الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أُمهات على الشاشة

21 مارس 2012
إذا كانت بعض الفنّانات تتهرَّب من أدوار الأم على الشاشة الصغيرة والكبيرة، خوفاً من إحساس المشاهد، بأنهن قد تجاوزن مرحلة الشباب والجمال والدلال، وبتن يصلحن فقط لأدوار الأم في الدراما أو السينما، فإن هُناك ممثلات ارتبطت أسماؤهن بدور الأم، خاصة في سينما الأبيض والأسود منذ أربعينيات القرن الماضي، ومنهن فردوس محمد وأمينة رزق وعزيزة حلمي، وفي الثمانينيات أيضاً ارتبط دور الأم بأسماء فنية كبيرة منهن كريمة مختار، والتي قدمت أروع أدوارها التلفزيونية والمسرحية خلال مسيرتها الفنية، لتكون خير مثال للأم الحنونة الطيبة. ورغم أن أدوار الأم في الأعمال الفنية، قد تكون هامشية إلى حد ما، إلاّ أن بعض الممثلات الكبيرات أجدن هذه الأدوار، وجعلن منها بطولة نتيجة أدائهن المدهش، وتقمص الدور من خلال الغوص في الشخصة والإمساك بخيوطها والتوحد معها، لدرجة دفعت المشاهد إلى أن يصدقهن ويعيش معهن أفراحهن وأحزانهن نتيجة صدق مشاعرهن في الأداء، فنراه يتعاطف معهن عندما يرى إحداهن تبكي أمام قسوة الأبناء وجحودهم على الشاشة. ولا ننسى الفنّانة الكبيرة فاتن حمامة التي أقنعت المشاهد بدور الأم لدرجة الدهشة في فيلم “امبراطورية م”، والذي أصبح فيلماً مقرراً على الشاشة الصغيرة وضيفاً دائماً، في مناسبة “يوم الأم” من كل عام، احتفاءً بأمهاتنا اللواتي تعبن وسهرن على تربيتنا وأفنين حياتهن في رعايتنا منذ لحظة ميلادنا وحتى إشعار آخر.. كما تفوقت في السنوات الأخيرة عبلة كامل على نفسها في أداء دور الأم في عدة أعمال سينمائية، وهي كما أسعدتنا وأضحكتنا من خلال مواقفها الكوميدية، والإفيهات المميزة، بجانب عفويتها وبساطتها في الأداء، فهي أيضاً كثيراً ما أبكتنا في عدة مواقف، من خلال أدائها المتميز والقدرة على العيش مع تفاصيل الشخصية. وفي الدراما الخليجية، أدهشتنا الفنّانة الكبيرة حياة الفهد بأدائها لدور الأم في أكثر من عمل درامي، حتى أن المشاهد من كثر قناعته ببراعة تمثيلها كان يضحك ويبكي معها من خلال الأحداث التي كانت تتعرَّض لها في المسلسلات المختلفة، وهذا ليس بمستغرب على فنّانة في حجمها، فهي استطاعت أن تثبت جدارتها في عالم الدراما والمسرح، واحتلت مكانة خاصة في قلوب المشاهدين في الخليج والوطن العربي.. وإذا كانت الفنّانات يتهرَّبن من الظهور على الشاشة في دور الأم، وقد يكون الحق معهن في كثير من الأحيان، فإن هُناك أدواراً تفرض نفسها، وتجعل من دور الأم في العمل بطولة، لا تقل في مكانتها عن دور البطل الرئيسي، ولكن هذا يتوقف على قدرات الفنّانة التمثيلية التي تستطيع أن تسهم في إعلاء الدور، وإقناع المشاهد به، من خلال أدائها الذي يجذب المشاهد مع كل كلمة تقولها أو حركة تقوم بها. ويجب أن نعلم أن أي فنّانة قديرة، لا تخشى أي دور تلعبه، طالما أنها تملك أدواتها وإمكاناتها، وتقنع المشاهد بأنها قادرة بموهبتها على تجسيد كل الشخصيات، بعيداً عن الفنّانات اللواتي يخشين على أنفسهن من لعب أدوار أكبر من قدراتهن، ويردن دائماً الظهور على الشاشة وهنّ في كامل أناقتهنّ وشبابهن ولا يفكرن في ترك عرش الجمال مهما كان الثمن. soltan.mohamed@admedia.ae?
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©