الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أهالي «الحلاة» يشكون قدم المساكن وضعف الخدمات والمرافق

أهالي «الحلاة» يشكون قدم المساكن وضعف الخدمات والمرافق
15 مايو 2010 00:57
تعد منطقة الحلاة من المناطق النائية في الدولة، وتقع شمال غرب مدينة الفجيرة بـ 60 كيلو مترا، اشتق اسمها من الماء العذب، ويبلغ عدد سكانها حوالي 3 آلاف نسمة. يطالب أهالي المنطقة التي تسكن بين أحضان جبال الساحل الشرقي بضرورة تحسين مستوى الخدمات والمرافق العامة، وقالوا إن المنطقة بحاجة إلى مساكن جديدة وإحلال المدرسة القديمة، وتوسعة المركز الصحي وتقوية شبكة الكهرباء، لا سيما خلال الصيف. وقال محمد بن سعيد، الذي يقيم هو واثنان من أبنائه المتزوجين في بيت واحد، إن المسكن ضيق وقديم وبحاجة إلى إحلال، وقال إنه دفع مئة ألف درهم خلال السنوات الخمس الماضية لأعمال الصيانة، ودفع العام الماضي 60 ألف درهم كصيانة إضافية، ونظراً لوضعه المادي البسيط، حيث لا يتجاوز دخله الشهري 8 آلاف درهم، يأمل من وزارة الأشغال بناء مسكن شعبي له، موضحاً أن هناك الكثير من الأسر في المنطقة، تتشابه مع حالته، مشيراً إلى أن المنطقة تحتاج إلى مشاريع تطوير وبنية تحتية متكاملة، تشمل الطرق الداخلية وتطوير المركز الصحي الذي يعاني من نقص حاد في الأجهزة والأطباء. أما علي بن خليفة فيوضح بأن منطقة الحلاة تحتاج إلى كثير من الخدمات، في مقدمتها بناء مساكن شعبية للمواطنين وبالأخص أصحاب الدخل المحدود، وهناك حاجةٌ ماسة إلى تشييد ما بين 60 إلى 80 مسكناً كمرحلة أولى، أما وضع الكهرباء فضعيف للغاية، لا سيما خلال فصل الصيف، حيث يستمر انقطاع التيار الكهربائي بشكل يومي لدرجة أن بعضنا يحاول تشغيل مكيف واحد، لتخفيض الضغط على الشبكة، لذا ونحن على أبواب الصيف، نأمل من الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء تحسين مستوى هذه الخدمة، نظراً لأهميتها القصوى للصيف، ودعا الى تعزيز الشبكة بخطوط جديدة وطاقة إضافية للحيلولة، دون انقطاع التيار الكهربائي، والمنطقة بحاجة إلى تعبيد الطرق الداخلية، لا سيما المؤدية إلى المدرسة، والمساكن الداخلية. أما فيما يتعلق بالمركز الصحي، فيقول إنه بحاجة إلى عناية، فهناك طبيبان إلى ثلاثة أطباء، معظم أيام الأسبوع يداومون في عيادات أخرى، والعيادة بحاجة إلى توسعة وتطوير، فمثلاً لا يوجد طبيب للعيون أو للأطفال، ولا طبيبة خاصة بأمراض النساء الولادة، والكثير من الأدوية الرئيسية لا توجد، مثل أدوية الحساسية والصدر، مما يضطر المريض للذهاب إلى مستشفى دبا، على بعد 17 كيلومترا، وهذا المستشفى يعاني كذلك من نقص في الأجهزة والمعدات والأطباء. أما الشاب عبد الله، الذي يقيم هو وزوجته وولده في منزل والده، فهو يحلم بمسكن يؤويه مع أسرته الصغيرة في المستقبل القريب، موضحاً أن شقيقه الأكبر انتظر أكثر من عشر سنوات حتى جاءه الفرج، وحصل على منحة من برنامج زايد للإسكان للحصول على مسكن، وهذا القرض الذي يبلغ 500 ألف درهم أصبح غير كاف لبناء مسكن مناسب، فاضطر إلى أخذ سلفة كبيرة من البنك لاستكمال مشروع البناء، يقترح عبد الله أن يتم وضع حلول جذرية لمشكلة الإسكان، من خلال بناء مساكن وتوزيعها على المواطنين المستحقين، حسب دخل كل فرد، فالأفراد الذين رواتبهم عالية، يقومون بسداد تكلفة البيت على سنوات تتراوح ما بين 15 إلى 20 سنة بشكل ميسر دون فوائد، أما أصحاب الدخل المحدود فيتم توزيع المساكن عليهم بالمجان، وبهذه الطريقة يقول «نكون قد تغلبنا على مشكلة المساكن ووضعنا حدا للديون التي ترهق الشباب الذين يقومون ببناء مساكن من خلال دعم البرنامج والاستعانة بالبنوك، فأصبح كل واحد منهم يدفع من جهتين لسداد ديونه». ويرى أن