الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بين العمل والمطبخ.. ولا فرصة لأداء العبادات

بين العمل والمطبخ.. ولا فرصة لأداء العبادات
1 سبتمبر 2009 01:34
بين المطبخ والعمل تقضي معظم النساء العاملات أوقاتهن في رمضان، حيث يأخذ العمل نصف يومهن، فيما يستغرق إعداد الطعام وتحضير السفرة الرمضانية النصف الثاني منه الأمر الذي يحرمهن من التمتع بأجواء الشهر الفضيل كزيارة الأرحام والأصدقاء والمعارف، وحتى أداء الفروض والواجبات الدينية على أكمل وجه. مشهد متكرر نفس المشهد يتكرر في كلّ بيت تسكنه امرأة عاملة يتمثل في التوجه إلى العمل منذ ساعات الصباح الباكر وإنجاز المهام على أصولها، ثم العودة إلى المنزل في الوقت المحدّد والدخول فوراً إلى المطبخ بعد تبديل الملابس إن لم يكن قبله.. تقول هبة شاهين، وهي موظفة في إحدى الدوائر الرسمية بالدولة: «الأعباء تكثر في رمضان بالنسبة لنا، نحن النساء العاملات، ففضلاً عن فروض وواجبات العمل في الدوام ومجهود الصيام نفسه في ظلّ الحرّ الشديد، هنالك الأعباء المنزلية من ترتيب البيت وتنظيفه وغسل الملابس وكيّها، أما تحضير الطعام فهو قصّة بحدّ ذاته، ويستغرق تحضيره ساعات عديدة، وذلك لكثرة الأصناف التي تحتويها سفرة الإفطار، ناهيك عن إعداد الحلويات التي تقدّم بعده». وتوضح شاهين، وهي أم لثلاثة أبناء، أنها تقضي يوميا في المطبخ 5 ساعات على الأقل، تبدأ منذ الساعة الثالثة عصراً قبل الإفطار وتستمر حتى الساعة الثامنة مساءا بعده، قائلة: «في هذه الأثناء أقوم بتحضير أصناف عديدة من المأكولات والمشروبات، فهنالك طبق الشوربة وطبق السلطة والسمبوسة والكبة، وهي أطباق رئيسية على سفرة رمضان، والوجبة الرئيسية وفي كثير من الأحيان أعدّ أكثر من صنف منها، بالإضافة إلى تحضير العصائر والمشروبات الرمضانية مثل شراب قمر الدين وشراب التمر هندي وغيرها من العصائر الطبيعية الطازجة، وتحضير الحلويات أيضا مثل حلويات القطايف واللقيمات أو الكنافة التي أعدّها بنفسي في المنزل».. تتابع شاهين: «هذه الساعات فقط أقضيها في تحضير الطعام وحده، وليس في تنظيف المطبخ وهي مهام تقوم بها الخادمة، وهي في الأيام التي نكون فيها وحدنا، أما في حالة استقبال ضيوف على الإفطار فالمجهود يكون مضاعفا». على حساب العبادات من جانبها تقضي سوسن القاضي، موظفة في شركة خاصة، حوالي 3 ساعات يومياً في تحضير السفرة الرمضانية، وذلك بين إعداد الشوربات والسلطات والمقبلات والوجبة الرئيسية بالإضافة إلى الحلويات التي تصبح هي الأخرى طبقاً رئيسياً في شهر رمضان، تقول سوسن: «بالنسبة لي فقد اجتهدت قبل مجيء الشهر الفضيل وقمت بتحضير بعض الأصناف التي يمكن تحضيرها مسبقاً، مثل الكبة والسمبوسة وورق العنب وحفظتها في الثلاجة، الأمر الذي وّفر عليّ كثيرا من الوقت كان يمكن أن أقضيه في تحضيرها بالأيام العادية أثناء الدوام، وهو أمر مستحيل بالنسبة لي لا أقدر على القيام به، فدوامي صعب وعملي متعب، وبسبب الحرّ الشديد أعود إلى البيت منهكة، وما يتوفر لدّي من الوقت لا يكفي لعمل مثل هذه الأصناف التي تستغرق وقتا طويلا في التحضير». تتابع القاضي: «ورغم ذلك المجهود السابق إلا أنني أبذل مجهودا كبيرا خلال شهر رمضان، لاسيما في الأوقات التي نستقبل فيها ضيوفا على الإفطار، الأمر الذي لا مفر منه في هذا الشهر، حيث تكثر دعوات الأقارب والمعارف وكذلك أصدقاء زوجي من العزاب، ويتم ذلك غالباً في أيام الجمعة أثناء إجازتي الأسبوعية، ورغم سعادتي وسروري بعمل ذلك لكسب الأجر والثواب خلال شهر الخير، إلا أن ذلك يكون على حساب راحتي الجسدية وصحتي، وكذلك على حساب أداء الواجبات الدينية من صلاة وقراءة قرآن أو قراءات في الكتب الدينية أو متابعة البرامج الدينية على شاشة التليفزيون». أعباء إضافية إلى ذلك تقول منى الحمادي، موظفة في أحد المستشفيات الحكومية، إن أكثر ما يرهقها في شهر رمضان هو قلّة النوم وذلك بسبب كثرة الأعباء المنزلية، تضيف الحمادي: «تحضير الوجبات الشعبية الإماراتية تستنفد الكثير من الوقت مثل الثريد والهريس واللقيمات وغيرها، ورغم وجود خادمة لدّي في المنزل إلا أنني أفضل تحضير هذه الوجبات بنفسي، ما يتطلب وقتاً وجهدا بالنسبة لي وقضاء أوقات كبيرة في المطبخ يومياً، والحرمان من رؤية أولادي ومتابعة شؤونهم اليومية كما في الأيام العادية، بالإضافة إلى أن استقبال الضيوف يكون مرهقاً في هذا الشهر، ناهيك عن متاعب الصحو في الليل لتحضير وجبة السحور وإيقاظ العائلة ثم أداء صلاة الفجر، كلّ ذلك من نوم متقطع وتعب جسدي يؤدي إلى إصابتي بالإرهاق مع كلّ شهر رمضان، لاسيما مع أداء واجبات العمل في النهار».. تستطرد الحمادي: «أشعر بالتعاطف مع كلّ النساء العاملات في هذا الشهر وخاصة اللواتي ليس لديهن خادمات لمساعدتهن في تنظيف المنزل والعناية به، وكلّ ما أتمناه في هذا الشهر أن يمدّنا الله بالقوة والصحة والعافية للقيام بواجباتنا واستقبال الضيوف وإقامة الولائم والعزائم، وكذلك إقامة شعائر وعبادات الله في هذا الشهر الكريم».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©