سونج ابن سيؤول.. لاعب بثلاث «رئات»

هو أحد رموز كرة القدم في كوريا الجنوبية وأبرز سفرائها إلى العالم من خلال ارتدائه القميص الأحمر الشهير لنادي مانشستر يونايتد الإنجليزي. إنه بارك جي-سونج لاعب الوسط الذي لا يتعب ولا يكل، والدينامو الخفي في تشكيلة أليكس فيرجوسون وأمل “محاربي التايجوك” في نهائيات جنوب أفريقيا 2010. اقتحم بارك الساحة العالمية من الباب الواسع، عندما شارك وهو بعمر الحادية والعشرين في قيادة بلاده إلى المجد واحتلال المركز الرابع في مونديال 2002 الذي أقيم على أرضه. شارك بارك في جميع مباريات بلاده في المونديالين الأخيرين، وكان نقطة الثقل في تشكيلة المدرب الهولندي جوس هيدينك خلال أمجاد 2002، حيث سجل هدف التأهل إلى الدور الثاني أمام البرتغال في الدقيقة 70 كما لعب دوراً رئيساً في ألمانيا 2006 تحت إشراف مدرب هولندي آخر هو ديك ادفوكات، حيث سجل هدف التعادل في مباراة فرنسا واختير أفضل لاعب في المباراة. شارك بارك في تحقيق بلاده أول فوز في كأس العالم خارج القارة الآسيوية على حساب توجو 2-1 2006 أيضا. لذلك، كان من البديهي أن يحمل شارة القائد في التشكيلة الحالية التي سيقود سفينتها اللاعب الدولي السابق هو جونج-مو. أظهر بارك (29 عاما) انضباطه ونيته بالوصول إلى العالمية منذ صغره، فتحقق انتقاله إلى نادي كيوتو بوربل سانجا الياباني وهو بعمر الثامنة عشرة، فأعاده إلى الدرجة الأولى 2001، وقاده إلى تحقيق لقب كأس الامبراطور للمرة الأولى في تاريخه 2002. بعد دوره الفاعل في مونديال 2002 لم يتأخر بارك في اللحاق بهيدينك إلى أيندهوفن الهولندي. انتظر بارك حتى الموسم التالي كي يتأقلم مع الحياة الأوروبية، فأصبح أحد نجوم الدوري الهولندي محرزا ثنائية الدوري والكأس 2005. أداؤه مع أيندهوفن أغرى فيرجوسون بعدما راقبه في أكثر من عشرين مباراة، فضمه مقابل 4 ملايين جنيه استرليني، وشارك “الشياطين الحمر” في تحقيق اللقب تلو الآخر، لكنه غاب عن نهائي دوري أبطال أوروبا 2008 أمام تشيلسي عندما فاز فريقه بركلات الترجيح بقرار من فيرجوسون وصفه الأخير أنه كان من بين الأصعب في مسيرته، وكان ضمن تشكيلة المدرب العملاق التي خسرت نهائي 2009 أمام برشلونة الإسباني صفر- 2. مدد ابن العاصمة سيول عقده مع مانشستر إلى 2012 ويقدر راتبه الشهري بـ65 ألف جنيه أسترليني ليضاهي نخبة اللاعبين في العالم. ويسير بارك بذكاء لافت مع الكرة بخطوط مباشرة نحو المرمى، وتحركاته ممتازة على أرض الملعب، لكن أهم ما يتميز به هو طاقته ومخزونه الهائل، فاعتبر البعض أنه يملك ثلاث رئات، بيد أن لاعب الوسط دائم الخجل ونجاعته التهديفية ليست مثالية أمام المرمى. استهل بارك مشواره الدولي بعمر التاسعة عشرة كلاعب وسط دفاعي، ومثل بلاده خلال تصفيات ألعاب سيدني الأولمبية 2000 واستقدمه المدرب الحالي هو جونج-مو إلى التشكيلة آنذاك، لكنه لم يفرض نفسه إلى حين وصول هيدينك الذي نقله إلى مركز الجناح. ومنذ ذلك الوقت، أصبح لاعبا متعدد الأدوار، في خط الوسط المركزي، اليمين واليسار بالإضافة إلى مركز الجناح الهجومي. في أكتوبر 2008 حمل شارة القائد لأول مرة مع بلاده في مباراة ودية أمام أوزبكستان، حيث فازت كوريا 3-صفر. منذ ذلك الوقت بقيت الشارة على ساعده وأنهى التصفيات الأخيرة المؤهلة هدافا للمنتخب الأحمر برصيد 5 أهداف. بارك قادم بقوة للمونديال الثالث على التوالي، وهي يأمل أن يستمر نموه التصاعدي على غرار طفولته عندما نصحه والده باحتساء خلاصة الضفادع المسلوقة لتسريع نموه.