الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يوم الأم إعلاء لقيم العطاء وتكريس لمعاني العرفان والحب

يوم الأم إعلاء لقيم العطاء وتكريس لمعاني العرفان والحب
21 مارس 2012
أمي.. يا كل أم.. يا شمعة الكون.. يا كل الناس والأحباب.. يا قلب كل الدنيا الكبير.. كلمات العرفان لا تفيك حقك.. وباقات الورود التي ننثرها بين كفيك لا تكفي! أروع القلوب قلبك.. وأجمل الكلام همسك.. وأحلى ما في الحياة أنك أمي.. العالم كله يحتفل بهذا اليوم.... اليوم وكل يوم وكل لحظة نتأكد أن العمر يفتقد مذاقه دونك.. نحتفل اليوم بعيدك، وكل يوم يمر علينا هو عيدك.. نتطلع فيه أن تكون كل سنة أجمل من السنة التي سبقتها. كل عام.. وكل يوم.. وكل لحظة.. وكل أم على أرض هذا الوطن.. وعلى أي بقعة في هذا الكون بألف خير وسلام.. يشرق صباح هذا اليوم من كل عام معنوناً بعيد الأم، يأتي محملاً بكثير من الشجن، ويخاطب كل الناس بمعانٍ خاصة، ولغة مختلفة، ومضامين متعددة، وينبش في ذاكرة كل البشر على هذا الكون بأسره، ليجتر من مخزون القلوب والعقول والضمائر، بعضاً من سطور في صفحات عطائها، ومكنون قيمتها، ونكتشف أنها فقط مجرد علامات أو مفردات أو صور، من رصيد “الأم”. كثيرون يرون ألا يجب أن يختصر العرفان والتقدير والاحتفال بالأم على يوم بعينه، وهناك من يتحمس لاعتباره مجرد يوماً سنوياً نجتمع حوله ليكون “رمزاً” لتكريم الأم، والاحتفاء بها، والتذكير بمكانتها، ودورها، وحقوقها، والبر بها. لا يهم الاحتفال بقدر ما يهم أن نتذكر الأم في هذا اليوم، وهي الأحقُّ بأن يحتفى بها كل يوم، في كل زمان ومكان. أليس هي التي قال الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ عنها عندما جاء رجل إليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال له: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك. من ثم ذهب الفقهاء إلى أن يكون للأم ثلاثة أمثال ما للأب من البر، وذلك لصعوبة الحمل، ثم الوضع، ثم الرضاعة، فهذه أمور تنفرد بها الأم وتشقى بها، ثم تشارك الأب في التربية والمسؤولية. وقد وقعت الإشارة إلى ذلك في قوله تعالى:”ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهنٍ وفصاله في عامين”، فسوَّى بين الوالدين في الوصاية، وخص الأم بالأمور الثلاثة، وتستحق على الابن الحظ الأوفر من البر، وتقدَّم في ذلك على حق الأب عند المزاحمة. «إحدى الأمهات» الاحتفال بعيد الأم يختلف تاريخه من دولة لأخرى، وكذلك أسلوب الاحتفال به، فالنرويج مثلاً تقيمه في الأحد الثاني من فبراير، أما في الأرجنتين فهو يوم الأحد الثاني من أكتوبر، وفي لبنان يكون اليوم الأول من فصل الربيع، وجنوب أفريقيا تحتفل به يوم الأحد الأول من مايو. أما في فرنسا فيكون الاحتفال أكثر بالعيد كعيد الأسرة في يوم الأحد الأخير من مايو، حيث يجتمع أفراد الأسرة للعشاء معاً ثم تقدم كيكة للأم. وفي السويد أيضا عندها عطلة عيد الأسرة في الأحد الأخير من مايو، وقبلها بأيام يقوم الصليب الأحمر السويدي ببيع ورود صغيرة من البلاستيك تقدم حصيلتها للأمهات اللاتي يكن في عطلة لرعاية أطفالهن. وفي اليابان يكون الاحتفال في يوم الأحد الثاني من مايو مثل أمريكا الشمالية، وفيه يتم عرض صور رسمها أطفال بين السادسة والرابعة عشرة من عمرهم وتدخل ضمن معرض متجول يحمل اسم “أمي” ويتم نقله كل 4 سنوات يتجول المعرض في عديد من الدول. ويزعم بعض المؤرخينو أن عيد الأم كان قد بدأ عند الإغريق في احتفالات عيد الربيع، وكانت هذه الاحتفالات