون العسكري عبر الحدود بين القوات الأميركية والجيش الباكستاني، وتوجد خطوط اتصالات مفتوحة ومنتظمة بين قوات أفغانستان وباكستان وحلف الأطلسي في محاولة لتنسيق العمليات على امتداد الحدود الطويلة التي بها ثغرات· ولم يكشف البيان عن أرقام الخسائر في صفوف طالبان، كما لم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من متحدث عسكري باكستاني· وجاء القصف الأخير بعد يوم من إعلان مصادر أفغانية مسؤولة قتل نحو 28 أفغانياً بينهم عدد من المدنيين في غارات نفذتها طائرات أميركية على موقع لحركة طالبان في ولاية تمروز جنوب غرب أفغانستان· الى ذلك شهد شهر يونيو سقوط أكبر عدد من جنود القوات الدولية في أفغانستان منذ الإطاحة بنظام طالبان في نهاية 2001 وذلك في مواجهة تزايد عدد هجمات المتمردين· وسقط 51 جندياً من القوة الدولية للمساهمة في الامن (ايساف) لحلف شمال الاطلسي والتحالف الدولي بقيادة أميركية في افغانستان خلال يونيو 2008 في معارك أو اعتداءات او حوادث حسب تعداد وكالة فرانس برس استناداً الى بيانات عسكرية· ووحده يونيو شهد اكثر من 40% من الخسائر التي سجلت منذ بداية السنة والتي بلغت 122 جندياً أجنبياً حسب موقع ''اي-كاجوالتيز'' على الانترنت لتعداد الضحايا· وسقط معظم الضحايا في انفجار عبوات لدى مرور قوافلهم أو دورياتهم· ومن المؤكد أن الربيع والصيف هما الموسمان التقليديان للحرب في افغانستان عندما تبدأ كبرى عمليات قوات الامن الافغانية والقوات الدولية وكذلك المتمردين· وتميز يونيو بنجاحات وإخفاقات المجتمع الدولي في افغانستان· من جانبه أكد رئيس أركان القوات الألمانية في المقر الرئيسي لقيادة (إيساف) الجنرال هانز-لوتار دومروزه أن الهجمات الأخيرة التي شنها متمردو حركة طالبان تستلزم ردود أفعال جديدة من قبل جنود القوات الدولية المتمركزة في أفغانستان والحكومة في كابول· وقال دومروزه إن متمردي طالبان يعملون الآن على هيئة مجموعات صغيرة تقوم بإشعال الحرائق في المعسكرات وتضع المتفجرات في الشراك التي تنصب في الشوارع· وأضاف: ''ينشر ذلك شعوراً بعدم الأمن في أفغانستان، الأمر الذي يعني تحدياً جديداً للحكومة الأفغانية ولجنود إيساف أيضاً''·