يتم ذلك «عن طريق بناء المساكن من قبل وزارة الاشغال أو من خلال برنامج زايد للإسكان، فكلاهما سيان، فالمهم بناء المسكن بطرق مريحة للمواطنين بعيداً عن الديون وما يترتب عليها من فوائد ضخمة، فيتم التعامل مع جهة حكومية واحدة، لسداد ديون البيت، وهذا نظام ناجح ومطبق في معظم الدول». المركز الصحي يأتي المركز الصحي في مقدمة المرافق الاساسية التي تحتاج اليها «الحلاة»، فهذا المركز الذي افتتح قبل 11 سنة بحاجة إلى توسعة وتطوير، كما تقول فاطمة الزيودي المسؤولة الإدارية في المركز، مضيفةً أن هناك نقصا حادا في الكادر الطبي والممرضين، فلدينا ثلاثة أطباء، واحد في عيادة الأسنان يداوم يوماً في الأسبوع، وطبيبان آخران ممارسان عامان، وعند قيام أحدهم بإجازة، يقتصر دوام المركز على الفترة الصباحية، أما الممرضات فلا يوجد إلا ممرضتان، وصيدلانية واحدة، وهذا العدد لا يغطي احتياجات المركز الذي يتردد عليه ما بين 800 إلى 1000 مريض في الشهر، لذا لا بد من عمل توسعة شاملة، بحيث تصبح هناك عيادات أخرى مثل عيادة الأمومة الطفولة والنساء والعيون، ودعم المركز بأجهزة طبية متطورة، تتماشى مع ما طرأ على الطب من تطور. كذلك يوجد نقص في توفير الأدوية. وحول أهم الأمراض قالت الزيودي، إن أمراض السمنة تأتي في المقدمة، حيث يعاني 25% من المترددين على المركز من السمنة، بينهم عدد لا بأس به من الأطفال، لذلك قمنا بالاستعانة بخبيرة تغذية، تداوم يوماً في الأسبوع في العيادة، لإعطاء الإرشادات والنصائح، وتركز على أهمية التغذية السليمة. الحلاة في سطور رغم تدني مستوى الخدمات في هذه المنطقة الجبلية، إلا أن «الحلاة» تشتهر منذ القدم بمزارعها ونخيلها وأشجار الليمون و»الهمبا»، ويقول أهلها إن اسمها مشتق من مياهها الحلوة أي العذبة، وهي تقع ما بين طريق دبا- مسافي، وتحيط بها العديد من الوديان، من أهمها وادي العبادلة ووادي البصيرة، وتحيط بها من جهة الغرب سلسلة جبلية تمتد من دبا إلى مسافي، فقد شهدت خلال السنوات الماضية وبعد قيام دولة الاتحاد، تنفيذ العديد من المشاريع والخدمات، حيث تم توزيع أول دفعة من المساكن في أواخر السبعينات من القرن الماضي، كما تم إنشاء مدرسة تأسيسية في الحلاة وتحميل اسمها في عام 1977 وهي بحاجة إلى إحلال، كما تقول مديرتها حصة أحمد رشيد، لا سيما أن هناك أعدادا من الطلاب المتزايدة، تنضم كل عام إلى المدرسة كما أن الأمطار الأخيرة وجريان الأودية حال دون وصول الطلاب إلى المدرسة، لمدة يومين لذا يجب إعادة تخطيط موقع المدرسة بحيث يكون آمنا لمواجهة مثل هذه الظرف. الزراعة والرعي امتهن أهل «الحلاة» منذ القدم الزراعة والرعي حتى اشتهرت بزراعة مختلف أنواع النخيل من أهمها «اللولو» والخلاص والخنيزي وقش جعفر وقش حميد والشهل، ومع نضوب الآبار وزيادة نسبة ملوحة المياه خلال السنوات الماضية، تأثرت أشجار النخيل والمزارع في الحلاة بقلة كمية المياه، إلا أن الكثير من الاهالي لا يزالون يحافظون على مهنة الزراعة وتربية الأغنام. أدوار مشرفة للمرأة المرأة لعبت دوراً كبيراً في الماضي والحاضر في هذه المناطق الجبلية، وهي نموذج مشرف كأم عبد الله وهي في العقد الخامس من عمرها، والتي أصرت على عدم جلب الخدم إلى المنزل، والاعتماد على نفسها في إدارة شؤون المنزل، والكثير من أهالي هذه المناطق الجبلية يعتبرون دخول الخدم في المنازل، أمرا غير مستحسن، فالمرأة هنا لا تزال تمسك بزمام الأمور في البيت وتدبر كامل شؤون المنزل، وتعتبر وجود الخدم ليس بذي أهمية للمرأة غير العاملة، فأم عبد الله تقول إن في إدارة شؤون المنزل متعة ونشاطا وحفظا للأسرار وتوفيرا للمال والجهد.
المصدر: الحلاة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©