مهداة إلى الإله الأم “ريا” زوجة “كرونس” الإله الأب، وفي روما القديمة كان هناك احتفال مشابه لهذه الاحتفالات كان لعبادة أو تبجيل “سيبل” -أم أخرى للآلهة. وقد بدأت الأخيرة حوالي 250 سنة قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام، وهذه الاحتفالات الدينية عند الرومان كانت تسمى “هيلاريا” وتستمر لثلاثة أيام من 15 إلى 18 مارس. في المملكة المتحدة، هو يوم شبيه باحتفالات عيد الأم الحالية، لكنه كان يسمى “أحد الأمهات” أو “أحد نصف الصوم”، لأنه كان يُقام في فترة الصوم الكبير، والاحتفالات التي كانت تقام لعبادة وتكريم “سيبل” الرومانية بُدِّلت من قبل الكنيسة باحتفالات لتوقير وتبجيل مريم عليها السلام ، وهذه العادة بدأت بحَثِّ الأفراد على زيارة الكنيسة التابعين لها والكنيسة الأم محمَّلين بالقرابين، وفي عام 1600 بدأ الشباب والشابات ذوو الحرف البسيطة والخادمون في زيارة أمهاتهم في “أحد الأمهات” مُحمَّلين بالهدايا والمأكولات. «ست الحبايب» بعد أن اكتسب هذا اليوم أهمية اجتماعية كبيرة في المجتمع الأميركي والغربي، كان الصحفي المصري الراحل علي أمين أول من طرح فكرة الاحتفال بعيد الأم، وجعله يوماً وعيداً قومياً في بلداننا العربية وبلاد الشرق. وتم اختيار يوم 21 مارس الذي يصادف بداية فصل الربيع ليكون عيدا للأم ليتماشى مع فصل العطاء والصفاء والخير، ويكون بمثابة يوم لرد الجميل وتذكير بفضل الأم، ورفض آخرون الفكرة بحجة أن كل أيام السنة للأم وليس يومًا واحدًا فقط، لكن تزايدت آراء وحملات التأييد، وأصبح هذا اليوم منذ عام 1956م عيداً سنوياً ل”ست الحبايب”. وهكذا امتدت الدعوة التي لاقت ترحيباً وتجاوباً كبيراً على الصعيد العربي وبلاد الشرق الأوســط. ويصادف هذا التاريخ رأس السنة عند الأقباط النصارى، وبداية السنة الفارسية، عيد النوروز عند الأكراد. .. حول ذلك، يقول ناصر سالم “معلم”: “رغم أن هناك آراء يذهب أصحابها بكراهة الاحتفال بعيد الأم، إلا أنني أراه غير ذلك، فالشريعة الإسلامية أكثر من قدر الأم ودورها، ووضعتها في أفضل منزلة، فليس هناك من يستحق الاحتفاء والتكريم أكثر من الأم. صحيح أن يوم واحد لا يكفيها ولا يوفي قدرها، ولا يجب أن تقتصر صور البر والتقدير على يوم واحد في السنة، فمع مشاغل الحياة قد ينسى البعض أو يغفل تذكر أمه سواء بكلمة طيبة أو بهدية أياً كانت قيمتها، فما المانع من وجود يوم نتذكر فيه جميعاً فضل أمهاتنا، ونلتف فيه في تظاهرة اجتماعية حضارية تعكس قيمنا وخلقنا ومشاعرنا تجاه أمهاتنا، ولو بكلمة طيبه لننال رضاهن؟. أما نورا جبريل”طالبة”، فتقول:” كل لحظة أقضيها مع طفلي الأول أفكر في أمي، فما كنت أتصور أن تكون مشاعر الأمومة هكذا، فكثيراً ما كنا نسمع أننا لن نعرف حقيقة مشاعر الأمومة إلا بعد أن ننجب، وجاء اليوم الذي عشت فيه تلك المشاعر بشكل حقيقي، ولمست وأدركت ما معنى قلب الأم، ولا أظن أن اقتصار الاحتفال به على هذا التاريخ تقليلاً من شأنه، أوأن الناس لا يتذكرون أمهاتهم إلا في مثل هذا اليوم، لكن يمكن أن نجعل منه تاريخاً رمزياً نكرم فيه الأم، مهما كانت المشاغل والمسؤوليات والأعباء، وأظن أن إحساس الأمهات بهذا اليوم شيء مختلف، فهم لا ينتظرون من فلذات أكبادهن سوى الحب والمودة والألفة والعرفان والتقدير”. تكريم مستحق ويكمل سرور الهنائي” موظف”: “لعل المسلمين معنيين أكثر من غيرهم بهذا الاحتفاء الخاص بالأم، فتخصيص يوم للأم تكريم بسيط يدل على المحبة والمكانة التي تستحقها كل أم، وماذا يتغير