السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

متخصصون: نقل التراث للأبناء في سن مبكرة يرسخ قيمنا

متخصصون: نقل التراث للأبناء في سن مبكرة يرسخ قيمنا
21 مارس 2015 22:00
الأسرة المسؤول الأول عن غرس المفاهيم التراثية أحمد الرميثي اطلاع الجيل الجديد على حياة الأجداد يعزز الارتباط بالموروث محمد المرزوقي التراث الوطني قادر على نقل تجارب مهمة من الماضي فاطمة التميمي أشرف جمعة (أبوظبي) يظل الموروث الشعبي المحلي بما يمتلك من مقومات تاريخية وحضارية، بيئة خصبة لتعلم العادات والتقاليد الإماراتية بطابعها الأصيل، ويمتد ظل هذا الموروث الوريف إلى هذا العصر، ليشكل معالم الماضي بروح جذابة عبر الاهتمام به، وإبرازه كأحد عناصر الهوية، لكن تبقى عملية نقل التراث بمفرداته الثرية إلى الجيل الجديد في سن مبكرة محل دراسة وتمحيص، حتى يستفيد منه الجيل الحالي والأجيال المقبلة، على الرغم من أن المناشط التراثية كثيرة، فإن بعض خبراء الموروث والمدربين التراثيين يرون أن هناك الكثير الذي يمكن طرحه على الجيل الحالي، لأن البيئة الإماراتية في الماضي تتمتع بمخزون تاريخي خصب. مفاهيم تراثية حول أهمية نقل الموروث الشعبي المحلي للجيل الجديد في سن مبكرة، يقول مدير مركز أبوظبي التابع لنادي تراث الإمارات أحمد مرشد الرميثي إن التراث الوطني الإماراتي غني ومتشعب وتكمن الاستفادة منه في توظيفه وإيصال مضامين رسالته المشوقة إلى الجيل الجديد، خاصة أبناء هذا العصر، فهم في حاجة ماسة للتعرف إلى قيم الحاضر بشكل حيوي ومدروس، مشيراً إلى أن المجتمع الإماراتي تميز بمجموعة من العادات التي ترسخ لاحترام الأكبر سناً، ونصرة الضعيف، وتوقير الوالدين، لذا على كل أسرة أن تكسب أبناءها القيم وتبث فيهم ما تربى عليه الجيل السابق، لأن اكتساب المفاهيم التراثية في الصغر يأتي من الأسرة ثم المجتمع. جمال الطبيعة ويرى المدرب التراثي بدر محمد علي أن الجيل الجديد محظوظ بسبب وجود عدد كبير من الباحثين التراثيين، استطاعوا أن يدونوا قسطاً كبيراً من الموروث، وهو ما يجعله متاحاً ومحققاً أمام الجميع، لافتاً إلى أن البيئة الصحراوية، وما فيها من جمال في الطبيعة، وصعوبة في التأقلم مع مناخها، كانت ملهمة لكي يعيش روادها على ما يكفيهم من زاد، وهو ما جعلهم يتخذون من الهجن الوسيلة الرئيسة في كل تنقلاتهم، بل احتلت هذه الإبل مكانة عالية في نفوس أهل الصحراء، ويوضح أن الجيل الجديد في حاجة ماسة إلى التعرف إلى بيئات الماضي، خاصة الصحراء، لاكتساب القوة والصلابة وحسن التدبير، ومن ثم الاطلاع على كيفية التداوي بالأعشاب، وطبيعة الحياة في مثل هذه الأجواء. فنون شعبية وينظر محمد المرزوقي، المسؤول بإدارة الأنشطة في نادي تراث الإمارات، إلى الموروث الشعبي المحلى على أنه علم يُكتسب، وثقافة تحتاج إلى الاهتمام بمكوناتها، وأن المواطن الإماراتي في سعيه الدؤوب نحو اكتشاف مصادر الرزق لم يكن يهمل حياته الخاصة، ويعبر عن سعادته البالغة في المناسبات بممارسة فنون شعبية، أصبحت اليوم من جملة الفنون المهمة التي يُحتفى بها على المستويين المحلي والدولي، ويلفت إلى أن الأعراس قديماً ارتبطت بمجموعة من الفنون التي تحمل روح الأصالة، خصوصاً العيالة، وغيرها من ألوان هذا الفن الذي أعطى للماضي روحاً تفيض بالمحبة، ومن ثم التغلب على المعاناة، بما يدخل على القلب البهجة والسعادة، مؤكداً أن اطلاع أبناء هذا العصر على هذا الجانب من حياة القدماء، يعزز ارتباطهم بالموروث الشعبي، ويؤصله في نفوسهم بشكل مبكر. حكمة الماضي ويؤكد مدير مركز السمحة التراثي، أحمد إبراهيم الحمادي، أن إكساب الجيل الجديد ماهية الموروث الشعبي يعطيهم القوة والنضوج الفكري والقدرة على النظر بعمق إلى حكمة الماضي لتضيء لهم معالم الطريق، وتدفعهم نحو الجد والاجتهاد. ويشير إلى كفاح أهل الإمارات في الحصول على الرزق، وكيف كان ذلك له الأثر العميق في ترابطهم وتكافلهم جميعاً، وأن الذي كان له «فضل يفيض به على من لا فضل له»، مشيراً إلى قسط كبير من المواطنين اتجه إلى البحر، فعرفوا طبيعة الحياة في قلب الماء، فصنعوا الشباك، وتفننوا في نسج علاقات جديدة مع أنفسهم ومع قوارب الصيد، ومن ثم الإبحار في الصباح الباكر وفي ظلمة الليل، وهو ما يجب أن يطلع عليه الجيل بصورة مقاربة. قصص حقيقية كما يرى محمد أسعد، مدرب السباحة في نادي تراث الإمارات، أن أبناء الزمن الماضي عرفوا السباحة، وكان من الطبيعي أن يتعلم فنونها الأطفال والشباب والكبار، وهو ما جعلها أمراً أساسياً، ومن أسباب الرزق. ويبين أنه من خلال الدورات المكثفة التي يشرف عليها، أدرك أن أبناء هذا الجيل لديهم شغف كبير وتعلق بالتعرف إلى فنونها كافة، ويلفت إلى أن السباحة تعلم الفرد كيف يحمي نفسه من الغرق، وفي الماضي كانت من الضرورات، خصوصاً لأهل البحر، ويرى أن تراث الإمارات متكامل، وأن التعرف إليه بطريقة محببة يساهم في تشكيل شخصية أبناء هذا الجيل بما يطلعهم على قصص حقيقية مفيدة تدفعهم إلى تمثل رجال الماضي، ومن ثم السير على خطاهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©