السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بوكو حرام».. لماذا تأخرت نيجيريا؟

21 مارس 2015 21:41
مضى شهر على تأجيل نيجيريا انتخاباتها الرئاسية بزعم أن الظروف الأمنية لا تسمح بإجرائها بعد سيطرة «بوكو حرام» على مناطق واسعة من شمال شرق البلاد. ومنذ التأجيل تكبدت الجماعة المتشددة سلسلة من الخسائر. وطردت تشاد والنيجر «بوكو حرام» من أراضيها وتعقبتها حتى شمال شرق نيجيريا. لكن الأسبوع الماضي، أعلنت الجماعة ولاءها لـ«داعش» مما يثير شبح المزيد من أعمال العنف وحملة دعاية أقوى قد يعجز عن التصدي لها الجيش النيجيري حتى بعد تلقيه أسلحة جديدة ودعما من الاتحاد الأفريقي. وقبل أسبوعين من إجراء الانتخابات المؤجلة، تكبدت «بوكو حرام» خسائر أكثر مما تكبدته في سنوات. ولم يعد الرئيس «جودلك جوناثان»، الذي حظى بنفس ما حظي به خصمه «محمد بخاري» من تأييد قبل الموعد الأصلي للانتخابات في 14 فبراير تحت حصار عدم قدرته على كبح الجماعة المتشددة، وقد لا تنتهي عنده سيطرة حزبه الحاكم الذي يحتكر السلطة منذ ما يقرب من عقدين. وذكر «جون كامبل» الباحث البارز في «مجلس العلاقات الخارجية» والسفير الأميركي السابق في نيجيريا أن (أحد أكثر الموضوعات نجاحاً في حملة بخاري تمثل في عدم قدرة «جوناثان» على توفير الأمن للشعب النيجيري). ويعتقد «كامبل» سواء كان الانتباه المفاجئ لـ«بوكو حرام» مجرد لعبة انتخابية أم لا، فإن «جوناثان» أصبح يتمتع بدفعة جديدة ورسالة بخاري بأن «جوناثان» لا يستطيع المحافظة على أمن نيجيريا فقدت بعض زخمها. و«بخاري» يستمد قاعدة دعمه من الشمال، ومع تهديد «بوكو حرام» بتعطيل عملية التصويت، يتوقع أن تكون المشاركة ضعيفة هناك. ورغم حالة الارتياح العامة لنجاح الجيش في الآونة الأخيرة في كبح تمرد «بوكو حرام»، لكن ما زال من غير الواضح مدى فعالية العمليات العسكرية للجيش. والتغير السريع جعل الكثير من النيجيريين يتساءلون عن سبب التأخير حتى الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية لتوجيه ضربات للجماعة المتشددة، ويتساءل كثيرون عن كيف استطاعت الحكومة أن تفعل في بضعة أسابيع ما عجزت عن فعله في عدة سنوات. وتحرص حملة «بخاري» على نشر هذه الشكوك. وكتب «جاربا شيهو» مدير الدعاية في الحملة الرئاسية للمعارضة لحزب «مؤتمر كل التقدميين» في رسالة بالبريد الإلكتروني أنه يتساءل مثل غالبية النيجيريين: «إذا كان من الممكن حسم مشكلة انعدام الأمن في ستة أسابيع، فلماذا سمح لها بالتقيح لست سنوات». وأضاف إن النيجيريين يرحبون بكل الدعم الدولي وبسالة الجيش، لكن «هذه الأمور كان من الممكن القيام بها من قبل». وفي 11 مارس، أعلنت نيجيريا استعادة 36 بلدة من أيدي «بوكو حرام» منذ شكلت الدول المجاورة قوة متعددة الجنسيات في مطلع فبراير، مما أدى إلى قطع خطوط العمليات والإمداد لـ«بوكو حرام» وحرمها من ملاذات آمنة. ورغم الصعوبة في الحصول على تفاصيل عن العمليات بسبب الافتقار إلى مراقبين مستقلين في المنطقة يعتقد محللون أن «بوكو حرام»، لم تتعرض لضربات قوية بعد. ويعتقد «سايمون أليسون» مراسل صحيفة «ديلي مافريك» الجنوب أفريقية، «إننا لم نشهد بعد معركة تختبر قوة بوكو حرام أمام قوة الجيش النيجيري». وبالإضافة إلى هذا فشلت القوات متعددة الجنسية في اعتقال أي من زعماء «بوكو حرام»، والخلايا المتشددة في المدن النيجيرية التي من المتوقع أن تعاود الظهور وتعيث في الأرض فساداً. وذكر «ريان كمينجز» المحلل البارز في شركة «رد24» لإدارة الأزمات، وهي عضو في «شبكة أمن نيجيريا» أن هناك من يقول إن مقاتلي «بوكو حرام» تركوا الريف، وتسربوا إلى المدن. ويتوقع محللون أن يحبس الخوف غالبية سكان شمال شرق البلاد عن المشاركة في الانتخابات. وأودت سلسلة تفجيرات انتحارية في مدينة «مايدوجوري» في شمال شرق البلاد في السابع من مارس بحياة عشرات المدنيين، في تحذير مما قد يحدث أثناء الانتخابات المقررة في 28 مارس وما بعدها. ونشر زعيم «بوكو حرام» مقطعاً مصوراً في وقت سابق هذا الشهر أعلن فيه أن الجماعة ستعيث في الأرض فساداً يوم إجراء الانتخابات. وعلاوة على هذا، تحدثت تقارير صحيفة عن مشاركة مئات المرتزقة في العمليات، مما يثير الشكوك بشأن مقدار ما يمكن أن يعزى من فضل للقوات متعددة الجنسية. وأقرت الحكومة النيجيرية بتلقيها دعماً فنياً ولوجستياً مما قالت إنهم متعاقدون أجانب. ارييل زيرولنيك وليكان اوتوفودونرين - أبوجا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©