إن أطلقنا عليه “يوم الأم” عوضاً عن “عيد الأم”، إن المعنى واحد، وأعتبر الاحتفال بيوم للأم، إنما هو تعبير أخلاقي وإنساني عن الوفاء والعرفان بفضلها، وتقديراً رمزياً لدورها، ومكانتها، وقيمتها في الحياة والمجتمع. فإذا قلنا يوم الأم، فهو يوم يخاطب الأحاسيس، ويوم تذكيري للبر لها والتعبير لها في هذا اليوم ولو بهدية بسيطة، أو كلمة جميلة تسعدها وتدخل البهجة إلى قلبها، فالأم هي التي شقت وتحملت الكثير من صور وألوان العناء والتعب من أجل فلذات أكبادها دون أن تتذمر أو تشكو، بل فعلت ذلك بحب يسعدها أن ترى حبها يثمر بالتجاوب معه، ومهما قلنا في الأم سنظل مقصرين بحقها، ولن نفي بهذا الدين ما حيينا. لنجعل هذا اليوم عيدها للتوعية والتذكير بعظمتها وبمكانتها والبر لها، وينبغي أن يكون في كل يوم وكل لحظة، وأتمنى ألا ننسى في هذا العيد الأمهات اللاتي افتقدناهم، ولا الأبناء الذين فقدوا أمهاتهم”. وتضيف مها عوني “طالبة”: “عادة ننتظر هذه المناسبة لنعبر فيها عن مشاعرنا الجياشة لست الحبايب، ولو بهدية مهما كانت بسيطة، فإنها تحمل في جوانبها معان عديدة، وتضفي كثيرا من مشاعر السرور، والمودة، والمحبة أيضاً، فضلا عن كونها تنطوي على كثير من الأهمية في تحقيق حالة إيجابية من التواصل، فعيد الأم له طابع خاص ومميز، ووقع مختلف. إنها عادة جميلة ننتظرها سنوياً لنحتفل بأمنا، لكن أنا ضد من يبالغ فيها سواء في مظاهر الاحتفال أو في قيمة الهدية، فالمقصود ليس الهدية نفسها، وإنما هو إدخال الفرحة والبهجة إلى قلب الأم، وكل إنسان يحتفل بهذه المناسبة على طريقته، فالهدية تعبير إيجابي جميل في كل المناسبات، وتقليد اجتماعي لا غبار عليه بين أفراد الأسرة الواحدة، لكن بشرط عدم المغالاة أو المبالغة التي ترهق جيوب الكثيرين، فقد تكون الهدية بطاقة تهنئة جميلة، أو وردة، أو أي شيء معبر بسيط، وتترك دلالتها وتأثيراتها أكثر من أي شيء آخر”• عيد الأم .. أبعاد اجتماعية وسيكولوجية من جانبها تقول الأخصائية الاجتماعية بالهلال الأحمر مريم الفزاري: “إن مكانة وقدر الأم وقيمتها الرفيعة في القلوب، ودورها في الحياة والمجتمع، قد لا يحتاج إلى مثل هذا اليوم فقط لنتذكر كل هذه المكانة، أو يقتصر ويختصر تكريمها على الاحتفال بها في هذا اليوم، فالحقيقة التي لا يمكن تجاهلها، هي إن المرأة “الأم” قد شاركت الرجل منذ فجر التاريخ، وفي الماضي والحاضر في كل مجالات الحياة، ووهبت عطائها في كل اتجاه وصوب، ولها إسهاماتها المشهود بها في تطور المجتمعات الإنسانية، وإنها اقترنت بالرجل في السعي وكسب الرزق، دون أن تتخلى عن دورها ووظيفتها الأولى الأساسية كزوجة وأم، ويصعب حصر فضائلها وصور ومفردات عطائها، أو وصف حنانها ومشاعرها التي خصها الخالق سبحانه وتعالى بها. وتكريمها في تاريخ معين، لا يعني إغفال بقية أيام السنة، وإنما هو تاريخ رمزي يحمل من الأبعاد التربوية والأخلاقية والإنسانية والسيكولوجية الكثير، على صعيد الأم نفسها، أو على صعيد الأبناء، والتفافهم حول معنى هذا اليوم ورمزيته. إن تكريم الأم في صورة هدية بسيطة أو ثمينة أو بكلمة طيبة ليس هو القصد، وليس هو الغاية، إنما تكريس وإشاعة مبدأ الاعتراف بالفضل والامتنان والعرفان هو الأهم، ولعل التذكير في هذا اليوم بالمكانة التي رفعتها إليها الشريعة الإسلامية السمحاء، ومكانة الأم في كل الديانات والثقافات، من شأنه أيضاً أن يكرس الكثير من القيم الاجتماعية والتربوية الجميلة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©