الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأرابيسك والخشب يتألقان في أعمال محمد يوسف

الأرابيسك والخشب يتألقان في أعمال محمد يوسف
1 سبتمبر 2009 01:32
تحظى أعمال الفنان التشكيلي محمد يوسف بالتميز لقدرته على استلهام الفنون الإسلامية، وصياغتها بشكل معاصر من خلال استخدامه لوحدات الخرط العربي «الأرابيسك»، والنقش على الخشب «الأويما». وفي أعماله الفنية الأخيرة يسعى محمد يوسف لصياغة هذه الوحدات بروح جديدة تتناسب مع العصر، مستكشفاً القيم الجمالية فيها مع طرح تراكيب متنوعة من الألوان والملامح البارزة، وتفكيك المنظور، بعد أن تخلص من التفاصيل الكثيرة التي كانت تحتشد في لوحاته ولجأ إلى التبسيط على مستوى المضمون والشكل• يقول إنَّه يبحث عن التجديد، ويسعى إلى حلول فنية مبتكرة، وهو يستخدم في سبيل ذلك بعض التقنيات كالألوان المذهبة، وإضافة الملامس البارزة الخشنة لبعض الوحدات الإسلامية على سطح اللوحة• استحضار الهوية يؤكد يوسف أنَّه يسعى لتبني نمط غير تقليدي في أعماله الفنية التي ترتكز على استخلاص روح الفن الإسلامي العربي، وصياغتها بشكل يستحضر الهوية الشرقية الموجودة في الأحياء الشعبية العريقة كالحسين والسيدة زينب وباب الشعرية، التي تفوح بعطر الأصالة العربية من خلال المساجد والأضرحة والأسبلة والبيوت القديمة، وما فيها من وحدات الخرط العربي والنقش على الخشب. ويوضح أنَّه سعى في أعماله الفنية الأخيرة لإكساب هذه الوحدات روحاً معاصرة، محاولاً إبراز القيم الجمالية فيها، وطرح نوع من إعادة التكوين والصياغة لروح هذا الفن العظيم، بحيث تجمع اللوحات بين الأصالة الإسلامية والجماليات العصرية، مع طرح تراكيب من الألوان على سطح اللوحة• ويقول أنه يركز في أعماله الأخيرة على التبسيط والتلخيص، بحيث يخلو العمل من الازدحام الذي كان موجوداً من قبل، ويأتي ذلك على حساب العناصر المستخدمة في العمل، وإعطاء مساحة للفراغ في اللوحة، مع التركيز على الموتيفات والوحدات والتشكيل، للوصول إلى حلول فنية تحرر هذه الموتيفات وتضعها في قالب فني مختلف• قيم جمالية الفنان التشكيلي يوضح أنَّ تراكم الخبرات، وكثرة الممارسة في الفن الإسلامي المعاصر، جعلته يميل إلى التبسيط غير المخل بحثاً عن التجديد الدائم فأدخل عنصر التذهيب في أعماله الأخيرة وأضاف الملامس البارزة على سطح اللوحة لتوحي بالأصالة والقدم وضخ مجموعة لونية زاهية في أعماله تؤكد القيمة الفنية وتحيل المشاهد إلى روح الفن الإسلامي بأسلوب معاصر. ويشير إلى أنَّ الفن الإسلامي واسع وعميق، ويمكن استلهام العديد من القيم الفنية الكامنة فيه. وقد كشفت تجربته الفنية، التي يقدمها منذ أكثر من عشرين عاماً، عن أنَّ الفن الإسلامي هو الأقرب إلى الفنون المعاصرة، ويحمل قيماً جمالية ذات دلالة واضحة، فالرموز الموجودة في الأعمال تحمل قيماً جمالية أكثر من كونها تحمل قيماً دينية، فضلا عن كون الأعمال نفسها تحمل هوية شرقية لا تقلد ولا تنسخ التجارب الغربية الحديثة• ويكشف أنَّه يفضل أعماله الفنية الأخيرة لأنها أكثر نضجاً، وهو ما فتح شهيته لتقديم أعمال أخرى تبحث عن حلول جديدة، كاللجوء إلى استخدام الشخوص، مثلما استخدم من قبل الزخارف النباتية والهندسية والحيوانية، وقدم تجارب لونية جديدة تزيد ثراء العمل الفني، واستفاد من عنصر التذهيب المعروف في الفن الإسلامي العربي. سلاح ثقافي يؤكد يوسف أنَّ أعماله القادمة ستتحلى بنفس أسلوبه الفني الذي يتغير بمرور السنوات والخبرات، وستجد الأعمال مساحة من التحرر الفني على مستوى التبسيط والتلخيص وإعادة توظيف الوحدات الإسلامية، مع تأكيد القيم اللونية والجنوح إلى الألوان الزاهية الواضحة، والتركيز على أفكار فنية أخرى تتضمن تصوير المناسبات الدينية والشعبية مثل الحج وطقوس رمضان والموالد• ويعبر الفنان عن غضبه من الهجمات المستمرة من قبل الغرب على الإسلام والتي حدثت في السنوات الأخيرة، معتبرا أن تلك الهجمات ظالمة، وتشي بجهل واضح عن الإسلام كدين راق يدعو إلى نبذ العنف والتعصب وقبول الآخر• ودعا كل الفنانين العرب المهتمين بالفنون الإسلامية إلى تشكيل جبهة موحدة تعمل على تقديم إبداعات إسلامية معاصرة وعرضها في الغرب كسلاح ثقافي وفني مهم يمكن توظيفه في خدمة الإسلام وإبعاد كل التهم الظالمة عنه
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©