الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ورود وهدايا وقصائد حب من الأبناء إلى «ست الحبايب»

ورود وهدايا وقصائد حب من الأبناء إلى «ست الحبايب»
21 مارس 2012
هناء الحمادي (أبوظبي) - يشكل يوم الأم نوعاً من الاحتفاء الرمزي برسالة الأمومة التي أقرتها الديانات والأعراف، ضمن احتفالية تهدف إلى تجسيد قدسية الأمومة على صعيد الأسرة والمجتمع والإنسانية، ليأتي يوم الحادي والعشرين من مارس في كل عام محملاً بأحلام الأمهات اللاتي ينظرن للحياة بعيون أبنائهن. وكشفت جولة في الأسواق عن استعداد الكثير من محال الهدايا بعرض الكثير من الأفكار المبتكرة التي ترضي أذواق الجميع على اختلافهم ، فباعة الذهب يقدمون الكثير من الأشكال والتصاميم من الحلى والمجوهرات بيومها على الرغم من ارتفاع أسعار الذهب، إلاّ أن ذلك لم يمنع الكثيرين من التوافد إلى محال الصاغة، بينما محال الألبسة باتت مزدحمة بالزبائن تتهافت على شراء الملابس، ليغتنم أصحاب المحال الألبسة هذه الفرصة، فيعمدون إلى جذب أكبر عدد من الزبائن للشراء بمناسبة يوم الأم، عبر تمديد فترة التنزيلات، لتتزين الواجهات الزجاجية بأرقام تشير إلى نسبة هذه التخفيضات التي وصلت أحياناً إلى 70%، بينما الزهور في هذه المناسبة تعتبر أكثر الهدايا انتشاراً، حيث تشهد محال الورد تنافساً محموماً فيما بينها، فتتسابق على ترويج أجمل باقات الورد والتوصيل المجاني، لتختصر هذه الباقة كل اللحظات الجميلة لمناسبة عزيزة ينتظرها الصغار والكبار احتفالاً بالأم. رمزية الاحتفال إلى ذلك، قالت فاطمة خالد وهي أم لثلاثة أبناء، إن الأمومة من أنبل المعاني وأكثرها تماسكاً وإيماناً؛ لذلك فإن الاحتفال بيوم الأم ما هو إلا يوم رمزي يأتي في السنة مرة واحدة، ليعزز مفاهيم إنسانية بقدسية الأم ورسالتها، وبفرح عفوي أشارت فاطمة إلى الهدية التي حصلت عليها العام الماضي، من أحد أبنائها، وكانت عبارة عن عطر نسائي اشتراه من مدخراته، وقالت إن المعنى من هدية ابني البالغ من العمر 9 سنوات هو تغذية الإحساس الجميل الذي لا تشعر به إلا الأم. وأوضحت نهى يوسف المختار، أم لخمسة أبناء، أن هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا والتي يحتفل بها الجميع بيوم الأم، تعتبر رمزية سنوية لإيفاء الأمهات حقهن في قلوب الكبار قبل الصغار، مشيرة إلى أن الأم وعلاقتها مع الأبناء لا تكون بعيد رمزي فهي مستمرة ما استمرت الحياة. وتضيف المختار: لا أعتقد ان الأم بحاجة إلى يوم واحد لنتذكر أفضالها، فمهما فعلت وربت وضحت فهذا هو عطائها غير المحدود، ومهما حصلت على الهدايا المادية أو المعنوية، فهي تستحق أكثر من ذلك وهو الاحترام والتقدير لها. وتقول، على الرغم من بعدي عن أمي، إلا أن وجودي مع زوجي وأسرتي يخفف معاناة الغربة وما فيها مشاعر حزينة لابتعادي عن الأهل، خاصة أمي، لكن كل أمنياتي أن يفاجئني زوجي بالسفر وفجأة أجد نفسي في أحضان والدتي، وتهنئتها بهذه المناسبة، فهي تستحق أكثر من مجرد عناق وشوق. جندي مجهول وأوضحت المعلمة ميثاء غريب أنه على الرغم أنها متزوجة ولديها أبناء، إلا أن تاريخ 21 مارس، يشكل حالة لها قدسية خاصة فهي تستعد قبل هذه المناسبة وتفكر في اختيار هدية مناسبة لوالدتها التي مهما كبرت في العمر، إلا أن الاحتفال بهذه المناسبة يشعل الحب والمودة بينهما. وتقول إن التواصل مع الأمهات في مثل هذه المناسبات يمنح الأم شعوراً جميلاً بالحياة، وهي بحاجة إلى مثل هذا الشعور وبشكل دائم كجزء من إدامة الروابط العاطفية وتقويتها بغض النظر عن مشاغل الحياة. وجددت التأكيد أن الأم هي الجندي المجهول الذي يسهر الليالي، ليرعي ضعفنـا ويداوي علتنا، وهي الإيثـار