الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خطباء الجمعة: الحفاظ على الوقت واستثماره تأدية للأمانة

خطباء الجمعة: الحفاظ على الوقت واستثماره تأدية للأمانة
15 مايو 2010 00:58
دعا خطباء الجمعة في مساجد الدولة أمس أفراد المجتمع إلى ضرورة الحفاظ على الوقت والحرص على الاستفادة منه فيما ينفعه في سائر أحواله وأموره. فالمسلم ينفق وقته في فرضٍ يؤدِّيه أو حقٍّ وواجبٍ يقضيه، أو في تربية أبنائه ورعاية أهل بيته، أو علمٍ يتعلمه، أو خيرٍ يفعله، أو مريضٍ يعوده، أو رحمٍ يصله، أو صديقٍ يزوره متمثِّلاً أخلاق الصَّالحين الَّذين أثنى الله سبحانه عليهم بقوله «إنَّهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبًا ورهبًا وكانوا لنا خاشعين». وقال الخطباء إنّ الوقت هو حياة الإنسان وهو من أعظم نعم الله علينا، وما مضى منه لا يعود ولا يعوَّض، لذلك حثَّنا الدين العظيم على اغتنامه والحرص على الاستفادة منه واستثماره فيما يعنينا وينفعنا في الدُّنيا والآخرة، امتثالا لقول النّبيُّ صلى الله عليه وسلم «اغتنم خمسًا قبل خمسٍ: شبابك قبل هرمك، وصحَّتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك»، وفي الأمثال على العاقل أن يكون له ثلاث ساعاتٍ ساعةٌ يناجي فيها ربَّه، وساعةٌ يحاسب فيها نفسه وساعةٌ يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب، وأيضا قال الشاعر دقَّات قلب المرء قائلة ٌ له إنَّ الحياة دقائقٌ وثواني، فالطالب يمضي وقته في الدِّراسة والتحصيل العلميِّ والتَّحضير الجيِّد للامتحانات وبذلك يبلغ مراده، ويحقِّق هدفه وغايته، وأمَّا العامل أو الموظَّف فإبداعه وتميزه يتحقَّقان باغتنامه لساعات العمل وإنفاقها في إنجاز ما كلِّف به وأداء ما أسند إليه من مهمَّاتٍ وظيفيَّةٍ وبذلك يكون قد أدَّى الأمانة ووفَّى بالعهد وقدَّم الخير لنفسه وأهله ومجتمعه، كما أنّ على المسلمين أن يغتنموا أوقاتهم ويستثمروها في أمور دينهم ودنياهم وأن يعرضوا عن كلِّ ما لا يعنيهم امتثالاً لقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه». ولفت أئمة المساجد بالأمس أنّه ينبغي للمسلم أن يقضي عمره في إصلاح أمور معاشه، وإتقان عمله، والتزام أوامر ربِّه حتَّى تتحقَّق له السعادة في الدُّنيا والفوز في الآخرة، فعن أبي بكر رضي الله عنه أنَّ رجلاً قال: يا رسول اللَّه أيُّ النَّاس خيرٌ ؟ قال صلى الله عليه وسلم «من طال عمره وحسن عمله». ودعوا إلى التأسّي بنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم في استغلال الوقت فقد كان عليه الصلاة والسلام يعطي كلَّ وقتٍ حقَّه ويقوم بواجباته تجاه ربِّه وتجاه أسرته ومجتمعه وأصحابه، وما عرف الكسل أو الملل طريقاً إليه، ففي ثلاثةٍ وعشرين عاماً بلَّغ رسالةً وبنى حضارةً للإنسانيَّة جمعاء لم يشهد التَّاريخ لها مثيلاً وقد شهد القاصي والدَّاني بفضلها. وأوضح الخطباء أنَّ الإسلام يدعو إلى اغتنام الوقت فيما يعود على المسلم بالفائدة من خيري الدُّنيا والآخرة؛ لذلك جعل لكلِّ عملٍ وقتاً، ولكلِّ عبادةٍ زمناً، والمسلم مسؤولٌ عن كلِّ عملٍ يقوم به، وعن كلِّ ساعةٍ يقضيها، وعن كلِّ كلمةٍ يتكلَّم بها؛ فإذا اشتغل المرء بما لا ينفعه، وأنفق وقته في غير ما يرضي ربَّه وتدخَّل في شؤون غيره فقد لغا وصرفه ذلك عن أداء واجباته، والقيام بمسؤولياته، وعرَّضه للسُّؤال يوم القيامة عن ضياع عمره فيما لا فائدة فيه، وقد أقسم الحقُّ تبارك وتعالى بالعصر على خسارة من لم يملأ عمره بطاعته جلَّ وعلا، «والعصر إنَّ الإنسان لفي خسرٍ إلا الَّذين آمنوا وعملوا الصَّالحات وتواصوا بالحقِّ وتواصوا بالصَّبر». ولأهمية الوقت فقد أقسم الله تعالى بأوقاتٍ كثيرةٍ كالفجر والصبح والضحى والليل. وشدّد أئمة المساجد أنَّه ينبغي للمسلم أن يكون محافظاً على وقته معرضاً عن اللَّغو، مؤدِّياً لطاعة ربِّه مقبلاً على شأنه، بصيراً بزمانه، مهتمًّا برعاية أهل بيته وتربيتهم قائماً بعمله على أكمل وجهٍ، حافظاً للسانه، منفقاً وقته فيما يهمُّه من أمر دينه ودنياه، حريصاً على ما ينفعه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «قد أفلح من أخلص قلبه للإيمان، وجعل قلبه سليماً، ولسانه صادقاً، ونفسه مطمئنَّةً، وخليقته مستقيمةً، وجعل أذنه مستمعةً، وعينه ناظرةً وقد أفلح من جعل قلبه واعياً». حملةَ «الأقربونَ» دعا خطباء الجمعة أفراد المجتمع إلى المسارعة في عمل الخيرات والتعاون مع هيئة الهلال الأحمَر في الحملة التي أطلقتها هيئة الهلال الأحمر بدولة الإمارات العربية المتحدة حملةَ «الأقربونَ» تحتَ شعَار «تعليمهم واجب، وصحَّتهم أمانة» الَّتي ترَكز علَى علاَج المرضَى وتعليم الفقراء، لقوله تعالى «يَسأَلونَكَ مَاذَا ينفقونَ قل مَا أَنفَقتم من خَير فَللوَالدَين وَالأَقرَبينَ وَاليَتَامَى وَالمَسَاكين وَابن السَّبيل وَمَا تَفعَلوا من خَير فَإنَّ اللَّهَ به عَليم».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©