الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كيمياء» الأمومة

21 مارس 2012
في مثل هذا اليوم، أجد نفسي منغمساً في تفسير العلاقة التي تربط بين الأم ووليدها، إنها بحق علاقة تحكمها “كيمياء” خاصة لا يمكن أن تخضع للقياسات العقلية أو المنطق المجرد، هي علاقة خصها الله سبحانه وتعالى بطبيعة متفردة غاية في الغرابة والخصوصية. سبحان الله، إنه رباط لا يشعر به، أو يستوعبه إلا الأم التي أنجبت. ويقال إن الأنثى لا تشعر بغريزة الأمومة، ولا تعرف كيف تكون أماً إلا بعد أن تنجب! الأمومة نراها عندما تضحي الأم بنفسها ورغباتها لإشباع حاجات أطفالها، فهي لا تحقق نفسها ولا تشعر بالابتهاج إلا إذا كانت آمنة على وليدها طوال الوقت، مستعدة منذ الوهلة الأولى أن تضحي بنفسها من أجله. هل غريزة الأمومة موجودة فعلاً عند كل أنثى؟ هناك من يجب بالنفي، وهناك من يقول بأنها إن وجدت فهي لا تتفجر إلا لحظة ولادة الطفل. إن مفهوم غريزة الأمومة يفرض على الأم في كثير من الأحيان أكثر من طاقتها، ويشعرها بالذنب عندما لا تستنتج وجودها عندها كما تتصور. الإنجاب وحده لا يصنع العلاقة بين الأم وطفلها، وإنما المعايشة اليومية، والعناية به، والتكيف معه، والاستجابة لحاجاته، ليست مسألة سهلة إنما تحتاج لاستعداد وطبيعة خاصة ومهارات ورغبات وعواطف فائقة. فالمرأة ترغب أن تكون أماً ليس بسبب غريزة الأمومة فحسب، وإنما لشيء آخر. قد يكون لتقوية علاقتها بزوجها أو الاحتفاظ به، أو لتعويض النقص العاطفي الذي لم تحصل عليه من أمها وأبيها، أو لأنها حلمت كثيراً بهذه الفكرة منذ صغرها ولا ترى نفسها بغير ذلك، أو لرغبتها اللاواعية منذ طفولتها بأن تحل محل أمها بالنسبة لأبيها وتمنحه طفلاً. إنها احتمالات كثيرة وممكنة. عندما يبكي الطفل الصغير تسرع إليه الأم وتحمله، وما أن تضمه إلى صدرها حتى يسكت عن البكاء، فما السر في ذلك؟ إن الطريقة التي تتصرف بها الأم تجاه وليدها تستحق شيئاً من الاهتمام، أما الوضع الذي تحمل به الأم طفلها عند إراحته فإنه يحتاج إلى الكثير من التأمل. هناك دراسات دقيقة تشير إلى أن 80% من الأمهات يرقدن أطفالهن على اليد اليسرى لصق الجانب الأيسر من أجسادهن. اتضح أنه ربما خلال وجود الجنين في جسم الأم، فإن الطفل قد تعوّد على صوت دقات القلب وذلك لأن صوت قلب الأم هو أول صوت يسمعه الطفل داخل الرحم لأن السائل الأمينوسي الذي يحيط به وهو داخل الرحم يحمل إليه بانتظام هذه الدقات، ويتولد عند الجنين علاقة ترابط بين سماع هذه الأصوات وبين الظروف المريحة التي يعيشها الجنين داخل الرحم، وسرعان ما يصلن لاكتشاف أن أطفالهن يكونون أكثر اطمئناناً إذا حملته باليد اليسرى جهة القلب لأنهم يستمعون إلى صوت نبضات القلب وسيشعرون بالراحة التي كانوا يشعرون بها وهم داخل الرحم. إنها الفطرة التي فطر الله الإنسان عليها.. سبحان الله ! المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©