الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمي.. دائي ودوائي

21 مارس 2012
قيل في الأم الكثير والكثير...، كما قيل في الأم أكثر مما قيل في غيرها...، فهي «المدرسة» التي علمت وخرجت أجيالا وأجيالا، ظهر منهم القادة، وبرز منهم العلماء، واشتهر منهم العباقرة والأذكياء...، وهي «المربية» التي ربت وتربى على أيديها، مئات المربين والأساتذة الأفاضل...، وهي «خزنة الأسرار» التي يبوح كل أبنائها لها بكل سرٍ صغير أو كبير...، وهي «الصديقة الصادقة» التي تصدقك في كل كبيرة وصغيرة من شؤون حياتك ومعيشتك...، وهي «الغمامة الممطرة» بكل معاني العطف والحب والحنان...، وهي «سحابة كل الفصول» التي لا تبخل بروحها على فلذات أكبادها رغم جحود وقسوة بعضهم...، وهي «الظل الظليل» الذي يحميك من حرارة شمس الدنيا وقساوتها...، وهي «البلسم العليل» الذي يمسح معه آثار دموع على الخدين سالت عنوة من أبناء قسوا على أمهاتهم وجحدوا عليهن...، وهي «الداء والدواء» فداء فراقها ليس له أي دواء، ودواء عطفها يشفي كل داء...، وهي التي جعلت جنان السماء أسفل أقدامها، وهي التي جُعل غضبها على أبنائها من «اللسان» قولاً، لا من القلب والعقل «قصدا» و«عمداً»، وهي التي أوجب عن سائر الخلق بالطاعة والاحترام والمودة والقرب والحنان...، وهي التي أبكت جبابرة الأرض ومن عليها من عظماء، وهي التي لو تكلمت عنها صبح مساء، لما قدرتها ولما أوفيتها بعض حق قدرها، هي أمي وأمك... وهي كل أم تحملتني وتحملتك، بكل صدرٍ رحبٍ لا يأتي إلا بكل جميل وعظيم. مناسبة يوم الأم، ليست كغيرها من المناسبات التي تمر علينا خلال سنواتنا الكثيرة التي نعيشها ونتعايش معها، فهي المناسبة الأهم والأبرز، وهي المناسبة الأكبر والأغلى، على قلبي وقلب من يقرأ مقالي، وهي المناسبة التي أصبحت تمر علينا اليوم كأنها مرت علينا في كل يوم، هي المناسبة التي تجلي صدورنا، وتذهب ما فيها من حزن ووجع وألم... هي المناسبة التي مهما مرت الأيام وانقضت السنون، تبقى في البال، وتحيا في الوجدان.. لأنها وببساطة شديدة المناسبة الخاصة بأهم إنسان في حياة كل فردٍ فينا، ولأنها ببساطة أخرى المناسبة الخاصة التي تجبر المقصر في حق أمه على تذكرها، وتحث الجاحد لفضل أمه على طلب السماح منها، وتلين قلب العاصي، وتحد من صوت الناهر لها، ولأنها ترخي بقدومها أعلام بعض الأبناء الرافعين لرايات عقوق أمهاتهم، وتسدل بمجيئها ستائر «الأفِ واللاء» أمام نور وجوه أمهاتنا. هي ليست مناسبة يومٍ من الأيام، بل هي مناسبة كل الأيام، هي ليست مناسبة الحادي والعشرين من شهر مارس لهذا العام، بل هي مناسبة كل الأعوام، هي مناسبة «يوم أمي» الذي أتمنى أن تبقى ذخراً لي وعزاً وكرامةً لمن بعدي، أمي التي أدعو الله أن يمد في عمرها، ويديمها فوق رأسي، أمي التي أطلب اليوم منها وفي هذه المناسبة، أن تسامحني إن أخطأت أو قصرت يوماً في حقها أو رفعت صوتي أو وقفت أمام مقامها، أمي التي أغنتني بحبها وأمدتني بقوتها وغمرتني بعطفها ونهر عطائها الدائم غير المنقطع. فكل عام وأنت بخير يا ست الحبايب يا أمي. المحرر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©