الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الحملة الترويجية وتوطين الاستثمار الأجنبي

الحملة الترويجية وتوطين الاستثمار الأجنبي
14 مايو 2017 21:42
في مثل هذا الوقت بالضبط، قبل أربع سنوات، أعلنت «مورجان ستانلي كابيتال إنترناشيونال» للمؤشرات العالمية قرارها بترقية سوق أبوظبي للأوراق المالية إلى عضوية الأسواق الناشئة. كان قراراً يقنّن الاعتراف الدولي بحجم التطوير المؤسسي الذي حققه السوق في قواعده التشريعية والفنية، وفي اضطلاعه بوظائفه الأساسية في دعم نمو الاقتصاد الوطني وفق أحدث المعايير والممارسات العالمية. كان قراراً يتوّج مرحلة سابقة، بقدر ما يفتح الباب لتحديات أثقل من أجل مواصلة الترقي. توقيت انعقاد الحملة الترويجية التي اختتمها سوق أبوظبي للأوراق المالية قبل أيام في نيويورك، جاء مناسبة لأن نسمع ونقرأ الذي ترسّخ في يقين الصناديق العالمية العملاقة عن أداء السوق خلال السنوات التنفيذية الثلاث لسريان قرار الترقية، وكذلك عن أهليته في التنافس لجذب الاستثمار الأجنبي وتوطينه. في مقابل وفد السوق الذي ضم أيضاً حشداً مصرفياً كفؤاً، كانت هناك نحو خمسين مؤسسة استثمارية أميركية وعالمية تضم شركات ذات أصول استثمارية ضخمة وصناديق تحوط عالمية عملاقة، بعضها له حضور في سوق أبوظبي المالي يحتمل التعزيز، وبعضها الآخر يتطلع لمعرفة المزيد والجديد من الخدمات التي يقدمها السوق وهو يؤدي شراكته المؤسسية في التنمية الشاملة التي تبرمجها «رؤية أبوظبي 2030»، والفرص المنظورة التي توفرها البنوك والشركات القطاعية الأخرى المدرجة. في الحملة الترويجية الأولى للسوق بنيويورك، والتي شاركت بها مؤسسات من أسواق المال والاستثمار والتطوير الاقتصادي وتسع من كبريات الشركات المدرجة، كان قد جرى عرض النجاحات التي حققها الأداء الاقتصادي لعاصمة الإمارات أبوظبي، والفرص الاستثمارية التي يتيحها السوق المالي والشركات المساهمة العامة. ما حققته الحملة الترويجية الأولى في نيويورك، وتوسعت فيه بعد ذلك بحملة لندن، ظهرت بعض نتائجه الرقمية التي تمثلت بوصول رسالة أبوظبي لذوي الاختصاص الأمميين، من أن اقتصاد الإمارة يمتلك بنية محفزة لاستقطاب الاستثمارات، قائمة على اقتصاد متنوع يعتمد مناخ الحرية الاقتصادية مع معدلات نمو مرتفعة، فضلاً عن سوق للأوراق المالية ببنية تشريعية وفنية تضمن له السبق الترجيحي في القيم المضافة التي تبحث عنها الصناديق الاستثمارية العالمية. وقد جاءت أرقام النمو في الاستقطاب الاستثماري الأجنبي مشجعة. هذه السنة في حملة نيويورك الترويجية، كان حشد المستثمرين الدوليين ينتظر سماع الرؤية المستقبلية، القريبة والمتوسطة، لسوق أبوظبي للأوراق المالية بعد استكماله للرقمية الكاملة التي تضمن الشفافية العالية في أحكام الاقتراض والإقراض والحفظ الأمين للأصول من دون وسطاء، مع القدرة على المشاركة عن بُعد في أعمال الجمعيات العامة للشركات من خلال تقنية البلوك تشين، وهي بين ابتكارات السوق للعام الماضي. كما كان حضور الحملة ينتظرون تلمُّس فرصهم الجديدة في أدوات الاستثمار والتمويل التي يتوسع بها سوق أبوظبي تدريجياً، وهي أدوات تجيد الصناديق الدولية استخدامها وترى في في سوق أبوظبي رائداً موثوقاً في توظيفها. كانت عاليةُ التجهيز والكفاءة، مشاركة الوفد المصرفي في حملة نيويورك الترويجية يعرفون تماماً نوعية الاستفسارات التي ستطرحها الصناديق العالمية في المرحلة الراهنة، ابتداءً من الفرص التي ستفتحها الاندماجات البنكية، مروراً بأسعار الفائدة التي تتحرك ضمن معادلة الربط المرنة بين الدرهم والدولار، وانتهاءً بموضوعات ضريبة القيمة المضافة والفرص المتوسعة للاقتصاد الإماراتي التي تفتحها زيارات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى الهند واليابان وروسيا وغيرها. ما يميز سوقاً مالياً عن غيره، هو قدرته على توظيف الابتكار التسويقي في تعزيز ميزاته التنافسية ولإدامة الزخم في حصته من الاستثمارات العالمية، فقد أضحت الأسواق العالمية موسومة بالتعقيدات الكبيرة، والتزايد المطرد في حدّة المنافسة لتلبية التنوع في احتياجات ورغبات المستثمرين. ومن يجيد استخدام المزيج التسويقي بمنطق الإبداع والابتكار في حملاته الترويجية، فإنه يحجز لنفسه مقعداً في العضوية وفي حق الترقي بمؤشرات الأسواق العالمية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©