والعطـاء والحـب الحقيقي الذي يمنـح بلا مقابل ويعطي بلا حدود أو منّه، لكن مهما قلنا فلن تكفينا سطور وصفحات لنحصي وصف الأم، وما تستحقه من بر وتكريم وعطاء امتناناً لما تفعله في كل لحظة، ولكن نحصرها في كلمة واحدة هي”النقاء والعطاء بكل صوره ومعانيه. وأضاف جمال فاخر 44 عاماً، في السابق كنت أحتفل بعيد الأم مع والدتي، أما الآن فبعد أن عملت خارج بلادي، فأبارك للوالدة لهذه المناسبة بالهاتف، وبالنسبة لعائلتي، فقد أصبحت زوجتي هي كل شيء في حياتي طبعاً بعد الوالدة، ومهما فعلت ماذا عساي أن أقول في حقها من خلال أسطر معدودة؟ وماذا عساي أن أعطيها خلال يوم واحد، إن تقديرها على مدار العام لا يكفي، لكن في هذه المناسبة أحاول وبكل جهدي أن أجمع ما أستطيع من القول والتعبير حتى أنقل لها شيئاً من إحساسي. تجربة الأمومة أما هيام سلطان 33 عاماً، التي لم تعش تجربة الأمومة حتى الآن ومثلها الكثير من الأمهات يعانين بصمت ويتجرعن الألم والحسرة لأنهن لم يشعرن بمشاعر الأمومة التي تتمناها كل امرأة، وبنبرة حزن وحسرة وألم توضح هيام: مرت أكثر من 10 سنوات ولم أنجب طفلاً حتى الآن يناديني أمي، تترقرق عيناه وهي تشير إلى غرفه الطفل الذي تنتظره بفارغ الصبر، صحيح في بادئ الأمر بكيت، لكن عوضني الله بأبناء أختي الذين أشعر بهم وكأني أمهم، وهي مشاعر جميلة، أدعو من خلالها كل ابن أن يهتم ويبر أمه على مدار العام، وليعرف أن الجنة تحت أقدامها. واستعد مروان راشد طالب إعدادي، للاحتفال بمناسبة عيد الأم، حيث جمع مبلغاً من مصروفة الخاص لشراء هدية لوالدته، ويقول مبتسماً، صحيح أن الهدية لا تليق بمقام الوالدة، لكن أتمنى أن تنال إعجابها وتعتبرها عنوان محبتي لها، فهي تحملت الكثير في تربيتنا أنا وإخوتي، وتحملت الآلام والمصاعب في سبيل أن ترسم عي شفاهنا الابتسامة الصافية وتخلق لنا حياة كريمة. وتتفق معه مريم جاسم العبدولي، طالبة جامعية بقولها: الأم في حياة كل إنسان هي الحنان والحضن الدافئ والقلب الكبير والسيدة، التي تعطي ولا تأخذ وتسهر وتتعب ويظل قلبها وعقلها معلقاً بأبنائها مدى الحياة، وامتناناً لأمي أقدم لها في عيد الأم هدية ذهبية، لن أفصح عن هويتها لتكون مفاجأة لها، إضافة إلى وردة مكتوب عليها عبارة «أحبك يا أمي». المناسبة عرفها الإغريق وارتبطت بالتدين عند الرومان كثرت الأقاويل والحكايات عن الاحتفال بعيد الأم، حيث يزعم بعض المؤرخين أن عيد الأم كان قد بدأ عند الإغريق في احتفالات عيد الربيع، وكانت هذه الاحتفالات مهداة إلى الإله الأم ريا زوجة كرونس الإله الأب، وفي روما القديمة كان هناك احتفال مشابه لهذه الاحتفالات كان لعبادة أو تبجيل «سيبل» أم أخرى للآلهة. وقد بدأت الأخيرة نحو 250 سنة قبل الميلاد، وهذه الاحتفالات الدينية عند الرومان كانت تسمى «هيلاريا»، وتستمر ثلاثة أيام من 15 إلى 18 مار وتجلب الهدايا وتوضع في المعبد حتى تبعث السرور على نفس أمهم المقدسة. وبمجيء المسيحية، أصبح الاحتفال يقام على شرف الكنسية الأم، في الأحد الرابع من الصوم الكبير عند الأقباط ويتم شراء الهدايا كل لكنيسته التي تم تعميده فيها. وهو يوم شبيه باحتفالات عيد الأم الحالية، لكنه كان يسمى أحد الأمهات أو أحد نصف الصوم؛ لأنه كان يُقام في فترة الصوم الكبير. ويقول البعض إن الاحتفالات التي كانت تقام لعبادة وتكريم «سيبل» الرومانية، وهذه العادة بدأت بحَثِّ الأفراد على زيارة الكنيسة التابعين لها والكنيسة الأم محمَّلين بالقرابين، وفي عام 1600 بدأ الشباب والشابات ذوو الحرف البسيطة والخادمون في زيارة أمهاتهم في أحد الأمهات مُحمَّلين بالهدايا والمأكولات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©